في إطار تأمين الحدث الرياضي العالمي "مونديال 2022" في قطر ما زالت الدوحة تضع برنامجها الأمني لضمان سلامة التظاهرة العالمية بعقد اتفاقات مع دول العالم لإرسال قوات وتقنيات وخبرات أمنية وعسكرية للمشاركة في حمايته.
إذ عقدت سلسلة من الاتفاقيات مع عدد من الدول لمساعدتها في تحقيق الأمان في البر والبحر والجو لهذا الحدث العالمي المنتظر انطلاقه بداية من 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري.
تأمين المستطيل الأخضر
كان آخر هذه التحركات هو طلب الحكومة القطرية مساعدة من الحكومة الباكستانية في الجوانب الأمنية وتوقيع اتفاقية مع الجيش الباكستاني، تحدد فيها التزامات القوات الوافدة والتخصصات المحددة وعدد أفراد الأمن الذين سترسلهم إسلام أباد للمشاركة في عمليات الأمن والسلامة.
وأكد وزير الإعلام الباكستاني أن مجلس الوزراء وافق على مسودة الاتفاقية التي تسمح للحكومة بتوفير قوات أمن في مونديال 2022.
فيما لم تنشر قطر تفاصيل إضافية حول ما ستفعله القوات الباكستانية وعددها وأدوارها بالتحديد.
وتأتي الموافقة على الاتفاقية قبل يوم من مغادرة رئيس الوزراء شهباز شريف متوجهاً إلى الدوحة في زيارة تستغرق يومين.
باكستان آخر الواصلين
سبق للدوحة أن أعلنت استعانتها بالقوات التركية والمغربية وسلاح البحرية الملكية البريطانية وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأعلن مسؤول في وزارة الأمن القومي الأميركية لشبكة "إيه بي سي نيوز"، أن الوزارة ستساعد في تأمين مونديال قطر 2022.
وفي المقابلة ذاتها قال روب سيلفرز، وكيل الوزارة الأميركية للاستراتيجيات والخطط والأعمال الشرطية "نحن ملتزمون بالعمل عن كثب مع قطر للتأكد من أن العالم سيستمتع بكأس عالم آمن وسنقدم الدعم الأمني لقطر بطرق عدة".
وفي توضيح تفاصيل التعاون مع "الناتو" جاء بيان الحلف الذي نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" بأنه سيشمل "التدريب على التهديدات التي تشكلها المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وحماية الأشخاص المهمين ومواجهة التهديدات التي تشكلها الأجهزة المتفجرة المرتجلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي شأن التعاون مع تركيا قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن "الشرطة التركية ستعمل على تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم"، مشيراً إلى أن 3250 فرداً سيعملون في قطر لمدة 45 يوماً تقريباً.
وأضاف أن "تركيا سترسل أيضاً 50 كلباً بوليسياً مدرباً مع مدربيها للكشف عن القنابل، و50 خبيراً بإبطال مفعول القنابل، وغير ذلك من العناصر الخاصة بالأمن"
سماء قطر محمية بـ"التايفون"
أما التعاون البريطاني فقد تم على توفير غطاء جوي أمني فوق بطولة كأس العالم وأن سلاح الجو الملكي وسلاح البحرية الملكية البريطانية سيشاركان في التأمين بحسب الوكالة القطرية.
هذا وقد أفاد وزير الدفاع البريطاني بين والاس أن "ضباط سلاح الجو الملكي والبحرية سينفذون دوريات في سماء قطر أثناء البطولة لحمايتها من أعمال الإرهاب"، وتم تكليف "السرب المشترك لطائرات تايفون" المعروف أيضاً باسم "سرب 12" ومقره المملكة المتحدة، هذه المهمة بالتعاون مع طائرات "تايفون" التابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية .
وتعد هذه المرة الأولى التي توفر فيها بريطانيا هذا المستوى من الأمن لاستضافة مناسبة خارج المملكة المتحدة، وفق صحيفة "تلغراف".
كما أصدرت المملكة المغربية بياناً أعلنت فيه دعمها لاستقرار الأمن في قطر خلال مونديال 2022. وقالت وزارة الداخلية المغربية "سوف ندعم قطر بموارد لوجيستية استخبارية، لدينا قدرة استخبارية كبيرة تمكننا من مساعدة قطر خلال فترة تنظيم المونديال".
وقد حقق الاقتصاد السويسري أرباحاً من المونديال، فقد ارتفعت صادرات الدولة الأوروبية من الأسلحة بأكثر من 40 في المئة لتصل إلى 516 مليون فرنك سويسري (569 مليون دولار) في النصف الأول من العام الحالي، 159.8 مليون فرنك سويسري (161 مليون دولار) من مبيعات أنظمة الدفاع الجوي كانت من نصيب قطر وذلك من أجل تأمين المسابقة.
وبلغت تكلفة كأس العالم 220 مليار دولار أميركي، بحسب تقارير نشرتها وكالة الانباء العالمية "رويترز" وهو ما يتجاوز ضعف إجمالي ما تم إنفاقه لاستضافة كل نسخ البطولة عبر التاريخ.