نقلت قصة إيما رادوكانو الخيالية، التي حدثت على ظلال ناطحات السحاب في نيويورك، مسيرة اللاعبة البريطانية الشابة إلى عنان السماء، لكنها هبطت إلى أرض الواقع في آخر 12 شهراً.
وحتى الآن يصعب تصديق رحلتها الغامضة من المركز 150 عالمياً والصعود من التصفيات إلى منصة التتويج في أميركا المفتوحة، عندما تعود اللاعبة البالغ عمرها 19 عاماً إلى فلاشينغ ميدوز بصفتها حاملة اللقب.
وتحدت هذه القصة منطق التنس وتخطت حدود الرياضة لتصبح واحدة من أبرز الرياضيين القابلين للتسويق في العالم.
والمشكلة أن عجلة التنس لا تتوقف أبداً، وبينما كانت رادوكانو تتعامل مع الآثار الجانبية لفوزها غير المتوقع باللقب التي لا يمكن تجنبها، عانت من نتائج متواضعة.
ولا ينبغي اعتبار هذه النتائج مفاجأة، فمن منظور التنس لا تزال رادوكانو لاعبة مبتدئة.
وأسهمت التغييرات العديدة لمدربيها والإصابات المتلاحقة وتراجع لياقتها البدنية في خوض عام متواضع شهد 13 انتصاراً و15 هزيمة.
وفي لمح البصر تحولت رادوكانو إلى هدف، فمع تعدد المواهب في تنس السيدات لا يوجد نقص في عدد اللاعبات الراغبات في الإطاحة بالملكة البريطانية إيما من عرشها.
وقال ماتس فيلاندر الفائز بسبعة ألقاب بالبطولات الأربع الكبرى والمحلل بشبكة "يوروسبورت"، الثلاثاء، "أعتقد أن فوزها فتح الباب على مصراعيه أمام الجميع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح، "كان من المعتاد أن تؤمن من خمس إلى 10 لاعبات بإمكانية التتويج بلقب كبير، أعتقد الآن أن هناك 50 لاعبة تفكر في الفوز بسبب ما فعلته إيما وهذا يجعل المنافسة أكثر صعوبة".
وتحملت رادوكانو الضربات بشكل جيد ولم تعانِ من نوبات غضب ولم تعتذر، بل تصر على أنها تواصل التعلم وتتعايش مع المتطلبات البدنية لبطولات المحترفات.
لكنها تأمل في أن تلهمها أضواء نيويورك مجدداً لتكرر المشوار الساحر رغم أن أي نتيجة ستحدث لن تضاهي تجربة 2021 حين فازت في 10 مباريات في نيويورك من دون خسارة أي مجموعة، وكللت إنجازها بالفوز على المراهقة الأخرى ليلى فيرنانديز في النهائي.
وظهرت مؤشرات مشجعة في الأسابيع الأخيرة، ففي مباراتها الأولى في سينسناتي تغلبت على سيرينا وليامز الحاصلة على 23 لقباً بالبطولات الأربع الكبرى بنتيجة 6-4 و6-0، ثم تفوقت على فيكتوريا أزارينكا المصنفة الأولى على العالم سابقاً بنتيجة 6-0 و6-2.
ومع الإقرار بأن سيرينا وأزارينكا على مسافة بعيدة من أمجاد الماضي، فإن هزيمة رادوكانو من جيسيكا بيغولا الموجودة ضمن أعلى 10 مصنفات على العالم ربما أعطت مؤشراً أفضل على مستوى اللاعبة البريطانية المنتظر في نيويورك.
وقالت رادوكانو، الأسبوع الماضي، "أعتقد أنني حققت إنجازاً كبيراً بالفوز بلقب أميركا المفتوحة، لكنني كنت ألعب بحرية تامة وبدأت في استعادة هذا الشعور الآن، أعتقد أنني أمضي في المسار الصحيح".
وحدث كل شيء بسرعة في مسيرة رادوكانو حتى إنها لم تستمتع برفاهية تطوير مستواها خلف الكواليس، وتعرف منافساتها تماماً الأداء المتوقع منها.
لكن لا يمكن الرهان على هوية الفائزة باللقب وسيكون من الخطأ الاستهانة برادوكانو، وإذا بدأت التحرر بالفعل كما فعلت العام الماضي فمن المحتمل أن تتكرر المفاجأة.