أعلنت الحكومة الباكستانية حالة طوارئ للتعامل مع الفيضانات الموسمية التي أثرت في أكثر من 30 مليون شخص، إذ ضربت أمطار غزيرة معظم أنحاء البلاد، الجمعة الـ26 من أغسطس (آب).
وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث اليوم الجمعة، بأن أكثر من 900 شخص قتلوا هذا العام، من بينهم 34 في الساعات الـ24 الماضية، نتيجة الأمطار الموسمية التي بدأت في يونيو (حزيران).
ويقول المسؤولون إن فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات عام 2010 الأسوأ على الإطلاق، حين قتل أكثر من ألفي شخص وكان حوالى خمس سكان البلاد محاصرين بالمياه.
وتعتبر الأمطار الموسمية السنوية ضرورية لري المحاصيل وتجديد موارد البحيرات والسدود عبر شبه القارة الهندية، لكنها تجلب معها موجة من الدمار كل عام.
فيضانات هائلة
وقال المزارع رحيم بخش بروهي لوكالة الصحافة الفرنسية قرب سوكور في إقليم السند (جنوب)، "لم أشهد في حياتي مثل هذه الفيضانات الهائلة بسبب الأمطار".
وعلى غرار آلاف في المناطق الريفية في باكستان، كان بروهي يبحث عن مأوى قرب الطريق السريع الوطني، إذ إن الطرق المرتفعة هي من بين الأماكن القليلة الجافة في المناطق الطبيعية المائية التي لا نهاية لها.
وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف الجمعة، بأن 33 مليون شخص "تضرروا بشدة" من الفيضانات، في حين قالت وكالة مكافحة الكوارث في البلاد إن نحو 220 ألف منزل دمر، فيما تضرر نصف مليون آخر بشدة.
من جانبها، قالت وكالة مكافحة الكوارث الإقليمية إن مليوني فدان من المحاصيل المزروعة قضي عليها في إقليم السند وحده حيث يعيش عديد من المزارعين يوماً بيوم.
وقال نصر الله ميهار "محصول القطن الذي زرعته على مساحة 50 فداناً دمر تماماً. إنها خسارة كبيرة بالنسبة إليّ... ماذا يمكنني أن أفعل؟".
أخطار المناخ العالمي
وبينت وزيرة التغير المناخي شيري رحمان التي وصفت الأربعاء الفيضانات بأنها "كارثة ذات نطاق هائل"، أن الحكومة أعلنت حالة طوارئ وطالبت بالحصول على مساعدة دولية.
وتحتل باكستان المرتبة الثامنة في مؤشر أخطار المناخ العالمي، وهو قائمة تعدها المنظمة البيئية غير الحكومية "جيرمن ووتش" للبلدان التي تعتبر الأكثر عرضة للظواهر الجوية القاسية الناجمة عن تغير المناخ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في وقت سابق من هذا العام، واجه جزء كبير من البلاد الجفاف وموجة حر مع تسجيل الحرارة 51 درجة مئوية في يعقوب آباد في إقليم السند.
وتواجه المدينة الآن فيضانات غمرت منازل وجرفت طرقاً وجسوراً.
وفي سوكور التي تبعد نحو 75 كيلومتراً من يعقوب آباد، عانى السكان لشق طريقهم على طول الشوارع الموحلة المسدودة بالحطام الذي تحمله الفيضانات.
وألغى رئيس الوزراء رحلة كانت مقررة إلى بريطانيا للإشراف على الاستجابة للفيضانات، وأمر الجيش باستخدام كل الموارد المتاحة في عمليات الإغاثة.
وقال للتلفزيون الرسمي بعد زيارة سوكور "رأيت المشاهد من الجو ولا يمكن التعبير عن الدمار بالكلمات".
وأضاف "غمرت المياه مدناً وبلدات ومحاصيل. لا أعتقد أن هذا المستوى من الدمار حدث من قبل".
وأطلق نداء وطنياً لجمع التبرعات مع إعلان الجيش الباكستاني أن كل ضابط صف سيتبرع براتب شهر في هذا الإطار.
توقف الاتصالات والمواصلات
وأكثر المناطق تضرراً هي بلوشستان والسند في جنوب البلاد وغربها، لكن كل أنحاء باكستان تقريباً عانت هذا العام.
وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، لأنهار متضخمة دمرت مباني وجسوراً أقيمت على ضفافها في الشمال الجبلي.
وقال جنيد خان نائب مفوض منطقة سوات في مقاطعة خيبر بختونخوا إن 14 فندقاً مبنياً على ضفاف نهر جرفت، إضافة إلى محطتين صغيرتين للطاقة الشمسية.
وفي شامان، البلدة الحدودية الغربية المجاورة لأفغانستان، اضطر المسافرون إلى الخوض في المياه التي وصل ارتفاعها إلى الخصر، لعبور الحدود بعد انفجار سد قريب، ما زاد على الفيضانات الناجمة عن الأمطار.
وقالت شركة السكك الحديد الباكستانية إن مدينة كويتا القريبة، عاصمة إقليم بلوشستان، قطعت عن بقية البلاد وتوقفت خدمات القطارات بعدما تضرر جسر رئيس بسبب فيضان مفاجئ.
كذلك، تعطل معظم شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت في الإقليم في ما وصفته هيئة الاتصالات في البلاد بأنه أمر "غير مسبوق".