بعد وصول وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن واجتماعات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا مع مسؤولين أمنيين في واشنطن، وقف غانتس أمام سرب طائرات أميركية مزودة للوقود Kc-135 تابعة لسلاح الجو الأميركي، وأبدى تفاؤلاً من نجاح تل أبيب في إقناع واشنطن بضرورة التراجع عن جوانب عدة متعلقة بالاتفاق النووي مع طهران.
ومن هناك أطلق غانتس رسالة لإيران حذر خلالها من مخاطر الوصول إلى وضع تكون فيه طهران نووية، مشيراً إلى أن مسودة الاتفاق التي يجري التفاوض حولها تتيح لها إمكانية تعزيز قدراتها النووية. وهدد غانتس قائلاً، "سنواصل تعزيز التعاون وتوسيع النشاطات الأمنية والعسكرية المطلوبة حتى نمس بحلفاء إيران في المنطقة ونمنع عنها السلاح النووي".
وقدم غانتس أمام الأميركيين تقارير تشير إلى مخاطر توقيع الاتفاق مع إيران من حيث الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، كما تباحث الطرفان في التعاون في تنفيذ عمليات هجوم ودفاع، إزاء التهديدات المستمرة، وفي مقدمتها من قبل إيران.
وضمن ما اتفق عليه الطرفان زيادة وتيرة التدريبات العسكرية والتعاون في البحر والجو والبر، وكذلك في أمن المعلومات والاستخبارات.
وفي تغريده له عبر "تويتر"، بعد زيارته مقر القيادة المركزية الأميركية في فلوريدا (سنتكوم)، أكد غانتس أن "التعاون مع سنتكوم سيغير قواعد اللعبة في القدرة على حفظ الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".
ويأتي الارتياح الإسرائيلي، بحسب مسؤول أمني، من مضمون الرد الأميركي إلى إيران، الأربعاء، وفيه شددت واشنطن مواقفها في بعض بنود تضمنتها مسودة الاتفاق التي طرحها الاتحاد الأوروبي. وبحسب أمنيين إسرائيليين فإن هذا الموقف يخفض بقليل قلق إسرائيل من أن الإدارة الأميركية قد تقدم تنازلات مهمة للتوصل إلى اتفاق نووي.
"الموساد" يحذر ولبيد يطمئن
بعد أن أعلن رفض الرئيس الأميركي جو بايدن الرد على مكالمة عاجلة وضرورية من رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، سعى الأخير إلى إظهار جوانب إيجابية متعلقة بالعلاقة مع الولايات المتحدة، وكذلك بحرص إسرائيل على استمرار حملتها الدولية لمنع التوقيع على الاتفاق، في محاولة لطمأنة الإسرائيليين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن لبيد عقد اجتماع له مع رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، بحث خلاله تداعيات الاتفاق النووي على إسرائيل، وفي حال تم توقيعه، كيف يمكن التعامل معه. ونشر مقربون من برنياع تحذيره داخل الاجتماع من أن فرصة توقيعه تقترب إلى نسبة مئة في المئة، واصفاً إياه بـ"الكارثة الاستراتيجية" على إسرائيل والمنطقة.
وحذر برنياع من أن "الاتفاق سيسمح للإيرانيين للوصول إلى قدرات في مجالات عدة، بعد أن يوفر لهم مئات المليارات من الدولارات، عقب رفع العقوبات، وفق أحد بنود مسودة الاتفاق".
وفيما لم يخف برنياع تخوف إسرائيل من انعكاسات الاتفاق الإيجابية على إيران لتصبح نموذجاً لدول عدة، اعتبر الكسب المالي من الاتفاق سيساعد حلفاءها "حزب الله"، والمتمردين الحوثيين، و"فيلق القدس" و"حماس"، وسيكون لديها كثير من المال لإدارة المعركة ضد إسرائيل، بينما من دون الاتفاق ستكون دولة أضعف، وأفقر ومردوعة أكثر.
العمل خلف الكواليس
من جهتها، اعتبرت القيادة العسكرية تصريحات رئيس الموساد تنعكس سلباً على إسرائيل، وتدخلها في حالة هستيريا لا حاجة لها. وبحسب قياديين عسكريين "ينبغي الحديث أقل والعمل أكثر من خلف الكواليس، وبعد ذلك الاستعداد بما يتناسب مع الوضع".
وبحسب مسؤول عسكري فإن "زيارة وزير الأمن للولايات المتحدة مهمة جداً، ويجب أن تحقق إنجازات عدة لا تقتصر على الموقف الأميركي من الاتفاق، وإنما تحقيق رزمة مساعدة أمنية دراماتيكية تعطي لإسرائيل الجواب لمواجهة التحدي الذي ينتظرها في السنوات المقبلة، وطرح خيار عسكري عملي وليس مجرد تصريحات".
وأضاف المسؤول العسكري، "من أجل ذلك يحتاج الجيش إلى وسائل متطورة، قذائف وطائرات وقدرات دفاع محسنة. هذه فرصة استثنائية للضغط على الأميركيين للحصول على التزام كهذا، لأن إسرائيل وحدها لا تملك قدرة على عمل ذلك".
الاتفاق أقل سوءاً
الرئيس السابق للدائرة الأمنية العسكرية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد تناول الموضوع من منطلق احتمال عدم نجاح إسرائيل في منع الاتفاق مع إيران، مشيراً إلى أن ذلك "لن يكون كارثياً كما وصفه البعض، بل إن الاتفاق هو الأقل سوءاً لإسرائيل". ويقول جلعاد، "أمام هذا الاحتمال علينا، كقوة إقليمية عظمى، العمل على تطوير القدرة العسكرية للجيش خلال فترة زمنية متسارعة، في ظل تعزيز وتعميق التعاون الاستخباراتي والاستراتيجي مع الولايات المتحدة".