اختبر إيرلينغ هالاند جزءاً من أسلوب إدارة مدربه بيب غوارديولا، إذ رأى المدير الفني لمانشستر سيتي أن يخصص تكتيكاته لتلائم الصفقة الهجومية الجديدة للنادي، ويتخلى عن استخدام مركز "الـ9 الكاذبة" الذي قاد فريقه إلى الألقاب المتتالية، وجلب قلب هجوم تقليدياً ومكّن النرويجي من تسجيل ستة أهداف في أربع مباريات.
وأغدق غوارديولا بالثناء على مهاجمه الجديد، وقال "وُلد ليسجل الأهداف"، واستنتج أنه يمكن أن يتحسن دائماً.
لكن الآن يمكن لهالاند رؤية جانباً مختلفاً من غوارديولا، ذلك الشخص الهادئ، وصانع القرار الحاسم الذي لا يُبرر للاعبيه أسباب استبعادهم.
قد لا يكون هذا مصير هالاند حتى الآن، وألمح المدير الفني لسيتي أن لاعبه الجديد قد يكون قادراً على الاستمرار حتى كأس العالم قبل الحصول على فترة راحة، "يبلغ من العمر 22 سنة، إنه صغير ويتعافى جيداً، أعتقد أنه قادر على اللعب بشكل منتظم"، لكن مباراة على أرضه ضد منافس صاعد هو نوتنغهام فورست، تتيح فرصة للتناوب قبل الاختبارات التي يحتمل أن تكون أكثر صرامة وصعوبة ضد إشبيلية وتوتنهام، خلال الأسبوع المقبل.
وسيكون التناوب بمثابة خبر سيء لهالاند الساعي للفوز بالحذاء الذهبي لهداف الدوري، لكن مدربه غوارديولا غالباً ما يكون قاسياً مع لاعبيه الأساسيين والبدلاء على حد سواء.
وقال غوارديولا، "أنا لا أشرح أسباب قراري لأنني لن أقنعهم، بعض اللاعبين يفهمون أنهم جزء من الكل والبعض الآخر لا يفهمني أبداً، أنا أعرفهم جميعاً جيداً ويمكنني أن أخبرهم بالأسباب ولكن هذا غير مهم".
وربما كانت هذه إشارة إلى رحيم سترلينغ الراحل عن النادي، الذي أعلن عن خيبة أمله بشأن الاستغناء عنه، وربما كان ذلك بمثابة تحذير لهالاند.
من المؤكد أن غوارديولا اعترف بأن وحشيته يمكن أن تأتي بنتائج عكسية عندما يبتعد عن اللاعبين الخطأ، وأضاف، "لقد قلت مرات عدة إنني لست مثالياً، أرتكب أخطاء وأنا لست مثالياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن سبب راحة هالاند يكمن في البديل، فالنرويجي كان الوافد الهجومي الأكثر تألقاً، لكنه لم يكن الوحيد.
وتم الاتفاق على انتقال جوليان ألفاريز من ريفر بليت الأرجنتيني في يناير (كانون الثاني)، وعلى عكس هالاند كان الوافد الجديد أسرع تسجيلاً بقميص سيتي، إذ هز الشباك حين شارك كبديل في درع المجتمع، وكان دخوله إلى الدوري الإنجليزي بشكل تدريجي، حيث سجل 57 دقيقة لعب في مشاركات متقطعة، لكنه أسهم في تسجيل هدفين في فوز يوم السبت على كريستال بالاس عندما سجل هالاند أول ثلاثية بقميص سيتي.
ويرى غوارديولا لاعبه ألفاريز كبديل للرقم 9، "بالتأكيد عندما لا يلعب إيرلينغ سيلعب جوليان، أنا متأكد من ذلك تقريباً"، ويساعد الأرجنتيني في تجاوز توقعات مدربه، إذ لا يحصل على زخم كما هو متوقع من هالاند.
وقال غوارديولا، "لقد شاهدته قليلاً على التلفزيون وبعض المقاطع لكنني مندهش من مدى روعته، إنه شخص متواضع للغاية وإيجابي دائماً وفي كل جلسة تدريب يقدم كل شيء، أنا أحب هذا النوع من اللاعبين".
وتأتي هذه الإطراءات تذكيراً ببيع غابرييل جيسوس، وهو شخص آخر كان يحظى بإعجاب غوارديولا دائماً، ويمكن لألفاريز لعب دور جاره الأميركي الجنوبي.
وقال غوارديولا، "جوليان لاعب استثنائي، منذ اليوم الأول أراد أن يفعل ذلك بشكل جيد، نحن جميعاً معجبون بسرعته وإحساسه بالهدف وأخلاقيات العمل، إنه قوي للغاية وسريع ولديه إحساس لا يصدق بالمرمى، إنه يقرأ المباراة جيداً ولديه هامش للتحسين".
وربما يكون هامش التحسين أكبر لأن ألفاريز لم يتم اختباره في البطولات الأوروبية الكبرى، إذ جاء هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني، والذي يمكن أن يكون طريقاً طبيعياً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن من النادر أن يأتي اللاعبون من أميركا الجنوبية مباشرة.
وأضاف غوارديولا، "عندما تشتري لاعباً من بلد آخر فأنت لا تعرف أبداً كيف سيتأقلم، فهذا يعتمد في كثير من الوقت على العقلية وجوليان منذ اليوم الأول رأينا أنه لا يريد تفويت الفرصة". ويبدو أن المعلم وجد تلميذاً راغباً في التفوق، حتى لو كان التعامل معه يحتاج الحديث بلغته الأم الإسبانية، وقال غوارديولا، "أهم شيء هو أنه منفتح على المساعدة طوال الوقت".
اللعب لريفر بليت يعني أن ألفاريز معتاد على الضغط ولكن سيكون من السهل أن يخيفه تمثيل فريق النجوم الكبرى في استاد الاتحاد، حتى عندما يساعده زملاؤه الجدد في الاستقرار، "هذه المجموعة من اللاعبين غير عادية، ولهذا السبب ليس الأمر سهلاً".
"عندما يكون الرجل متواضعاً ولديه الرغبة في النجاح، في النهاية سيحدث ذلك".
لكن إذا تمكن ألفاريز من التعلم من هالاند، فربما يصبح تهديداً للنرويجي من دون سابق إنذار، وأن يجد نفسه كل فترة ملازماً لمقاعد البدلاء ليتيح للتوقيع الآخر فرصة اللعب.
© The Independent