صرح مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي بأن الكتلة الأوروبية "مستعدة للرد" على قرار روسيا وقف إمدادات الغاز عن التكتل. وكانت شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" المملوكة للدولة قد أعلنت يوم الجمعة، الثاني من سبتمبر (أيلول)، عن وقف غير محدد لتدفقات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1"، مشيرة إلى الحاجة إلى صيانة إضافية لخط الأنابيب. وجاءت هذه الخطوة بعد توقف الإمدادات من خط الأنابيب الأسبوع الماضي بسبب "انقطاع الصيانة" وكان من المخطط استئناف تدفق الغاز للكتلة الأوروبية في الثالث من سبتمبر. وقال باولو جينتيلوني، مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي لشبكة "سي أن بي سي"، "نتوقع أن تحترم روسيا العقود التي أبرمتها، ولكن حتى إذا استمر تسليح الطاقة، أعتقد أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد". وأضاف جينتيلوني لمراسل الشبكة في منتدى "أمبروسيتي" في إيطاليا، "بالطبع علينا توفير ومشاركة الطاقة، ولدينا مستوى مرتفع من التخزين ولا نخشى قرارات بوتين".
إجراءات للرد
وتابع، "لقد طلبنا من بوتين احترام عقودهم، لكن إذا لم يحترموا عقودهم، فنحن مستعدون للرد"، من دون أن يوضح بالتفصيل الإجراءات التي قد يترتب عليها ذلك. وقالت "غازبروم" على تطبيق المراسلة "تيليغرام" إن المفتشين وجدوا تسرباً للنفط في خط الأنابيب. وقالت شركة الطاقة، "تم إيقاف نقل الغاز إلى خط أنابيب الغاز نورد ستريم تماماً حتى يتم التخلص من المشكلات المتعلقة بتشغيل المعدات". ويأتي وقف الإمدادات بعد صيف من العلاقات المتقلبة بين روسيا والاتحاد الأوروبي مع استمرار الحرب في أوكرانيا، مع اتهام روسيا بـ"تسليح" إمدادات الغاز لجيرانها الأوروبيين في محاولة للضغط على الكتلة لتخفيف العقوبات، وتنفي روسيا استخدام الطاقة كسلاح. وقالت شركة "غازبروم" مراراً وتكراراً إن العقوبات تمنعها من صيانة وتشغيل خط الأنابيب بكفاءة، وقد خفضت بالفعل تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب إلى نحو 20 في المئة من طاقتها الكاملة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جاء قرار "غازبروم" بعد ساعات من موافقة مجموعة الدول السبع الاقتصادية على خطة لفرض سقف لسعر النفط الروسي في محاولة لكبح عائدات موسكو النفطية. في حين يؤدي وقف جميع إمدادات الغاز الروسي إلى وضع الاتحاد الأوروبي في مأزق مع اقتراب الخريف والشتاء. ومنذ الهجوم الروسي غير المبرر على أوكرانيا سعى الاتحاد الأوروبي إلى تقليل وارداته من الغاز الروسي والتخلص منها. ومع ذلك، ومع تدافع الكتلة الأوروبية للحصول على إمدادات بديلة، فإنها لا تزال تعتمد إلى حد ما على الإمدادات الروسية. وقد دعا التكتل بالفعل جميع الأعضاء إلى خفض استهلاكهم للغاز طواعية بنسبة 15 في المئة في الخريف وخلال أشهر الشتاء في محاولة لتوفير الإمدادات. وقال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، متحدثاً أيضاً إلى الشبكة في منتدى "أمبروسيتي"، إنه في حين أن نقص الطاقة المتوقع في الشتاء المقبل "غير مريح للغاية بالنسبة إلى أوروبا"، فإنها لن تكون "المرة الأولى التي يعاني فيها الأوروبيون من أجل حريتهم". وأضاف، "هذا ما أود قوله لأصدقائي الأوروبيين: سنعمل معكم لإيجاد بدائل للغاز الروسي، وكلما أسرعنا في الوصول إلى تلك الوجهة سيكون العالم أكثر أماناً وستكون أوروبا أكثر استقراراً". وأشار السيناتور الأميركي إلى أن استقلال الطاقة من جانب أوروبا يمكن أن يشكل أكبر ضربة لآلة بوتين الحربية.