هكذا إذن وقع الانفصال بين ليوناردو دي كابريو وحبيبته كاميلا موروني. لكن لمجرد أنها في عامها الـ25 بينما هو في الـ47 - يحدث أن عدداً من علاقاته السابقة كانت قد انتهت أيضاً حين أتمت شريكته ربع قرن من العمر- لا يمكن أن يعطي مبرراً أبداً لتعرضه لأبشع أنواع الهجمات والافتراءات في الفضاء الإلكتروني.
الرجل لم يخطئ. استمرت العلاقة بين الثنائي خمس سنوات ولم تكن هذه قصة عن "متربص بالنساء" قضى بضعة أسابيع في اللهو مع سيدة ثم رماها جانباً بكل قسوة، واعذروني لكن لا يمكن لأي مرء أن يقضي هذه الفترة الطويلة في علاقة ما لم يكن عاشقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صحيح أن صورة نمطية تؤخذ عنه باعتباره "زير النساء ليو"، لكن نظرة سريعة على تاريخه العاطفي ستخبرنا أنه عادة ما يرتبط لفترة طويلة، فلقد واعد عارضة الأزياء جيزيل بوندشين لمدة خمس سنوات، وهي المدة التي قضاها أيضاً مع بار رافايلي، ولا يمكن تصنيفه أبداً على أنه ليو الشهواني الذي ينتقل بسرعة من حضن إلى آخر.
لم تكن صديقاته ليبقين معه طوال هذه المدة إن لم يكن في العلاقة شيء مميز. من المهين أن نلمح إلى أنهن تعرضن لمعاملة مجحفة. أليس من المفترض أننا في مجتمع عصري وليبرالي يستطيع فيه الإنسان مواعدة من يشاء من دون التعرض لهجوم شرس؟
كاميلا نفسها قالت في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، "أعتقد بأنه يحق لأي شخص أن يواعد من يشاء"، ولكنها غير مضطرة أن توضح هذا حتى.
سأكون منصفة، بعض الصور الساخرة كانت مسلية، والأخبار كئيبة هذه الفترة، لذلك يمكنني أن أتفهم سبب الانتشار الواسع لهذه القصة، لكن بعضها الآخر حمل قدراً من التحقير واللؤم، حتى إن بعض التغريدات نعتت دي كابريو بالـ "مخيف جداً" و"الرجل المريض والمقرف". هذا غير مقبول!
ربما لو غيرنا منظورنا فربما نجد أن ليو هو الضحية حتى؟ على سبيل المصادفة يبدو أن عدداً كبيراً من علاقاته تنتهي بالفشل حين تقارب شريكته عامها الـ 25، لكن هل فكر أحد في احتمال أن صديقاته هجرنه وليس العكس؟
من العادي جداً، أو هكذا كان الأمر في زمني أنا، أن نفتتن برجل أكبر منا سناً بكثير عندما نكون في مطلع العشرينيات. قد يبدو الرجال الأكبر سناً جذابون فعلاً لكن إلى درجة الاستقرار معهم؟
أذكر أنه عندما كنت في الـ 21 ارتبطت بعلاقة مع شخص يكبرني بـ 18 عاماً، فتنت كلياً به، لكن عندما دخل زوجي الذي يصدف أنه يصغرني بأربع سنوات إلى حياتي بعد بضعة سنوات، انفصلت عن الرجل الأكبر سناً.
من يعلم ما الذي حدث حقاً بينه وبين جيزيل بوندشين، هي الآن متزوجة من توم برايدي الذي يبلغ من العمر 45 عاماً ولا يكبرها سوى بثلاث سنوات. ربما شعرت بأن ليو كبير جداً في السن بالنسبة إليها؟
ويقال إن إحدى صديقات ليو السابقات وهي إيلين هيذرتون عارضة [العلامة التجارية] "فيكتوريا سيكريت" قد خطبت إلى رجل عمره 33 عاماً أي في عمرها نفسه.
واعد دي كابريو أيضاً الممثلة بلايك لايفلي لمدة عام، ويبلغ زوجها الحالي رايان رينولدز من العمر 45 عاماً، فيما عمرها هي 35، ربما لم تتمكن بلايك من تقبل فارق السن الذي يتخطى 10 سنوات؟
أعترف بأنني معجبة بليو منذ فترة طويلة وهذا قد يؤثر في رأيي، لكن بصدق من الظلم توجيه هذه الانتقادات اللاذعة له. ربما فُطر قلبه بعد هذا الانفصال وبعد كل هذا توجه له الآن كل هذه التعابير الساخرة.
بالنسبة لي، دخوله في علاقات طويلة الأمد يعبّر عنه أكثر بكثير من سن السيدات اللواتي يختارهن عادة، وربما تكون ردة الفعل مفهومة، لا سيما في ظل حركة # أنا- أيضاً [MeToo#] الضرورية - ولكن علينا أن نتذكر أنه لكل علاقة تفاصيل دقيقة تميزها.
لدي صديق مطلق يعمل في مجال المصارف في لندن ويبحث حالياً عن حبيبة، وهو يقول إنه لن يواعد أبداً شابة أصغر منه سناً لأن هذا سيثير رعب زملائه في العمل.
أفهم وجهة نظره ولكن ما يلفتني هو الاختلاف الكبير في حال النساء اللواتي يواعدن شباباً أصغر منهن سناً.
ما عليكم سوى النظر إلى ديمي مور وآشتون كوتشر، عندما تزوجا، كانت ديمي تكبره بـ 15 عاماً ثم انفصلا، وهي تواعد الآن الشيف دانييل هام الذي يصغرها بـ 14 عاماً أيضاً!
ثم لدينا مثال الفنانة سام تايلور-جونسون التي تكبر زوجها آرون تايلور- جونسون بـ 18عاماً. (يبدو أنهما) ثنائي سعيد في زواج طويل الأمد، ولو افترضنا أنهما انفصلا وارتبطت هي بعلاقة مع شاب يصغرها سناً، لن يحلم أحد حتى بإطلاق الشكل نفسه من الدعابات الساخرة التي رأيناها تنتشر خلال الأيام الأخيرة عن ليو على وسائل التواصل الاجتماعي.
أما زلتم غير مقتنعين؟ حسناً، اعكسوا فارق العمر بين بريجيت ماكرون وإيمانويل ماكرون وتخيلوا أن الرئيس الفرنسي يكبر زوجته بـ 25عاماً، هل سيعتبر ذلك مقبولاً؟ لا أعتقد، ومع ذلك فالسخرية من ليو مسموحة.
برأيي الشخصي علينا أن نعيش وندع غيرنا يعيش كذلك. لم لا يحق لأي شخص أن يرتبط بمن يريد ببساطة؟ لماذا نسعى إلى عرقلة مسار حب حقيقي محتمل؟
ربما تتمنى نساء كثيرات في مطلع العشرينيات من عمرهن أن يرتبطن برجل أربعيني، ولكن ذلك يبدو غير مقبول الآن، وربما كن ليسعدن مع شخص أكبر منهن سناً.
في النهاية وجدت دراسة أصدرها مكتب الإحصاءات الوطنية في العام 2008 أن فارق العمر الكبير لا يزيد من احتمال الطلاق أو ينقصه، ولو عاد ليو فعلاً للارتباط بشابة في أوائل العشرينيات من عمرها، بالصدفة، أعتقد أنه يجب أن ندعهما وشأنهما. يجب أن نتحلى بفكر منفتح بعيد من الأحكام القاسية، ففي النهاية يبدو لي أن الرجل المسكين يبحث ببساطة عن توأم روحه، شأنه في ذلك شأننا جميعاً.
© The Independent