حذرت رئيسة دائرة الأراضي الرطبة في وزارة البيئة الإيرانية آرزو أشرفي زاده، الثلاثاء السادس من سبتمبر (أيلول)، من جفاف بحيرة أروميه شمال غربي البلاد بشكل كامل خلال الأعوام المقبلة في حال لم يتم التركيز على أولوية جهود إنقاذها على حساب تأمين حاجات الري للزراعة في المنطقة.
وقالت أشرفي زاده إنه "ما لم يتم تسليم الحصص المائية وتنفيذ الخطط الموضوعة بشكل كامل فلن يكون ثمة أي أمل بتعافي" البحيرة التي كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط، وفق ما نقلت عنها وكالة "إيسنا".
وأضافت، "وفق القانون يتعين على وزارة الطاقة أن توفر الحاجات المائية الضرورية لبحيرة أروميه"، مشيرة إلى أن "البحيرة لم تتلق الحصص المائية لأسباب عدة من بينها تراجع مستوى المتساقطات" في إيران.
وحضت أشرفي زاده على وقف أية إنشاءات لسدود جديدة، واتخاذ إجراءات لـ "وقف النشاطات الزراعية" في حال الرغبة بعودة البحيرة لسابق عهدها.
خصائص البحيرة
وبدأ منسوب بحيرة أروميه الواقعة في المناطق الجبلية بين مدينتي تبريز وأروميه بالانحسار منذ العام 1995 بعدما كانت تعد من أكبر البحيرات الشديدة الملوحة في العالم، وشكل جفاف البحيرة أحد أكبر الكوارث البيئية في المنطقة خلال ربع القرن الأخير بفعل الإهمال البشري والتغير المناخي، علماً بأن السلطات قالت قبل نحو أربعة أعوام إن البحيرة بدأت استعادة بعض منسوبها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصب في البحيرة المياه المتأتية من 13 نهراً، وهي منطقة رطبة ذات أهمية دولية بموجب "اتفاق رامسار" للأراضي الرطبة الموقعة عام 1971 بإشراف الأمم المتحدة.
وتعرف المنطقة بكونها محمية للمحيط الحيوي من الطراز الأول وتجتذب الطيور المهاجرة، وتضم البحيرة نفسها جنساً متأصلاً من الأرتيميا (التنين المائي)، فضلاً عن ثروة بحرية كبيرة، كما اعتاش أكثر من 6 ملايين شخص من الزراعة في مناطق محيطة بها.
جهود الإنقاذ
وتتبدل المساحة الإجمالية للبحيرة بدرجة كبيرة تبعاً لمستويات المتساقطات وتبخر المياه، وأطلقت إيران وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية عام 2013 حملة لإنقاذها بتمويل من الحكومة اليابانية.
واتسعت مساحة البحيرة مجدداً لتصل إلى 2300 كيلومتر مربع عام 2017، قبل أن تعود إلى التقلص مجدداً بسبب عوامل عدة أبرزها الجفاف وقلة المتساقطات المائية.
وفي يوليو (تموز) الماضي أفادت وسائل إعلام إيرانية بتوقيف الشرطة عدداً من "المخلين بالأمن" خلال تجمعات احتجاجية على جفاف البحيرة شهدتها مدينتا نقده وأروميه في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران.