على مدى أربعين دقيقة، تتدفق موجة من روح العصر الخالصة والكثيفة. تنتشر الجماهير الغفيرة على التلال والمنحدرات. تتبعثر مثل نفض الغبار عن الأكتاف، أهواء وتوقعات جيل بأكمله. قائمة الأغاني التي يزخرفها زيوس بلمح البصر وتنقلها جوقة من الفنيين الموسيقيين المجنحين إلى خشبة المسرح. أو ربما كان الأمر مجرد أن الدالاي لاما ينفخ على شموع كعكة عيد ميلاده.
تلك مجرد أمثلة قليلة على الأسباب التي قد تجعل إحياء حفلة موسيقية على أرض مزرعة "ويرثي فارم" المبجلة، جزءاً من فلكلور مهرجان غلاستونبري... إحدى تلك اللحظات المميزة التي لا تكتفي بجعل نهاية الأسبوع سعيدة لكنها توضح أيضاً تطوّر ثقافة موسيقى البوب. يمثّل غلاستونبري مكاناً يُصنَعُ فيه التاريخ الموسيقي كما تتوّج في الأعمال الفنيّة الثقافيّة سنويّاً.
لذا، مع اقتراب المهرجان من دورته التاسعة والأربعين هذا الشهر، وتطلع أهم الأسماء الفنية مثل ستورميز وذا كيور وذا كيلرز إلى الالتحاق بركب الرواد الأسطوريين في غلاستونبري، نقدم إلكم هنا ترتيباً تنازلياً للعروض التي كادت تهدم هضبة "تور" الشهيرة.
بإمكانكم استعراض أعظم عشرين عرضاً في غلاستونبري، مع مطالعة تراتبيتها.
أفضل عشرين عرضاً فنياً في "مهرجان غلاستونبري"
-
1/20
المرتبة العشرين... "ذا ليفيلرز" على مسرح "الهرم" (1994) في بعض الأحيان يكون الكم بنفس أهمية الكيف فعلاً. إذا استثنينا وجود السياج الفولاذي لإبعاد الأشخاص الذين يقحمون أنفسهم، كان "مهرجان غلاستونبري" مجانياً بصورة رسمية، وقدمت فرقة موسيقى الروك "ذا ليفيليرز" عرضاً أمام ما يُقال إنه أكبر جمهور حضر المهرجان على الإطلاق، وقُدر عددهم بـ 300 ألف شخص. تخيلوا عدد الكلاب التي تم ربطها عند البوابة. (موقع آلامي) -
2/20
المرتبة التاسعة عشرة... كاني ويست على مسرح "الهرم" (2015) بموجب الحدود التي تصل إليها الأحاديث الكلاسيكية بشأن تقييم "غلاستونبري"، لم يصل أي عرض منذ رحيل مايكل جاكسون إلى الموقع الذي احتله كاني ويست في عرض عام 2015. على الرغم من كل ادعاءاته بأنه "أكبر نجم روك على هذا الكوكب"، تشربت الأعصاب بالأحسن أثناء ما يمكن وصفه بأنه الأداء الأفضل الذي قدمه كاني على الإطلاق. فشلت محاولته في إعادة إحياء أغنية الروك "ووندروال" التي أدّاها جاي زي في 2008 عندما نسي كلمات "الملحمة البوهيميّة"، وتوجّب عليه إعادة أغنية "بلاك سكينهيد" من بدايتها عندما اقتحم الكوميدي لي نيلسون المنصة متظاهراً بأنه مغني راب جرت استضافته لمفاجأة الجمهور. ومع ذلك، فقد صُنف هذا العرض على أنه نجاح مهم آخر في استحواذ موسيقى الـ"هيب هوب" على "مهرجان غلاستونبري". (غيتي) -
3/20
المرتبة الثامنة عشرة... "برايمال سكريم" على مسرح "إن إم إي" (1992) كانت جودة الصوت، وفقاً لبعض المتفرجين، شبيهة بالاستماع إلى أغنية "موفين أون" بواسطة جهاز ستيريو في سيارة على عمق ثلاثة أميال تحت الماء. ومع ذلك، قدمت فرقة "برايمال سكريم" لموسيقى الروك، ألبومها "سكريماديليكا" على مسرح "إن إم إي" في 1992. وكانت بمثابة احتفال جماعي بروح العصر الموسيقية الأكثر ازدواجية في الرؤية. توحّد جيل أغنية "لوديد" مع بعضه بعضاً، وامتزجت ثقافات موسيقى الروك والرقص مع غضب في الأحراش أثناء تلك الذروة من انفجار النشوة المجنونة. (يوتيوب) -
4/20
المرتبة السابعة عشرة... "تي ريكس" على المنصة الرئيسية (1970) "لا تلمس سيارتي!" صاح مارك بولان في وجه مايكل إيفيس الذي حاول نفض أوراق الشجر عن سيارة بولان الكاديلاك التي توجّه بها إلى منطقة "مانيهيد باتلين" ليحل محل فرقة "ذا كينكس" لموسيقى الروك. آنذاك، لم يكن المهرجان المزدهر أكثر من حفلة للمزارعين تجرى على منصبة خشبية تُثّبَّت بالحبال. ومع ذلك، اقتحمت فرقة "تي ريكس" التابعة لـبولان افتتاح "غلاستونبري" (وعُرِفَ حينها باسم "مهرجان بيلتون لموسيقى البوب والفولك والبلوز". وكان ثمن البطاقة جنيهاً استرلينياً مع إمكانية أن تشرب ما يحلو لك من الحليب). ويصف إيفيس تلك الأوقات "لقد غنى بولان على نحو متواصل بينما كانت الشمس تغرب... أدى كل الأغنيات الناجحة، والأعمال الكاملة، لقد كان أداء رائعاً". (ريكس فيتشرز) -
5/20
المرتبة السادسة عشرة... "بورتيسهيد"، في الخيمة الصوتية (1995) بحسب شهادات عدد من المتابعين، من النادر أن تجد 15000 شخص عالقين خارج الخيمة الصوتية. لكن وصول الأبطال المحليين (إلى حد ما) في فرقة "بورتيسهيد" حاملين النجاح العظيم لألبومهم الأول "دامي" الذي نال استحساناً هائلاً، أثار تلك الفوضى المهذبة. القلة القليلة المحظوظة التي تمكنت من الدخول تحدثتْ عن عرض ساحر أثناء إداء "غلوري بوكس" أغنية "ساور تايمز" المعاصرة المؤلمة، متوجةً حفلاً مفعماً بالعظمة والمشاعر الهائلة التي جعلت الجماهير تذرف الدموع في داخل الخيمة وخارجها. (ريكس فيتشرز) -
6/20
المرتبة الخامسة عشرة... "ذا كيلرز" في مسرح "الخيمة الجديدة" (2004) يُقال إن أفضل علامة على وصولك مرحلة النجومية الفائقة تتمثّل في تقديمك عرضاً على مسرح "جون ستيل" يكون جمهوره محتشداً ومتفاعلاً على غرار ما حصل في أنخاب كوكتيل رافقت وداع تيريزا ماي. يمكن القول أن أول وأرقى مثل على ذلك هو تسونامي المشجعين الذين تقدّموا نحو مسرح "الخيمة الجديدة" لمهرجان "غلاستونبري"في وقت مبكر من مساء السبت في 2004، بهدف الاستمتاع بوصول رجال موسيقى البوب الاستعراضيين في لاس فيغاس الذين كوّنوا فرقة "ذا كيلرز". امتدت الحشود بعيداً عن الخيمة، لكن حتى أولئك الذين كانوا على مشارفها تمايلوا مع أغنيات "مستر برايتسايد" و "أول ذيس ثينغز ذات آي هاف دون". يالها من "لحظة" تلك التي عادت فيها الفرقة إلى المسرح (المعروف الآن باسم "مسرح جون بيل") كي تؤدي عرضاً ثانيّاً محملاً بالأسرار في 2017. (ريكس فيتشرز) -
7/20
المرتبة الرابعة عشرة... "أوربيتال" على مسرح "إن إم إي" (1994) استولت موسيقى الرقص على عالم النوادي الليلية منذ فترة طويلة، لكن نفوذها كقوة توحّد حشوداً كبيراً في المهرجانات لم يكن معترفاً به إلى أن اكتسحت فرقة "أوربتال" مهرجان "غلاستونبري" بعاصفة من الموسيقى المركّبَة إلكترونيّاً في 1994. خلال حفلتهم الافتتاحية التي جذبت أربعين ألف مشجع إلى مسرح "إن إم إي"، بواسطة قليل من الإيقاعات والإضاءة المُسلّطة على وجوههم، أبهر الأخوة هارتنول الملايين الذين كانوا يشاهدون أول بث تلفزيوني من "غلاستونبري" على "القناة الرابعة"، وحتى إيفيس نفسه. واستُلهم ذلك الإبهار في السنة التالية، عبر عمل إيفيس على افتتاح خيمة مخصصة للرقص. منذها، تمكنت الخيمة من صنع مهرجان خاص بها في قرية "سيلفر هيز" للرقص، ضمن المهرجان الأكبر في "غلاستونبري". (ريكس فيتشرز) -
8/20
المرتبة الثالثة عشرة... "نيو أوردر" على مسرح "الهرم" (1981) بحلول العام 1981، صار "مهرجان غلاستونبري" أكبر من مجرد كونه "مهرجان بيلتون لموسيقى البوب والفولك والبلوز"، لكنه لم يبتعد عن أصوله كثيراً. وآنذاك، صار تجمعاً يعمل لمصلحة جمعية "سي أن دي" الخيرية، ويضم حوالى 3000 من سائقي الدراجات النارية يشعلون الموقع أثناء انتظارهم حضور هوكويند. "تلك كانت نسختنا من (تجمع "ألتاماونت" لسائقي الدراجات النارية) لكن من دون وجود مشاكل" بحسب بيتر هوك من فرقة "نيو أوردر" في سياق وصفه فرصة الدعم "المفعمة بالحيوية" التي مُنِحَتْ لهم، لكنها كانت كذلك اللحظة التي خرجت فيها الفرقة من تحت هيمنة فرقة "جوي ديفيجن" وأثبتوا أنفسهم أنهم المغامرون المتألقون الذين سيستكشفون العصر الجديد من الموسيقى الإلكترونية. (ريكس فيتشرز) -
9/20
المرتبة الثانية عشرة... بيونسيه على مسرح "الهرم" (2011) إذا كان جاي يستطيع فعل ذلك، بإمكان بيونسي أن تفعلها أيضاً. بعد أن احتفل زوجها بفقرته الافتتاحية الرئيسية في 2008 (حينها، كانا ينتظران مولودهما الأول)، قدمت بيونسيه التجربة الأقصى لموسيقى البوب في "غلاستونبري" حتى اليوم. وقدمت أغنيات مثل’سنغل لايدز (بوت إيه رينغ أون إت)" و"كريزي إن لوف" وأغنيتي الغلاف الجذابتين من ألبومي "لوف تو لوف يو بيبي" و"سيكس أون فاير". كانت تلك أغنيات عاطفية عاصفة أدتها بيونسيه بينما كانت جاثية على بانيو أبيض ضخم... حتى الأجراس كانت تحمل صفارات. واختتم ذلك كله مع إيقاع أغنية "ديستنيز تشايلد" الراقص المثير. (ريكس فيتشرز) -
10/20
في المرتبة الحادية عشرة... دوللي بارتون على مسرح "الهرم" (2014) جرى ذلك العرض الأسطوري ظهيرة يوم الأحد، وكان مصمماً خصيصاً لدوللي. بدءاً بأغنية "جولين" إلى "آي ويل ألويز لوف يو"، استمتعت ملكة موسيقى الكانتري بالحشد المنتشي في 2014 بطريقة لم يسبق أن عاشها فنان آخر في عرض موسيقي قبل ذلك أو بعده. وبين الأغنيات، تحدّثت بارتون عن الحياة في الجبال. وقدمت أغنية بعنوان "ماد سونغ" كُتبت خصيصاً لتلك المناسبة، إضافة إلى طريقتها الخاصة بتسمية المهرجان "غلاستن بيري". (ريكس فيتشرز) -
11/20
المرتبة العاشرة... "هابي مونديز" على مسرح "الهرم" (1990) تفرض طبيعة "مهرجان غلاستونبري" عليه أن يكون مرآة مقعرة عميقة للثقافة البديلة، إذ يعكس ويضخم اللحظات المحورية في الموسيقى. وجاء مثل على ذلك في ظهور فرقة "هابي مونديز" على مسرح "الهرم" (1990). وكان تأثيرها مشابهاً لما أحدثته الـ"إكستازي" في إعادة تشكيل ثقافة الشباب صوب أشكال متقنة للغاية بالفعل. وقد دوخّت رؤوس جيل كامل مع أغنيات "ستيب أون" و"روت فور لاك" و"هاليلويا". في الوقت الذي كان فيه العمل الموسيقي "صيف الحب الثاني" (1988-1989) في طريقه ليصبح معروفاً، جعل هذا العرض غزارة الشعر والحيوية وارتداء الثياب الفضفاضة وانتفاخ العينين، مظاهر رائجة على مستوى العالم. (غيتي) -
12/20
المرتبة التاسعة... جاي زي على مسرح "الهرم" (2008) لم يكن المغني نويل غالاغر في أفضل حالاته، لكن "مهرجان غلاستونبري" في 2008 كان كذلك بالتأكيد. استهزأ مغني الراب الأميركي جاي زي بلطف من اشمئزاز نويل من غزو موسيقى الراب المسرح الذي شهد أكبر حضور لموسيقى الروك. ودخل جاي بأداء منفرد لنسخة خاصة من "ووندر وول" ثم كاد يحطم غيتاره الكهربائي عندما انطلق بغناء "99 بروبلمز". تلا ذلك عاصفة نارية حقيقية من كلاسيكيات الـ"هيب هوب" مثل - "إيزو هوفا" و"غيرلز، غيرلز، غيرلز" و"بيغ بيمبين" و"هارد نوك لايف- غيتو إنثيم". بدا الأمر كأن جاي يهزم روح "غلاستونبري" إلى درجة الخضوع قبل إجبارها على ارتداء قميص فريق "بروكلين ناتس" الأميركي لكرة السلة. في تلك الليلة، انفتحت عقلية المهرجان إلى الأبد. (ريكس) -
13/20
المرتبة الثامنة... باتي سميث على مسرح "الهرم" (2015) إن معظم ما توصف بأنها أعمال "موروثة" تمر في "مهرجان غلاستونبري" حيث يكون جزء كبير منها آتياً من عمل جديد لقي رواجاً شعبياً، ويضاف إليها على مضض، جزء ضئيل من أغانيهم القديمة. ولكن، لم ينطبق ذلك على باتي سميث. فقد هجمت على مسرح "الهرم" (2015) مثل إعصار بشعر أبيض. ومزّقت أوتاراً من غيتارها أثناء أدائها بأعلى صوتها أغنية "فريدوم" العاصفة والضاغطة. لقد مزقت المسرح بأغنيات "لاند" و "غلوريا" و "ماي جينيريشن" لفرقة "ذا هو" مثلما يجدر برائدة من متمردي حركة الـ"بانكس" تتحدى الشيخوخة. حتى أنها وجدت بعض الوقت لتقديم الدالاي لاما نفسه مع كعكة عيد ميلاد على خشبة المسرح. ورافق ذلك أنها سقطت على وجهها "لأنني حيوانة ملعونة"... آمين. (غيتي) -
14/20
المرتبة السابعة... أويسيس على مسرح "إن إم إي" (1994) تصبح الأحداث فعاليات مزلزلة عندما تثبت أنها تستطيع الهيمنة على "مهرجان غلاستونبري" بأكمله. ظهر مثل على ذلك يوم الأحد 26 يونيو/حزيران 1994، عندما صعدت ليام غالاغر، الفتاة الشابة الواثقة من نفسها، على مسرح "إن إم إي" في سترة سوداء وتحت الظلال، وخاطبت بكل وضوح حشود مشجعة لأويسيس، "هل ستستيقظين أيتها الجموع من أجل سماع بعض الأغاني المناسبة؟". نادراً ما كانت الأغنيات "مناسبة" مثل "سيغاريتس آند ألكول" و"ليف فورايفر" و"فيد أواي" التي انضمت إلى "شايكر ميكر" و "سوبرسونيك" على نطاق شعبي أوسع في ذلك اليوم- وكانت بمثابة قصف من جيوش البوب البريطاني الشمالية. وفجأة حصل قتال حقيقي في فترة التسعينيات من القرن العشرين. (ريكس) -
15/20
المرتبة السادسة... بلار على مسرح "إن إم إي" (1994) في الوقت الذي كانت فرقتا "بالب" و"راديوهيد" تقدمان أغانيهما على نفس ذلك المسرح، في ذلك اليوم نفسه، في تشكيلة وصفها جوني غرينوود بأنها "مثل دوري أبطال أوروبا في كرة القدم"، كان الظهور الرسمي لموسيقى البوب البريطاني. للتبشير بتلك الانطلاقة الثقافية، وصلت فرقة "بلار" بباصاتها المفتوحة التي كانت تستعملها في مهرجان "بارك لايف" مع غروب الشمس لتقديم حفلة ستشهد أغنيات مثل "غيرلز أند بويز" و"إند أوف إيه سينشري"، وأغنية غلاف كانت رمزاً لتلك الحقبة واتخذت أناشيداً لأجيال، في عرض احتفالي عظيم يساوي كل ما يصنع عناوين رئيسة في نشرات الأخبار. استغرق الأمر عاماً قبل أن يظهر خبرٌ عن ذلك الحدث في نشرة العاشرة مساء، لكن جميع من كانوا في مسرح "إن إم إي" ذلك اليوم أدركوا أن موسيقى البوب البريطاني أحكمت قبضتها فعلاً على عقد من موسيقى البوب عالمياً. (غيتي) -
16/20
المرتبة الخامسة... "راديوهيد" على مسرح "الهرم" (1997) غالباً ما يُنظَر إلى الفقرة الافتتاحية التي قدمتها فرقة "راديوهيد" في 1997 باعتبارها معركة خيضتْ ضد العناصر، ومعدات المسرح المعطلة، وحالة اليأس المستولية على أفراد الفرقة. وبحسب إد أوبريان، "لقد تعطل كل شيء على خشبة المسرح... لقد تحولت إلى أسوأ ليلة في حياتنا. لا أعتقد أننا كنا نرغب أبداً في أداء حفلة موسيقية مرة أخرى". في المقابل، ثمة ذكرى أفضل عنها تتمثّل في اعتبارها معركة ضد المشهد المعروف لموسيقى الروك لمرحلة ما بعد فرق "أويسيس" و"أوشن كولور سينز" و"ستيريوفونيكس"، التي قدمت فيها فرقة رايدوهيد ألبوم "أوك كمبيوتر"، فبدت كأنها غارة نفذتها بدقة الليزر طائرة من دون طيار. رنت أغنية "لاكي" مثل صفارات إنذار غارة جوية ملحمية لإعلان نهاية القرن. وهناك أغنيات قدمتها "راديوهيد" وكانت علامة فارقة في سوداوية العصر الحديث مثل "نو سوربرايزس" و"كارما بوليس" و"إيرباغ"، فجعلت الأمر يبدو كأن المستقبل اختار "مزرعة ويرثي" (مقر "مهرجان غلاستونبري") من أجل إطلاق إعلان هائل عن اكتشافها. (ريكس/شاترستوك) -
17/20
المرتبة الرابعة... "ذا سميثز" على مسرح "الهرم" (1984) "لا أريد أن أبدو ثورياً أو همجياً أو خطيراً ، لكنني هيبي... ماذا يعني ذلك؟" تلك كانت كلمات قالها موريسي، فيما السماعات مثبتة على أذنيه، في كواليس "مهرجان غلاستونبري" في 1984. ونطقها قبيل ظهور تذمر مشجعي المغني سانتانا ضد فرقة "ذا سميثز" ورميهم بالزجاجات في أحد حقول المهرجان. من المؤكد ان الهيبية ليست مجموعة من شباب مانشستر المتحمسين الذين يطوفون ويغنون أغاني البوب الشجاعة المليئة بشاعرية المراهقة مثل "هاند إن غلوف" و"هيفين نوز آم ميزربل ناو" و"ذيس تشارمينغ مان". لقد ألهم ذلك الأداء أول عملية اقتحام للمسرح في "مهرجان غلاستونبري"، لكنه لن يُعرف بعدها بأنه مهرجان هيبي خالص". مع فرقة "ذا سميث"، أتت ثقافة فرعية جديدة وشاملة معاصرة فأعادت صوغ المهرجان بوصفه تجمعاً ثقافياً للشباب الذي كان بالفعل ثورياً ووحشياً وخطيراً إلى حد ما. (ريكس فيتشرز) -
18/20
المرتبة الثالثة... بول مكارتني على مسرح "الهرم" (2004) في بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر كي تصبح من أساطير "مهرجان غلاستونبري" يتمثّل في امتلاك أعظم مجموعة أغنيات عرفتها البشرية. كان أول عرض على الإطلاق للسير بول في مهرجان في المملكة المتحدة، مع تأكيد ذلك لمن قد يستغربه، بل كان غناء جماعياً لإنهاء الأغاني كلها من "إلينور ريغبي" إلى "درايف ماي كار" و"بيني لين" و"غيت باك" و"باند أون ذا ران" و"باك إن ذا آسر" و"ليف أند ليت داي" و"آف غوت إيه فيلينغ" و"ليدي مادونا" وصولاً إلى "هيي جود" التي كان باستطاعتكم سماعها من "دانفيرملين" في اسكتلندا. كان ذلك قبل أن يظهر الفنان مرة أخرى في نهاية الحفل لأداء أغنية أخيرة. مشاركة مكارتني شبه المؤكدة في مهرجان عام 2020 بدأت الآن تنعش صفحة بيع التذاكر على الإنترنت. (برنت أن كلارك/أسوشيتدبرس) -
19/20
المرتبة الثانية... ديفيد بووي على مسرح "الهرم" (2000) كانت سمعة بووي باعتباره رمزاً فنياً لا نظير له، قد سبقته إلى "مهرجان غلاستونبري" في 2000. لقد رأيناه يتصدر مهرجانات رئيسة من قبل، ويقدم أغنية "فري درام آن باس" الشهيرة أو أداءً صاخباً لموسيقى الـ"ميتال" المستقبلية التي بدت كأنها إيقاعات حوادث سيارات صُوّرت بالحركة البطيئة. وغني عن القول، إننا لم نكن نتوقع "تغييرات" بالضبط كما في أغنية "تشينجز". ثم ظهر في رداء أشبه بثوب حمام مغربي وغنى "تشينجز" و"لابف أون مارس" و"آشز تو آشز" و"ريبل ريبل" و"أندر بريشر" و"ستارمان" و"أول ذا يانغ دودز" وكل ما قد ترغبون في أن يغنيه بووي. لربما تشاهدون الحفلات المباشرة لديفيد باوي ألف مرّة، لكن سيبقى ذلك العرض عالقاً في ذاكرتكم. -
20/20
المرتبة الأولى... "بالب" على مسرح "الهرم" (1995) عندما انسحب فريق "ذا ستون روزس" من قائمة المشاركين التي انتُظرت على أحر من الجمر في "مهرجان غلاستونبري"، قلة من الجمهور كانت لديها فكرة حول مَن سيحل بدلاً منه، إلى أن ظهرت فرقة "بالب" على خشبة المسرح. القول إنهم صعدوا هو إجحاف كبير في حقهم، بالأحرى يجدر القول إنهم قد رسخوا وجودهم في التاريخ. بدا جارفيس كوكر وكأنه خُلق لاعتلاء أكبر منصة في العالم، والحديث إلى أضخم جمهور شهده حتى ذلك الحين، كأنه في لقاء صداقة مع الفريق المحلي "فويرس أنونيمس". تألقت "بالب" في تقديم أغنيات مثل "بيبيز" و"ديسكو 2000" و"كومون بيبل" على مدار 60 دقيقة. كما قدّمت أغنية "سورتيت فور إيز آند ويز" الجديدة فبدت كأنها معدّة للاحتفال. وأطلقت العنان لروح "مهرجان غلاستونبري" المذهلة عبر 20 كلمة "هل هذه هي الطريقة التي يقولون ينبغي علينا أن نشعر بها حيال المستقبل؟ أو مجرد عشرين ألف شخص يقفون في حقل؟ ". ولتحفيز التفكير في الإجابة، طلبت "بالب" من رود ستيوارت أن يظهر أولاً.
© The Independent