وضعت "جي بي مورغان" خططاً لتحويل العمل من مكاتبها في ألمانيا إلى مدينة لندن حيث تستعد شركات التمويل لانقطاع التيار الكهربائي المحتمل في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي. ويستعد "بنك وول ستريت" لمجموعة من الإجراءات الطارئة كي يتمكن من مواصلة التداول في حالة انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا.
جاء ذلك مع تفاقم أزمة الطاقة التي تجتاح أوروبا، حيث أعلن الكرملين أن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" المهم سيظل مغلقاً حتى يتم تخفيف العقوبات الغربية، وموافقة "أوبك+" على خفض إنتاج الخام.
وانخفض اليورو إلى أقل من 0.99 دولار أميركي للمرة الأولى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2002، إذ انخفض بما يصل إلى 0.7 في المئة إلى 0.9878 دولار أميركي مع ارتفاع أسعار الغاز بالجملة وتراجع الأسهم.
وتضررت الأسهم أيضاً، إذ انخفض مؤشر "داكس" الألماني 2.2 في المئة، في حين انخفض مؤشر "كاك 40" الفرنسي 1.2 في المئة. وقفزت أسعار الغاز الأوروبية المعيارية بما يصل إلى 35 في المئة.
عاصفة من الإغلاقات
في الأثناء، تحفز فوضى السوق شركات التمويل على الاستعداد للأسوأ. من المفهوم أن لدى "جي بي مورغان" خيارات مثل نقل العمل من مقرها في فرانكفورت إلى لندن والمكاتب الأوروبية الأخرى إذا ما غرقت ألمانيا في العتمة.
وقال أحد المصادر "يمكن أن تتم عمليات نقل العمل من أي مكان".
ويمكن لـ "جي بي مورغان"، الذي نقل أصولاً بمليارات الدولارات من لندن إلى فرانكفورت في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن تشغل مولدات الديزل في مكاتبها التي من شأنها أن تسمح لها بالعمل لأيام عدة من دون كهرباء، أو تطلب من الموظفين العمل من المنازل لتقليل استهلاك الطاقة.
وقد وضعت الخطط كإجراء احترازي، وليس لدى البنك حالياً أي نية لتفعيل أي من الإجراءات، كما يُفهم.
وقال مصدر "سيستغرق الأمر عاصفة كاملة من الإغلاق الكامل لإمدادات الغاز الروسي، وعدم خفض استخدام الغاز على الإطلاق، وعدم وجود مصادر بديلة للغاز قبل أن يكون له تأثير حقيقي على أعمالنا".
وأعلنت ألمانيا عن 65 مليار يورو (64,7 مليار دولار) من المساعدات المالية الجديدة للأسر والشركات خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى ضريبة غير متوقعة على أرباح شركات الطاقة للمساعدة في دفع ثمن هذا الدعم الإضافي.
أوروبا وضريبة على مولًدات الكهرباء
وتدرس بروكسل فرض ضريبة على مستوى الاتحاد الأوروبي على مولدات الكهرباء وسط تدافع لمحاولة كبح أزمة تكلفة المعيشة، إذ من المقرر أن يناقش وزراء الطاقة الاقتراح في اجتماع يوم الجمعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد دعم الخطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين الخامس من سبتمبر (أيلول)، الذي قال إنه يدعم "آلية أوروبية نطلبها من مشغلي الطاقة الأوروبيين الذين تكون تكاليف إنتاجهم أقل بكثير من أسعار البيع في السوق".
ويُعتقد أن العديد من مالكي محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية يحققون أرباحاً ضخمة لأن أسعار الجملة ارتفعت، ولكن تكاليفهم لم ترتفع.
وفي كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ترتبط أسعار الكهرباء بالجملة بسعر الغاز، حتى لو تم توليد الكهرباء من مصادر أخرى أرخص.
وتعتبر أسعار الغاز أعلى بعشر مرات أو أكثر من المتوسطات طويلة الأجل، إذ تقيد روسيا الإمدادات إلى أوروبا، مع إغلاق خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى ألمانيا يوم الجمعة. ما زاد الضغط.
خفض الإنتاج
في غضون ذلك، وفي محاولة لعكس اتجاه الانخفاض في أسعار النفط الخام، قررت منظمة "أوبك+" التي تضم روسيا والسعودية، خفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً الشهر المقبل في محاولة لدعم الأسعار. وقفز خام "برنت" 2 في المئة إلى أكثر من 95 دولاراً للبرميل يوم الإثنين.
من جانبها، رفضت "جي بي مورغان" التعليق على خطط الطوارئ التي أوردتها صحيفة "تليغراف". ورفض "غولدمان ساكس وباركليز" التعليق على أي خطط لديه لانقطاع التيار الكهربائي المُحتمل.