أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس الثامن من سبتمبر (أيلول)، أن الدعم العسكري الذي يقدمه الحلفاء لكييف يعطي نتائج في ميدان المعركة.
وبعد أن لفت إلى أن القوات الأوكرانية بدأت هجومها المضاد في جنوب البلاد، قال أوستن خلال استضافته اجتماعاً في قاعدة أميركية بألمانيا لوزراء دفاع الدول الحليفة لتنظيم دعمهم لقدرات كييف العسكرية، "الآن نرى نجاحاً واضحاً لجهودنا المشتركة في ميدان المعركة".
وأعلن وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة ستسلم أوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 675 مليون دولار. وقال إن الاجتماع سيناقش كيف يمكن للدول العمل معاً لتدريب القوات الأوكرانية وتحسين قدراتها الصناعية الدفاعية على المدى الطويل.
تقدم أوكراني
وجاء ذلك في وقت أعلن الجيش الأوكراني أنه أحرز تقدماً على الجبهة الشمالية الشرقية باستعادته بلدات في منطقة خاركيف.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء في رسالته المصورة اليومية التي تبث مساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أن قواته استعادت بلدات عدة من الروس في منطقة خاركيف من دون مزيد من التفاصيل. وقال، "هذا الأسبوع، لدينا أنباء سارة من منطقة خاركيف"، مشيراً إلى أن البلدات التي استعادتها القوات الأوكرانية والتي لم يسمِها، "عاد العلم الأوكراني يرفرف فيها".
وكان مراقبون تحدثوا في الأيام الأخيرة عن اختراق للقوات الأوكرانية في منطقة خاركيف، لكن لم يتم التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وقال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسة كولين كال، في وقت سابق، إن القوات الأوكرانية تحقق "تقدماً بطيئاً لكنه مهم" في ساحة المعركة، وتعمل حالياً في الجنوب بشكل أفضل من روسيا. وأوضح، "لا يزال من المبكر (الحكم)، (لكن) أعتقد أن الأوكرانيين يحرزون تقدماً بطيئاً لكنه مهم، وسنرى كيف تسير الأمور". وأضاف، "لكنني أعتقد بالتأكيد أن الأمور تسير بشكل أفضل بالنسبة لأوكرانيا في الجنوب منها بالنسبة لروسيا".
واحتل الجيش الروسي منطقة خاركيف جزئياً منذ بدء هجومه في 24 فبراير (شباط). وتُستهدف المدينة التي تحمل الاسم نفسه وتعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بانتظام بقصف يسقط فيها ضحايا، لكن قوات موسكو لم تنجح في الاستيلاء عليها.
وتشن أوكرانيا هجوماً مضاداً في جنوب أراضيها منذ الأسبوع الماضي. وأكد زيلينسكي مراراً أنه يريد استعادة "جميع المناطق الواقعة تحت الاحتلال الروسي"، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.
وفي موسكو، اقترح حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "روسيا الموحدة"، تنظيم استفتاءات يوم الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا بهدف إلحاقها بروسيا.
أضرار بمحطة زابوريجيا
ميدانياً أيضاً، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن قصفاً وقع الثلاثاء، ألحق أضراراً بخط كهرباء احتياطي في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، والتي انفصلت بالفعل عن جميع خطوط الكهرباء الأربعة المعتادة.
وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان، "أبلغ كبار مسؤولي التشغيل الأوكرانيون خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودين في المحطة، منذ الأسبوع الماضي، بأن أحد الخطوط الاحتياطية الثلاثة بين محطة زابوريجيا للطاقة النووية ومحطة الطاقة الحرارية تضرر بسبب القصف في وقت فُصل الخطان الآخران".
حرب الغاز
في غضون ذلك، تصاعد التوتر مجدداً بين موسكو والاتحاد الأوروبي بشأن شحنات الغاز الروسي إذ هدد بوتين بوقف كل شحنات المحروقات في حال تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، وهي مسألة أعادت طرحها المفوضية الأوروبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك (الشرق الأقصى الروسي)، إن وضع سقف لأسعار المحروقات الروسية سيكون "غبياً". وأضاف، "لن نقدم أي شيء على الإطلاق إذا كان يتعارض مع مصالحنا، وفي هذه الحالة في الجانب الاقتصادي. لا غاز ولا نفط ولا فحم... لا شيء".
ورأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن تحديد سقف للأسعار الذي يشكل جزءاً من الإجراءات الرامية إلى خفض كلفة الطاقة للأوروبيين، من شأنه أيضاً أن يجعل من الممكن "تقليص الواردات" التي تستخدمها السلطات الروسية "لتمويل هذه الحرب الفظيعة ضد أوكرانيا".
وقالت فون دير لايبن، "في بداية الحرب كان الغاز الروسي عبر خط الأنابيب يمثل 40 في المئة من إجمالي الغاز المستورد (من قبل الاتحاد الأوروبي) واليوم يمثل 9 في المئة فقط".
وهاجم بوتين في خطابه "حمى العقوبات" في الغرب التي يعتقد أنها لن تنجح في "عزل روسيا". وشدد على تعزيز العلاقات مع آسيا خصوصاً الصين في مواجهة "العدوان التكنولوجي والمالي والاقتصادي من الغرب".
الحبوب الأوكرانية
على صعيد الغذاء، أكد الرئيس الروسي أن صادرات الحبوب الأوكرانية تتجه بشكل أساس إلى دول الاتحاد الأوروبي وليس إلى الدول الفقيرة، ما يمثل خطر "كارثة إنسانية". وقال خلال المنتدى الاقتصادي، "كل الحبوب المصدرة من أوكرانيا تقريباً لا تُرسل إلى الدول النامية والدول الأكثر فقراً، بل إلى دول الاتحاد الأوروبي".
وأضاف بوتين أمام العديد من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين الآسيويين، "ما نلاحظه هو خداع، موقف متهور حيال هؤلاء الشركاء الذين كان من المفترض أن يتم كل هذا من أجلهم". وندد الرئيس الروسي بموقف "استعماري" من جانب الدول الغربية، لا سيما أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين "يفكرون أولاً في أنفسهم، ومصالحهم" مضيفاً "أنهم لا يأبهون"، وتابع: "سأتشاور مع الرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان" الذي قام برعاية الاتفاق الذي أتاح تصدير الحبوب الأوكرانية.
وسارعت أوكرانيا إلى دحض هذه الاتهامات مؤكدة أن ثلثي الشحنات أرسلت إلى دول في أفريقيا وآسيا. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن "ثلثي السفن المرسلة توجهت إلى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط"، مشدداً على أن هذه الصادرات من كييف "كان لها أثر إيجابي على خفض أسعار المواد الغذائية"، وأضاف أن "أكاذيب الروس بشأن إرسال الحبوب الأوكرانية إلى أوروبا فقط، لا تتوافق مع الواقع بكل بساطة"، وعدد الوزير كلاً من الصين ومصر وإيران والهند وأيضاً الصومال وإيطاليا من بين الدول التي تلقت شحنات الحبوب الأوكرانية. وقال، "السبب الوحيد وراء تفاقم الأزمة الغذائية العالمية هذه السنة كان ولا يزال الحرب الوحشية التي شنتها روسيا التي أغلقت الموانئ البحرية الأوكرانية ودمرت عمداً البنية التحية الزراعية واللوجيستيات".
عمليات "التصفية"
على خط آخر، اتهمت الولايات المتحدة الكرملين بالإشراف على ما تسمى عمليات "التصفية" في أوكرانيا وتقديم قوائم بأسماء الأوكرانيين لإجبارهم على الانتقال إلى مناطق سيطرة روسيا، وطالبت موسكو بوقف هذه الممارسة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين، "الولايات المتحدة لديها معلومات تفيد بأن (أفراداً) من الإدارة الرئاسية الروسية يشرفون على عمليات التصفية وينسقونها، وندرك كذلك أن مسؤولي الإدارة الرئاسية الروسية يقدمون قوائم بالأوكرانيين الذين سيُستهدفون من أجل التصفية". وأضاف، "نطالب روسيا بوقف عمليات التصفية على الفور".