تطرق الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، خلال اجتماعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على هامش قمّة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، لافتاً إلى أن السطات السعودية تتعامل مع القضية بجدية بالغة عبر التحقيقات المستمرة.
وفي مؤتمر صحافي عقده السبت في ختام قمة مجموعة الـ 20، عبّر ترمب عن شعوره بـ "غضب وحزن شديدين" إزاء مقتل خاشقجي، مشدّداً على أن أحداً لم "يشر بإصبع الاتهام" في اتجاه ولي العهد، مضيفاً أن السلطات السعودية "تعاملت مع الأمر بكل جدية... وتحاكم المتهمين بالضلوع في القضية".
وقال الرئيس الأميركي إنه "من غير الممكن اتهام السعودية بالإرهاب"، مضيفاً أنها حليف قوي، "أسهمت في خلق ملايين الوظائف في بلادنا". وأشار أيضاً إلى التقدّم الذي تحقّقه السعودية في ما يتعلّق بحقوق المرأة.
لائحة أميركية لأهداف إيرانية
أما في ما يتعلّق بالتوترات المتصاعدة مع طهران، فأكّد ترمب أن لبلاده لائحة بعشرات الأهداف المحتملة في إيران، في إشارة إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية ضدّها.
وبينما رأى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أسهمت في إقدام إيران على تمويل الإرهاب، أكّد ترمب أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، مضيفاً أن طهران تسعى حالياً إلى إبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة.
وأتت تصريحات ترمب بعد أيام على إلغائه ضربة عسكرية ضدّ طهران، إثر إسقاطها طائرة أميركية مسيّرة فوق مضيق هرمز، قالت إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، الأمر الذي نفته الإدارة الأميركية.
"تخفيف الحملة على إدلب"
وتطرق ترمب إلى الملف السوري، فقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يرغب في "محو" الكرد الموجودين على حدود بلاده مع سوريا، لكنّه طلب منه عدم فعل ذلك.
وقال أيضاً إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقاه على هامش القمة، تخفيف الحملة العسكرية على محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في سوريا، والتي تشارك فيها القوات الروسية إلى جانب قوات النظام السوري. وأضاف أنه على الرغم من "وجود نحو 30 ألف إرهابي في إدلب، يبقى من المهم تجنيب المدنيين القتال".
وتتعرّض إدلب لحملة عسكرية مكثفة منذ أبريل (نيسان) الماضي، تشنّها دمشق وحلفاؤها ضدّ فصائل المعارضة، من بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وسقط جراءها منذ نهاية أبريل أكثر من 490 مدنياً، إضافة إلى 835 شخصاً من فصائل المعارضة و693 شخصاً من قوات النظام.
كذلك أعلن ترمب عزمه زيارة موسكو الربيع المقبل، تلبية لدعوة رسمية من بوتين، لحضور فعاليات تقيمها موسكو في ذكرى هزيمة النازية، مضيفاً أنه سيولي تلك الزيارة اهتماماً كبيراً.
تفهّم للموقف الفلسطيني
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أمّا عن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط التي أعلنت الإدارة الأميركية هذا الأسبوع عن الشقّ الاقتصادي منها في مؤتمر أُقيم في البحرين تحت عنوان "من الازدهار إلى السلام" ركّز على استثمارات محتملة في المنطقة وقطاع غزة والضفة الغربية بقيمة 50 مليار دولار، فأقرّ ترمب بأن ما يسمّى "صفقة القرن" قد تكون الأكثر صعوبة في العالم، مؤكّداً في الوقت ذاته إمكان إنجازها.
ورأى ترمب أن "الفلسطينيين يرغبون في إبرام اتفاق، لكنهم يريدون أن يظهروا في صورة جيدة ولا بأس في هذا... أتفهم موقفهم ووضعهم"، علماً أن السلطات الفلسطينية قاطعت "مؤتمر المنامة".
اللوم على أوباما
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة تواجه موقفاً "معقداً" في كيفية الرد على شراء تركيا أنظمة "إس-400" الروسية للدفاع الصاروخي، مضيفاً أنه يبحث فرض عقوبات محتملة عليها.
وأبدى ترمب تعاطفاً مع نظيره التركي، ملقياً اللوم على إدارة سلفه باراك أوباما في ما يتعلّق بوضع شروط لشراء تركيا صواريخ باتريوت الأميركية. وقال ترمب، في بداية اجتماع ثنائي مع أردوغان على هامش القمة، "نناقش حلولاً مختلفة. إنها مشكلة من دون شك".
في المقابل، أكّد أردوغان استمرار بلاده في صفقة شراء أنظمة "إس-400" الدفاعية من روسيا، قائلاً إن التركيز ينصبّ حالياً على عملية التسليم، المتوقّعة في النصف الأول من يوليو (تموز) المقبل. وقالت الرئاسة التركية في بيان السبت، إن الرئيس الأميركي أبلغ أردوغان رغبته في حل الأزمة، من دون إلحاق ضرر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
هدنة أميركية - صينية
وبالنسبة إلى الحرب التجارية المحتدمة بين واشنطن وبكين، أكّد ترمب أنه لن يفرض رسوماً جمركية جديدة على الواردات الصينية في الوقت الراهن، مقابل شراء الصين المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية، مضيفاً أن المفاوضات بين البلدين ستُستأنف من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري عادل.
ووصف الرئيس الأميركي اجتماعه بنظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة العشرين، بالـ "ممتاز"، مضيفاً أنه مستعد للتوصّل إلى اتفاق تجاري "تاريخي" مع الصين.
لقاء سريع في شبه الجزيرة الكورية
في سياق آخر، أكد ترمب السبت استعداده دخول أراضي كوريا الشمالية، للقاء زعيمها كيم جونغ أون عند الحدود مع كوريا الجنوبية، التي يتوجّه إليها بعد اختتام قمة مجموعة العشرين في اليابان.
ورداً على سؤال بشأن إمكان عبوره الحدود نحو كوريا الشمالية إذا التقى كيم في المنطقة المنزوعة السلاح، قال ترمب "بالتأكيد سأفعل. وسأشعر بالارتياح للقيام بذلك. لن تكون لدي أي مشكلة".