في خطابه الأول للأمة مساء الجمعة، التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي، الذي نعى فيه والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، قال الملك تشارلز الثالث إنه يعلم جيداً أن حياته ستتغير بتوليه العرش.
وفي كلمة تنصيبه، السبت، في قصر سان جيمس، كرر الملك أنه يدرك المسؤوليات الجسيمة التي أصبحت على عاتقه.
بالطبع، سيستعين الملك الجديد بطاقم معاونين ومساعدين في قيامه بمهامه، ومن بين هؤلاء يبرز الشخص الرئيس الذي سيتولى ترتيب تلك المهام يومياً، والذي لمحته الجماهير وهو يهمس في أذن الملك تشارلز الثالث، الجمعة، لدى دخوله قصر باكنغهام للمرة الأولى ملكاً، وكأنه يبلغه بالطريقة التي يدخل بها، وهو يحيي الجماهير المحتشدة للتعبير عن حزنها على وفاة الملكة.
ذلك هو الدبلوماسي البريطاني والمستشار الملكي السير كلايف ألدرتون البالغ من العمر 55 سنة، الذي ترقى إلى منصب السكرتير الخاص الأول للملك عام 2015 حين كان أمير ويلز وولياً للعهد وقرينته دوقة كورنوول التي أصبحت الملكة القرينة الآن.
وسيقوم السير كلايف ألدرتون المولود في التاسع من مايو (أيار) عام 1967، بالمهمة التي كان يقوم بها السير إدوارد يونغ السكرتير الخاص للملكة الراحلة.
درس السير كلايف ألدرتون في مدرسة أبينغدون الخاصة بأكسفورد في الريف الإنجليزي، والتحق بالخدمة الدبلوماسية بوزارة الخارجية البريطانية عام 1986، وتولى مهام دبلوماسية في دول عدة، منها بولندا وبلجيكا وبروكسل (لدى الاتحاد الأوروبي) وفرنسا وسنغافورة.
احترام وتقدير
في عام 2006 تم تعيينه نائباً للسكرتير الخاص للأمير تشارلز وزوجته، وبعد ثلاث سنوات تمت ترقيته إلى سكرتير خاص لولي العهد لشؤون دول الكومنولث. وبعد ذلك بثلاث سنوات أخرى، أي عام 2012، تم تعيينه سفيراً لبريطانيا في المغرب، وسفيراً غير مقيم في موريتانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويكن الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا احتراماً شديداً للسير كلايف ألدرتون، كما أن الملكة الراحلة كانت تقدره وتحترمه أيضاً.
وحصل على أكثر من تكريم من الملكة في عام 2013 وفي عام 2019، وكان آخرها هذا العام حين منحته الملكة لقب فارس ملكي في مناسبة عيد ميلادها الأخير قبل وفاتها.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام مختلفة، فإن ذلك نال الاحترام والتقدير من الملكة وولي العهد نتيجة مهارته وتفانيه في عمله، خصوصاً أنه جمع ما بين التقاليد الدبلوماسية الرفيعة من عمله في وزارة الخارجية وفي الخارج كدبلوماسي ومن عمله في قصر كلارنس (المقر الرسمي لولي العهد).
وخلافات أيضاً
لكن علاقة السير كلايف ألدرتون ببقية أفراد العائلة المالكة ليست بذات الشكل، إذ شهدت بعض التوترات بينه وبين الآخرين، على سبيل المثال ما حدث حين رفع دوق ودوقة ساسكس (هاري وميغان) دعوى مراجعة قضائية العام الماضي لإلغاء قرار سحب الحماية الأمنية الرسمية منهما بعد أن قررا الخروج من العائلة المالكة.
وخلال جلسات المحكمة ذكر محامو الأمير هاري اسم السير كلايف في سياق دفعهم بأن اللجنة التي اتخذت قرار إلغاء حماية الشرطة التي يتحملها دافعو الضرائب لم تكن محايدة.
وقال المحامون إن السكرتير الخاص للملكة السير إدوارد يونغ رفض عرض هاري بأن يدفع هو كلفة الحماية الأمنية من الشرطة ولم ينقل العرض إلى اللجنة.
وبحسب وثائق تلك المحكمة قال ممثلو وزارة الداخلية إنهم كانوا سيرفضون العرض على أي حال لو تم تقديمه للجنة، وذلك على أساس أنها مسألة مبدأ (أي إن الشرطة ليست للإيجار) على عكس ما قاله هاري وميغان.
وكما كانت علاقة السير إدوارد تتوتر أحياناً مع بعض أفراد العائلة المالكة، خصوصاً في أوقات الأزمات التي قد تنال من مكانة الملكية والعائلة، ستكون علاقة السير كلايف ببقية العائلة في مثل تلك الأحوال أيضاً.
وخلال الفترة المقبلة سيعمل السير كلايف ألدرتون عن كثب مع السير إدوارد يونغ كي يستوعب تماماً تفاصيل المهام الملكية والعمل في قصر باكنغهام، المقر الرسمي للملكية، وقصر سان جيمس الذي يظل البلاط الرسمي البريطاني.
ويبقى المساعد الأول والأهم للملك ألدرتون الثالث هو المحرك الخفي لكل المهام الملكية، وإن لم يكن اسمه يظهر علناً بشكل بارز في أي من المناسبات الرسمية للملك الجديد وقرينته.