Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأثاث المستورد يحاصر المنتج الفلسطيني

بسبب تدني أسعاره في ظل غياب الدعم الحكومي للصناعة المحلية ونقص العمالة الماهرة

لم يتردد الفلسطيني معتصم شاهين في تأثيث منزله من "الموبيليا" المستوردة مفضلاً إياها على المنتجة محلياً بسبب تدني سعرها مقارنة بالمنتج المحلي، فالتفاوت في الأسعار يصل إلى 80 في المئة.

فغياب الدعم الحكومي للصناعة المحلية وعدم إعفاء المواد الخام من الجمارك، إضافة إلى نقص العمالة الماهرة، أمور تسهم في ارتفاع أسعار الأثاث المحلي.

في المقابل، أدى فتح الفلسطينيين خطوط استيراد مباشرة مع الدول الصناعية كالصين وتركيا ومصر المشهورة بتلك الصناعة، إلى وصول قطع الأثاث بكميات كبيرة، وبأصناف شتى، وبأسعار متنوعة لكنها في معظمها أرخص من النظير المحلي.

وبينما يشكو النجارون الفلسطنيون من تأثير الأثاث المستورد على سوقهم، فإن المستوردين يشيرون إلى أن المصانع المحلية غير قادرة على تلبية الطلب المتعاظم على الأثاث.

كلفة الإنتاج

ويقول إبراهيم الميمي صاحب أحد مصانع للأثاث في مدينة رام الله، إن تكلفة صناعة "غرفة نوم" تفوق بأكثر من 80 في المئة من قمية نظيرتها المستوردة من الخارج، إلا أنه يشدد على أن البضائع المستوردة "أقل جودة خصوصاً في غرف النوم بسبب طبيعة الأخشاب المستخدمة"، ويلفت الميمي إلى أن أسعار المواد الخام وتكلفة الإنتاج مرتفعتان جداً، وتؤديان إلى غلاء أسعار الأثاث، وعزوف الفلسطينيين عن المنتج المحلي مع وجود بديل مستورد بأسعار أقل بكثير.

استغراب

لكن صاحب إحدى أكثر شركات الأثاث استيراداً من الخارج أحمد حبيب يشير إلى أن شركته تعتمد على البيع لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وداخل إسرائيل، مشيراً إلى أن الشركة والمصانع التي تتعاقد معها في الخارج تستغرب الحجم الهائل للاستهلاك من الأثاث بالنظر إلى قلة عدد السكان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير حبيب إلى أن الاستقرار الاقتصادي وحجم الدخل المرتفع بسبب العمل في إسرائيل يسهمان في زيادة شراء الأثاث.

ويكشف حبيب الذي تستورد شركته بنحو 43 مليون دولار سنوياً من الأثاث عن وجود "حرب حقيقية بين أكثر تُجار الأثاث في الضفة الغربية البالغ عددهم 630 تاجراً بسبب منافستهم على كسب المستهلك الفلسطيني".

ومع أن حبيب يشير إلى أن "أطقم السفرة والجلوس" المستوردة أفضل جودة، وسعرها أقل من سعر المنتج المحلي، لكنه يوضح أن "غرف النوم" أكثر جودة بسبب الأخشاب المستوردة من إسرائيل، التي لا تتوفر في الصين أو تركيا، ويضيف أن مصانع التجارة في فلسطين "لا تغطي احيتاجات السوق المحلية"، مشيراً إلى أن إنتاج المطابخ الخشبية المحلية يستغرق أشهراً.

الأسعار والجودة

ويرجع رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل عبده إدريس الإقبال على الأثاث المستورد إلى "رخص أسعاره، على الرغم من أن المنتج المحلي أكثر جودة".

ويشتكي إدريس من غياب الدعم الحكومي لمصانع الأثاث، مضيفاً أن "أكثر من نصف استهلاك الفلسطينيين من الأثاث يكون من البضائع المستوردة خصوصاً من تركيا في الوقت الحالي بعد ارتفاع أسعار الشحن البحري من الصين".

اقرأ المزيد