توفي الكاتب الإسباني خافيير مارياس عن عمر يناهز 70 سنة جراء إصابته بالتهاب رئوي، وفق ما أعلنت الدار الناشرة لأعمال الراحل الذي كان واحداً من أبرز وجوه الأدب المعاصر باللغة الإسبانية.
وجاء في بيان أصدرته دار الفاوارا، الأحد الـ11 من سبتمبر (أيلول) الحالي، باسمها وباسم عائلة الراحل "يؤسفنا أن نعلن ببالغ الأسى عن وفاة مؤلفنا وصديقنا خافيير مارياس بعد ظهر اليوم في مدريد".
وفاة جراء كورونا
وأوضح البيان أن مارياس "كان يعاني منذ بضعة أسابيع التهاباً رئوياً تفاقم خلال الساعات الأخيرة".
وأفادت صحيفة "أل موندو" بأن خافيير مارياس فارق الحياة في عيادة بالعاصمة الإسبانية إثر التهاب رئوي "تسبب به وباء كوفيد-19" واستلزم لمعالجته في المستشفى أشهراً عدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جثمانه سيحرق في مدريد ولكن لم يتسن الحصول على تأكيد رسمي في هذا الشأن.
وكشفت صحيفة "أل بايس" التي كان لا يزال يكتب فيها حتى يوليو (تموز) الماضي عن أنه خضع لعملية جراحية دقيقة قبل وقت قصير من جائحة "كوفيد-19".
نعي رسمي
ووصف رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز وفاة مارياس بأنها "يوم حزين للأدب الإسباني".
وأضاف في تغريدة عبر "تويتر"، "لقد رحل خافيير مارياس، كان أحد الكتاب الكبار في عصرنا. سيظل نتاجه العظيم والرائع جزءاً أساسياً من أدبنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب وزير الثقافة الإسباني ميكيل ايسيتا على "تويتر" أيضاً "ارقد بسلام، أعمالك ستبقيك حياً في ذاكرتنا".
ووصف بيان للأكاديمية الملكية الإسبانية للغة الراحل الذي كان عضواً فيها بأنه "أحد أهم الروائيين باللغة الإسبانية".
مسيرة من الإبداع
مارياس كان أستاذاً للأدب الإسباني في جامعة أكسفورد (1983 إلى 1985)، وكلية ويليسلي في ماساتشوستس (1984) وفي جامعة كومبلوتنسي بمدريد (1986 إلى 1990). وترجمت مؤلفاته إلى أكثر من 40 لغة في نحو 60 دولة، وقلدته فرنسا وسام الفنون والآداب.
وكان الراحل المولود في الـ20 من سبتمبر 1951 في مدريد متعلقاً بحي شامبيري في المدينة، وأورد ذكره في عدد من أعماله. وأصدر مارياس روايته السادسة عشرة "توماس نيفينسون" العام الماضي.
مارياس الذي نشأ في عائلة من المثقفين الجمهوريين اضطر والده إلى اللجوء بضع سنوات إلى الولايات المتحدة، وأصدر روايته الأولى "لوس دومينيوس دل لوبو" عندما كان في التاسعة عشرة.
ومن أشهر مؤلفاته "كل النفوس" عام 1989 التي تناول فيها تجربته كأستاذ في جامعة أكسفورد و"قلب ناصع البياض" عام 1993 التي كرست نجاحه و"غداً في المعركة فكر بي" عام 1994.
ورفض الكاتب الملتزم عام 2012 تسلم الجائزة الوطنية للأدب السردي عن روايته "الزينة" لكونها أعطيت له من الحكومة المحافظة مما أثار جدلاً واسعاً.
وكان مارياس العضو في الأكاديمية الملكية الإسبانية للغة منذ عام 2008 يتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة ومن هواة السينما وما لم يكن معروفاً عنه جيداً أنه كان مشجعاً كبيراً لنادي ريال مدريد. وعلى رغم توجهاته الجمهورية ابتكر لنفسه لقب حاكم مملكة ريدوندا الخيالية، نسبة إلى جزيرة صغيرة في جزر الأنتيل الصغرى.