تواصل فرق الإنقاذ الأربعاء، الـ14 من سبتمبر (أيلول)، البحث عن عشرة أشخاص تحت أنقاض المبنى المنهار في العاصمة الأردنية عمان ما زال عدد منهم على قيد الحياة.
مبنى سكني مكون من أربعة طوابق انهار في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمان، الثلاثاء، ما أسفر عن وفاة خمسة وإصابة 14 آخرين، فيما لا يزال عدد من المواطنين محاصرين تحت الأنقاض، وسط مواصلة فرق الإنقاذ عملها.
قالت مديرية الأمن العام الأردنية، إنها لا تزال تتعامل مع الحادث، مشيرة إلى وجود عدد من المحاصرين في المبنى المأهول بالسكان، وسط أزمة مرورية كبيرة وتجمهر للمواطنين تسبب به الحادث الذي أسفر أيضاً عن قطع التيار الكهربائي عن العمارة المنهارة والعمارات المجاورة لها.
وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام فيصل الشبول قال، الأربعاء، إن فرق الإنقاذ ما زالت تبحث عن عشرة أشخاص تحت الأنقاض عدد منهم على قيد الحياة.
وأضاف أن "عمليات البحث مازالت مستمرة في موقع انهيار عمارة اللويبدة"، مشيراً إلى أن "طبيعة المكان وعرة والمباني متلاصقة والممرات ضيقة" وهو ما قد يصعب عمليات البحث.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتمكنت كوادر الدفاع المدني من إخراج سيدة مسنة من المبنى على قيد الحياة من دون إصابات، فيما تجرى محاولات لإنقاذ طفل في المبنى ذاته.
وفور وقوع الحادث هرع رئيس الوزراء بشر الخصاونة، إضافة إلى عدد من الوزراء، إلى موقع الانهيار، فيما أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، أن رئيس الوزراء أوعز للجهات المعنية المتخصصة بفتح تحقيق في أسباب انهيار المبنى.
وطالب المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات المواطنين الأردنيين بعدم التجمهر في منطقة الحادث وعدم إعاقة الطرق والتعاون مع الجهات المعنية في الموقع.
حوادث نادرة
لا يشهد الأردن عادة حوادث انهيار مبان كارثية، غير أن متخصصين يحذرون منذ سنوات من خطر انهيار المباني القديمة في عموم البلاد.
وقال رئيس هيئة المكاتب الهندسية عبدالله غوشة إن "هناك مناطق واسعة في الزرقاء وإربد ووسط العاصمة القديم تواجه مشكلات في منشآتها وبعضها آيل للسقوط"، موضحاً أنه "منذ حوادث الانهيار التي شهدها الأردن في العامين الماضيين لم تتخذ خطوات حقيقية لمنع تكرارها".
وأضاف غوشة أن ثمة نسبة عشوائية مرتفعة في البناء داخل الأردن تحتم على الحكومة التعاطي مع المشكلة بجدية أكبر، لافتاً إلى أن العمر الافتراضي لأي منشأة هو 50 عاماً، وحذر من المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي كأحد أسباب الانهيارات.
وشوهد رجال الإنقاذ وهم يشقون فتحات في سقف للتواصل مع من هم تحت الأنقاض، فيما وقف بعض أهالي وأقرباء المحاصرين يتابعون ما يجري وقد بدت عليهم علامات الحزن والقلق.
وقال شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية فضل عدم الكشف عن هويته، إن رجال الإنقاذ سمعوا أصوات ثلاثة من المحاصرين هم رجل وامرأة وطفل رضيع ويجري التواصل معهم، وأشار إلى أن رجال الإنقاذ استعانوا بكلاب مخصصة لمثل هذه العمليات.
قديم ومتهالك
وقال مدير الدفاع المدني حاتم جابر إن "أكثر من 300 من كوادر الدفاع المدني يشاركون في عملية البحث"، موضحاً أن "كوادر الدفاع المدني لن ترتاح حتى إخراج آخر جثة من تحت الأنقاض".
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، الثلاثاء، إن "من أسباب انهيار المبنى أنه قديم ومتهالك"، مشيراً إلى أنه "يتم تقييم وضع المباني المجاورة".
وأكد مصدر قضائي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن "النيابة العامة باشرت التحقيق" في الحادث.
وكان 25 شخصاً في الأقل، في المبنى السكني عندما انهار أمس الثلاثاء، ومنطقة جبل اللويبدة تعد من أجمل وأقدم وأعرق مناطق عمان ويعود بناؤها لبداية القرن العشرين ويقيم فيها كثير من الأجانب وتضم مقر المركز الثقافي الفرنسي.