Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أصبح وليام وهاري أعز صديقين مجدداً؟

لماذا يجب أن نضيف توقعاتنا الخاصة في ما يتعلق بعلاقتهما الشخصية إلى العبء الثقيل الذي منيا به بفعل خسارتهما؟

إنهما يتسقان معاً كمشاعر الفرح التي تصاحب لقاء الأحباء على حد قول أغنية أوليفيا نيوتن وجون ترافولتا (We Go Together)، أو على الأقل هكذا بدوَا. فعلى مدى سنوات شكل الخلاف بين شقيقي قلعة وندسور غذاء للإشاعات ويبدو في هذه الأيام أن المرة الوحيدة التي نرى فيها وليام وهاري في المكان نفسه هي في مراسم دفن عائلي.

لم يكن هذا الأسبوع مختلفاً. توفيت الملكة يوم الخميس وبعد مرور يومين سُرت الحشود خارج قلعة وندسور بمشاهدة حدث نادر: أمير وأميرة ويلز (وليام وكايت) ودوق ودوقة ساسيكس (هاري وميغان) يظهرون معاً بعض الوحدة العائلية عقب وفاة جدتهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الأسبوع الذي شهدت فيه البلاد وفاة الملكة صاحبة أطول عهدة ملكية في تاريخها وتنصيب الملك تشارلز الثالث فوراً لخلافتها وتعيين رئيسة وزراء جديدة (التي لم تصوت لها الغالبية العظمى من الجمهور البريطاني)، لعل خبر الدقائق الأربعة التي أمضاها وليام وهاري في الخارج معاً شكل بالنسبة للبعض بصيص أمل في مشهد قاتم وحزين. وشكلت فترة راحة عابرة في ظل الشعور بعدم الأمان والاستقرار الذي يجتاح الكثيرين في أنحاء المملكة المتحدة.

وكان الرد في بعض وسائل الإعلام على جولة الأخوين معاً موضع ترحيب. وهلل البعض مبتهجاً بـ"عودة الأربعة المذهلين!" وأشارت وسائل أخرى بحماسة إلى "اجتماع الأخوين مجدداً!" حقاً؟ هل يشكل هذا الحدث أمراً بغاية الأهمية؟ بالطبع، فكلنا نعلم ما يجري هنا.

قد لا تملك الأسرة العادية الكثير من النقاط المشتركة مع آل وندسور، وهم أصحاب الثروة والامتيازات التي لا يمكن تصورها، ولكن ما يجمعنا كلنا هي تجربة الفقد والحزن. ويشكل الموت جزءاً من حياة كل واحد منا، وجزء من حالة البشر الطبيعية. قد لا نعلم الكثير بشأن المسائل الداخلية للأسرة المالكة وبشأن مشاعرهم ومظالمهم ونزاعاتهم، مهما بلغت درجة تواتر التقارير الصحافية حول هذه الأمور، ولكننا جميعاً على اطلاعٍ جيد بالسياسات العائلية التي ترافق الموت.

لا شك في أن العديد من بيننا تواجدوا لسوء الحظ في جنازة عائلية محرجة يحاول فيها الأشقاء المنفصلون الحفاظ على مظهر من الكياسة احتراماً للشخص المتوفى. ولعل بعضنا شهد بالفعل نقاشاً أو خلافاً عائلياً في جنازة تشكل في العادة وقتاً يتحتم فيه على الأشخاص الذين يتجاهلون بعضهم البعض في العادة ويعتمدون على مسافة آمنة أن يجتمعوا معاً في مناسبة تكون فيها العواطف قاسية وجياشة ومتوترة.

ليس بوسع وليام وهاري الاقتتال بعد احتساء بعض كؤوس من المشروب. ولن يشهد موقف الحانة أي شجار بينهما ولن يبعدهما أحد عن بعضهما البعض صارخاً "أتركه وحسب! لا يستحق العناء!" فأنظار العالم كله شاخصة عليهما ويرزحان تحت ثقل البروتوكول وبالتالي عليهما التصرف على هذا الأساس.

إذا قمنا بتجريدهما من الألقاب والإرث، وليام وهاري هما مجرد شخصين، إنهما بشر مثلنا تماماً. فلماذا يجب أن نضيف توقعاتنا الخاصة في ما يتعلق بعلاقتهما الشخصية إلى العبء الثقيل الذي منيا به بفعل خسارتهما؟ وهل يهم فعلاً إذا تشاجرا؟ هل أن اجتماعهما معاً أو ابتعادهما عن بعضهما البعض مفيد لمعالجة أكثر المسائل خطورة التي تشهدها أيامنا هذه؟ ليس بالفعل. فلمَ الأمر مهم إلى هذه الدرجة؟

إن كان هنالك من أمر بوسعنا جميعاً فهمه فهو الألم وشدة الحزن والطرق المتعددة التي تجمع العائلات معاً وتفرقها عن بعضها البعض. في النهاية، لعل الحفيدين يسيران على خطى جدتهما ويستمران في أداء واجباتهما مهما كانت الظروف.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات