أعلنت الرئاسة الأوكرانية ليل الأربعاء 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، أن سائقاً اصطدم بعربته في كييف، بسيارة كان على متنها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي لم يُصب بجروح بالغة في الحادث.
وقال المتحدث باسم الرئاسة سيرغي نيكيفوروف في بيان نُشر على فيسبوك فجر الخميس في الساعة 01:22 (الأربعاء 22:22 ت غ) إنه "في كييف، اصطدمت عربة بسيارة رئيس أوكرانيا ومرافقيه".
وأضاف أن "الأطباء المرافقين للرئيس قدّموا مساعدة عاجلة لسائق العربة ونقلوه إلى سيارة إسعاف".
وأكّد المتحدّث أنه "تم فحص الرئيس من قبل طبيب ولم يتمّ العثور على أية إصابات بالغة. الشرطة ستحقّق في كل ملابسات الحادث".
وبعيد وقوع الحادث قال زيلينسكي في رسالته المصوّرة اليومية إنه عاد من منطقة خاركيف التي "تمّ تحريرها بالكامل تقريباً" منذ شنّت قواته هجوماً مضادّاً خاطفاً لطرد القوات الروسية من الأراضي التي تحتلّها.
تعطيل إمدادات المياه
من جهة أخرى، قال مسؤول أوكراني كبير "إن القوات الروسية أطلقت ثمانية صواريخ كروز على مدينة كريفي ريه بجنوب أوكرانيا، يوم الأربعاء، بهدف تعطيل إمدادات المياه.
وقال كيريل تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس، في منشور على الإنترنت إن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.
الكرملين يحذر من طموحات أوكرانيا
وأعلن الكرملين اليوم الأربعاء أن طموحات أوكرانيا المستمرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ما زالت تمثل تهديداً لأمن روسيا. وأكد حاجة روسيا للقيام بما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
وفي مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن فكرة انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي هي "التهديد الرئيس" لروسيا الذي "يبرز الحاجة الملحة لضمان أمننا ومصالحنا الوطنية".
وكانت موسكو تطالب بضمانات قانونية لعدم قبول أوكرانيا إطلاقاً في الحلف العسكري، قبل أن ترسل عشرات الآلاف من قواتها في عمليتها العسكرية فبراير (شباط) الماضي.
وأعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، أنه يشن "ضربات مكثفة" على كل الجبهات رداً على هجوم مضاد خاطف للقوات الأوكرانية التي اتهمها الكرملين بارتكاب فظائع في المناطق التي استعادت السيطرة عليها، بينما تنسب كييف إلى الجنود الروس "ما يصل إلى 200 جريمة حرب في اليوم".
وحتى مساء الثلاثاء، أدت عمليات القصف الروسية إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح 19 خلال 24 ساعة في صفوف سكان منطقتَي خاركيف (شمال شرق) ودونيتسك (شرق)، وفق ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية.
من جانبها، أكدت رئاسة أركان الجيش الأوكراني أن "أوكرانيا تسجل ما يصل إلى 200 جريمة حرب تُرتكب كل يوم من جانب الروس" على أراضيها، مضيفة أن "المحتلين زرعوا ألغاماً في أكثر من 70 ألف كيلومتر مربع في 10 مناطق أوكرانية".
وأشارت هيئة الأركان إلى استمرار "عمليات النهب" الروسية، موضحة أن نحو 300 سيارة سرقت في منطقة خاركيف.
"انتقام" من المدنيين
في المقابل، اتهمت روسيا الجنود الأوكرانيين بالانتقام من المدنيين في المناطق التي استعادوا السيطرة عليها في الأيام الاخيرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "بحسب معلوماتنا، حصلت إجراءات عقابية كثيرة ضد السكان في منطقة خاركيف، فالناس يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة"، مضيفاً "هذا مروع".
وفي كلمة له مساء الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده حررت نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع حتى الآن هذا الشهر، وكلها على ما يبدو في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية.
وأضاف أن "إجراءات إعادة الاستقرار" اكتملت في نحو نصف تلك الأراضي و "لا تزال جارية في منطقة محررة بالحجم نفسه".
ولم يتسن لـ"رويترز" بعد التحقق من حجم النجاح الذي تقول أوكرانيا إنها حققته في ساحة المعركة. وتبلغ المساحة الإجمالية التي ذكرها زيلينسكي تقريباً حجم جزيرة كريت اليونانية.
نقطة تحول؟
ورداً على سؤال عما إذا كانت أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه من الصعب التكهن بذلك.
وأضاف "من الواضح أن الأوكرانيين حققوا تقدماً كبيراً، لكنني أعتقد أن الطريق لتحقيق ذلك (التحرير الكامل) سيكون طويلا".
وكان البيت الأبيض الذي قدم أسلحة ودعماً بمليارات الدولارات قال في وقت سابق، إن الولايات المتحدة من المرجح أن تعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا في "الأيام المقبلة". وقال متحدث أميركي إن القوات الروسية تركت مواقع دفاعية، لا سيما في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وما حولها.
ومنذ أن تخلت موسكو عن معقلها الرئيس في الشمال الشرقي يوم السبت، في أسوأ هزيمة لها منذ الأيام الأولى للحرب، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على عشرات البلدات في تحول مذهل في مسار القتال.
ولا تزال القوات الروسية تسيطر على حوالى خمس مساحة أوكرانيا في الجنوب والشرق، لكن كييف الآن في حالة هجوم في كلا المنطقتين.
وتحدث المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش عن احتمالات التحرك في مقاطعة لوغانسك الشرقية التي تعرف مع دونيتسك باسم دونباس، وهي منطقة صناعية رئيسة قريبة من الحدود مع روسيا.
وقال أريستوفيتش في مقطع مصور نشر على موقع ي"وتيوب" "يوجد الآن هجوم على ليمان ويمكن أن يكون هناك تقدم في سيفرسك"، في إشارة إلى بلدتين، وتوقع معركة من أجل السيطرة على بلدة سفاتوفو، حيث قال إن للروس مستودعات للتخزين.
وقال "وهذا هو أكثر ما يخشونه، أن نأخذ ليمان ثم نتقدم على ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك. وسيُعزلون عن سفاتوفو".
في غضون ذلك، قال دينيس بوشلين، زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية التي يديرها وكلاء لروسيا، في مقطع مصور إن ليمان لا تزال في أيديهم.
وأضاف "استقر الوضع، العدو يحاول بطبيعة الحال التقدم في مجموعات صغيرة لكن قوات الحلفاء (بقيادة روسيا) تصده تماماً".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جهتها، الثلاثاء، أن "القوات الجوية والباليستية والمدفعية الروسية تنفذ ضربات مكثفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات".
وأشارت إلى عمليات قصف بالقرب من سلوفيانسك وكونستانتينيفكا وباخموت في شرق أوكرانيا، وفي منطقتي ميكولايف وزابوريجيا في الجنوب، وكذلك في خاركيف في الشمال الشرقي حيث قادت أوكرانيا هجوماً مضاداً عنيفاً أجبر القوات الروسية على الانسحاب من معظم أنحاء المنطقة.
وسبق أن أكد الكرملين، الإثنين، أن الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) سيستمر "حتى تتحقق أهدافه"، مشيراً إلى أنه "لا آفاق للمفاوضات حالياً" بين موسكو وكييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عودة الكهرباء
وتحدثت أوكرانيا، الإثنين، عن نجاحات عسكرية جديدة، مؤكدة أنها وصلت إلى الحدود الروسية واستعادت ما يعادل سبعة أضعاف مساحة كييف في شهر واحد.
وأكد الجيش الأوكراني، الثلاثاء، أن "تحرير البلدات المحتلة من جانب الروس يتواصل في منطقتي خاركيف ودونيتسك".
وقال مساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريل تيموشنكو، "أعيد التيار الكهربائي إلى مدينة خاركيف وكل المنطقة".
وأكد الرئيس الأوكراني، مساء الإثنين، أنه "منذ مطلع سبتمبر (أيلول) حرر جنودنا ستة آلاف كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها"، مشدداً على أن قواته "مستمرة في التقدم".
وأوضح "معهد دراسة الحرب" ومقره في الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن الروس "يعجزون عن تعزيز خط الجبهة الجديد بعد المكاسب الأوكرانية في شرق منطقة خاركيف ويفرون بأعداد كبيرة من المنطقة أو ينتشرون مجدداً على محاور أخرى".
رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في مؤتمر صحافي، الإثنين، في مكسيكو "من الواضح أننا شهدنا تقدماً كبيراً من جانب الأوكرانيين، لا سيما في الشمال الشرقي"، لكن "من السابق لأوانه معرفة إلى أين يتجه هذا بالضبط".
حل دبلوماسي
وعلى الصعيد الدبلوماسي دعا المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "سحب كامل قواته" من أوكرانيا.
وجاء في بيان للمستشارية أنه خلال مكالمة هاتفية استمرت 90 دقيقة، شدد شولتز في حديثه "مع الرئيس الروسي على إيجاد حل دبلوماسي في أسرع وقت ممكن استناداً إلى وقف إطلاق النار، وسحب كامل للقوات الروسية واحترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها". وطلب شولتز أيضاً من بوتين تطبيقاً "كاملاً" لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.
وتزداد الضغوط على شولتز في كييف وفي صفوف ائتلافه الحكومي لإرسال دبابات قادرة على تعزيز نجاحات الهجوم الأوكراني المضاد.
ودعت رئيسة الوزراء الأستونية كايا كالاس والرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا، الثلاثاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيادة المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وذلك خلال اتصال هاتفي بمبادرة من باريس.
مساعدات عسكرية
وأمام البرلمان الأوروبي، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، أنه سيقترح على الدول الأعضاء إقرار تمويل جديد لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وفي كييف قال وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف لوكالة "ريتزو" الدنماركية، إن بلاده ستدرب جنوداً أوكرانيين على أراضيها.
ودعت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، الثلاثاء، إلى وحدة الاتحاد الأوروبي وإلى فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في مواجهة "الابتزاز" الذي تمارسه في مجال الطاقة.
ويعقد وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في 30 سبتمبر لتقييم تدابير الطوارئ التي اقترحتها المفوضية بهدف كبح ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
هجوم غير كاف
دعا مفتش الجيش الألماني الجنرال، إيبرهارد تسورن، الأربعاء إلى توخي الحذر في شأن الهجوم المضاد الأوكراني الذي قال إنه غير كاف "لدحر روسيا على جبهة عريضة".
وقال الضابط لمجلة "فوكوس" الأسبوعية إن القوات الأوكرانية تشن حالياً "هجمات مضادة تجعل من الممكن إعادة احتلال أماكن أو أجزاء محددة من الجبهة لكن ليس لجعل روسيا تتراجع على جبهة واسعة".
لكنه أضاف في الوقت نفسه أن كييف تتصرف "بذكاء وتنفذ العمليات بطريقة سيادية ومرنة جداً".
وحذر الجنرال تسورن من أنه "قبل أسبوعين، كنت لأقول إن (حوض) دونباس بأكمله سيصبح بأيدي الروس خلال ستة أشهر. اليوم أقول إنهم لن ينجحوا".
وبرر امتناع برلين عن تسليم أسلحة ثقيلة تطلبها أوكرانيا. وقال إن لائحة المعدات التي سلمتها ألمانيا بالفعل "كبيرة في الكمية والنوعية"، لكن ألمانيا لا ينبغي أن تستنفد مخزونها، على حد قوله. وأضاف "كل شيء نقدمه نحتاج إلى أن يعود إلينا".
في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يفهم، على حد قوله، سوى لغة "القوة" ومن أجل الردع الفعال، "نحتاج إلى قوات في ألمانيا".
وتابع، "الرئيس الروسي يستطيع فتح جبهة جديدة في "كالينينغراد، وبحر البلطيق والحدود الفنلندية وجورجيا ومولدافيا. هناك عديد من الاحتمالات. سيكون لدى بوتين قدرات".
وحذر من أنه "على الرغم من أن نحو ستين في المئة من قواتها البرية تشارك في الحرب بأوكرانيا، ما زالت القوات البحرية والقوات الجوية الروسية تتمتع بقدرات لم تستخدم بعد".