Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مزاد علني لـ"الحديد والصلب" المصرية في ذكرى رحيل المؤسس

بيع خطوط إنتاج ومعدات الشركة بعد تصفيتها بقرار من الحكومة بسبب الخسائر المدوية  

بيع آلات ومعدات وخطوط إنتاج الشركة سيتم في مزاد علني يوم ذكرى رحيل الرئيس المصري جمال عبد الناصر (رويترز)

بعد 67 عاماً على تأسيس شركة مصرية وطنية لصناعة الحديد والصلب في مصر، قررت الحكومة المصرية بيع الشركة العريقة في مزاد علني يوم الـ28 من سبتمبر (أيلول) الحالي بعد أن اتخذت قراراً بتصفيتها في 2021.

وفي أول خطاب للرئيس المصري الراحل أنور السادات احتفالاً بعيد العمال في الأول من مايو (أيار) 1971 قال "إننا سنستكمل مسيرة عبدالناصر في التنمية الصناعية بعد تدشين مشروعات عملاقة كمجمع الحديد والصلب في حلوان".

وبعد مرور 51 عاماً على هذا الخطاب أغلقت أبواب الشركة الحلم (الحديد والصلب) بعد تصفيتها العام الماضي بقرار من الحكومة، بل إن معداتها وخطوط إنتاجها ستباع في مزاد علني، لكن المفارقة، أن بيع الآلات والمعدات وخطوط الإنتاج الخاصة بالشركة سيتم في مزاد علني يوم الأربعاء الـ28 من سبتمبر (أيلول)، وهو اليوم نفسه الذي يوافق ذكرى رحيل الرئيس جمال عبد الناصر.

وبحسب منشور رسمي صادر عن "الشركة القابضة للصناعات المعدنية"، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال المصرية، حدد هذا اليوم موعداً لبيع خط إنتاج كامل، بما يضمه من أوناش ومحطة كهرباء بقدرة 8.6 ميغاواط وورش ملحقة بالمصنع وعربات نقل وكمية كبيرة من البضائع والخردة.

مصادفة عبثية

تعقيباً على ذلك قال عضو مجلس إدارة "الشركة القابضة" خالد الفقي لـ"اندبندنت عربية" إن "اختيار يوم بيع خطوط إنتاج الشركة المصفاة غير مقصود بالمرة ليصادف ذكرى رحيل عبدالناصر"، موضحاً أن "من يختار مواعيد المزادات مصفيون وموظفون وفقاً لترتيبات محددة ليست لا علاقات بالسياسة"، مؤكداً أن "الحكومة صرفت تعويضات لـ4500 عامل بعد تسريحهم، ويتبقى حالياً 1000 عامل فقط".

عودة إلى عبدالناصر الذي تحل ذكرى وفاته بعد أيام، فقبل 67 عاماً كان يقف خطيباً بينما تكسو وجهه علامات السعادة الغامرة لدى افتتاح مصنع الحديد والصلب بتاريخ الـ27 من يوليو (تموز) 1958، وقال "إن إقامة صناعة الحديد والصلب في بلدنا كانت دائماً الحلم الذي ننظر إليه منذ سنين طويلة، وكنا نعتقد أنه بعيد المنال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون سنوات قليلة على خطبة عبدالناصر، تحول المصنع إلى قلعة صناعية على مساحة ثلاثة آلاف فدان، وكان له دور رئيس في بناء "السد العالي" و"حائط الصواريخ" باستخدام فرنين عاليين صنعا بألمانيا، وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عال ثالث (صناعة روسية) عام 1973، ولحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.

وبعد مرور أربع سنوات فقط على تأسيس المجمع الصناعي ارتفع إنتاجه من 200 ألف طن إلى 1.2 مليون طن سنوياً، وبدأت النظرة المستقبلية للاقتصاد في التحسن، وأسهمت صناعة الحديد والصلب في تنمية شاملة باعتبارها صناعة مغذية لعدد من الصناعات الأخرى المرتبطة بها في التشييد والبناء والصناعات الثقيلة والخفيفة.

شريك الحرب والسلم

أسهم المجمع في بناء اقتصاد الستينيات وتم ربطه بميناء "الدخيلة" ووصلت معدلات إنتاجه إلى 1.5 مليون طن، وقد امتد دور الشركة أيضاً في الفترة التي أعقبت 1967 وحتى تحقيق النصر عام 1973، إذ أسهمت في بناء ما دمرته الحرب أو "حائط الصواريخ" والحصون العسكرية، وبالفعل زادت معدلات الإنتاج لمجمع الحديد والصلب لتقفز إلى 1.5 مليون طن في أواخر الستينيات.

في مطلع التسعينيات، ونتيجة لعوامل كثيرة منها الإهمال والتقاعس عن التحديث ومواكبة التطور العالمي في صناعة رئيسة مثل هذه من الحكومات المتعاقبة على مدار أكثر من 20 عاماً، تراجع إنتاج وأرباح الشركة العريقة التي ما لبثت أن تحولت إلى خسائر مدوية تخطت مليارات الجنيهات بداية من العام المالي 2009-2010.

وكما بدأت "الحديد والصلب" أرضاً قبل 70 عاماً ستعود أرضاً بعد بيع خطوط إنتاجها وتسريح عمالها على إثر الانتهاء من عملية تصفية حلم عبدالناصر الذي أقلقه حياً وميتاً.

ويبلغ عدد عمال شركة "الحديد والصلب" قبل تصفيتها أكثر من 7500 عامل يتقاضون أجوراً تتخطى حاجز 50 مليون جنيه (2.5 مليون دولار أميركي) شهرياً.

اقرأ المزيد