قالت السلطات الأوكرانية الإثنين، 19 سبتمبر (أيلول)، إنها استخرجت 146 جثة حتى الآن من موقع دفن جماعي بالقرب من بلدة إيزيوم في شرق البلاد.
قال حاكم إقليم خاركيف الأوكراني أوليغ سينيجوبوف، الإثنين، إن خبراء الطب الشرعي استخرجوا 146 جثة إلى الآن معظمها لمدنيين، وإن بعض الجثث يحمل علامات وفاة ناجمة عن عنف.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هناك اعتقاداً بوجود نحو 450 جثة مدفونة بالموقع في غابة بضواحي إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية خلال الآونة الأخيرة إثر هجوم مضاد في إقليم خاركيف.
وأضاف سينيجوبوف أن اثنتين من الجثث لطفلين، وكتب على تطبيق "تيليغرام" للمراسلة "بعض الجثث عليها علامات عنف، هناك جثث مقيدة الأيدي وتحمل آثار تعذيب، وتبين أن المتوفين بهم إصابات ناتجة من متفجرات وشظايا وطعن".
ويعمل خبراء الطب الشرعي الذين يرتدون حللاً بيضاء واقية ويضعون أيديهم في قفازات من المطاط بطريقة منهجية منذ أيام لاستخراج الجثث، وتحديد هويات المتوفين الذين كانت على مقابرهم صلبان خشبية.
ورفض "الكرملين" الإثنين الادعاءات بأن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في إقليم خاركيف الأوكراني، ووصفها بأنها "كذبة".
ورداً على سؤال في شأن تصريحات زيلينسكي قال المتحدث باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف للصحافيين "إنه نفس سيناريو بوتشا، إنها كذبة، بالطبع سندافع عن الحقيقة في هذه القصة".
ورفضت روسيا من قبل المزاعم بأن قواتها ارتكبت جرائم حرب في بوتشا خارج العاصمة الأوكرانية كييف بعد ظهور أدلة على قتل مدنيين، بينما كانت البلدة تحت سيطرة القوات الروسية عقب انسحابها في نهاية مارس (آذار).
وقال سكان في وقت سابق إن بعض المقابر بالغابة لأشخاص قتلوا في ضربة جوية روسية.
مقتل 13 مدنياً في دونيتسك
وتسببت ضربة أوكرانية على دونيتسك عاصمة المنطقة الانفصالية التي تحمل الاسم نفسه، بمقتل 13 مدنياً، وفق ما أفاد به رئيس بلدية المدينة الموالي لروسيا أليكسي كيمزولين.
وقال كيمزولين عبر تطبيق "تلغرام"، "بحسب المعطيات الأولية قتل 13 مدنياً بعد قصف عقابي على ساحة" في غرب دونيتسك، مشيراً إلى أن السلطات "بصدد تحديد عدد الجرحى".
قصف محطة "بيفدينوكراينسك" النووية
وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية "إنرجو أتوم" إن القوات الروسية قصفت محطة "بيفدينوكراينسك" للطاقة النووية في منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، لكن مفاعلاتها لم تتضرر وتعمل بشكل طبيعي.
وأضافت الشركة في بيان أن انفجاراً وقع على بعد 300 متر من المفاعلات وألحق أضراراً بمباني المحطة بعد منتصف الليل بقليل، كما ألحق الهجوم أضراراً بمحطة طاقة كهرومائية قريبة وخطوط نقل الطاقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت "حالياً، تعمل جميع وحدات الطاقة الثلاث بمحطة (بيفدينوكراينسك) للطاقة النووية بشكل طبيعي، ولحسن الحظ لم تقع إصابات بين موظفي المحطة".
ونشرت الشركة صورتين تظهران حفرة قالت إنها نجمت عن الانفجار.
العالم يتعرض للخطر
وتعليقاً على الهجوم، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام" للمراسلة "أراد الغزاة إطلاق النار مجدداً، لكنهم نسوا ماهية محطة الطاقة النووية. روسيا تعرض العالم كله للخطر. علينا إيقاف ذلك قبل فوات الأوان".
ولم يصدر رد فعل روسي بعد على اتهامات أوكرانيا.
وتعرضت منطقة ميكولايف لهجمات صاروخية مستمرة شنتها القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة.
وأغلقت محطة أخرى للطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا، هي الأكبر في أوروبا وتقع على بعد نحو 250 كيلو متراً شرق موقع ميكولايف، في وقت سابق من الشهر بسبب قصف روسي، مما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة "زابوريجيا" التي تسيطر عليها القوات الروسية ويديرها موظفون أوكرانيون. وأدى القصف إلى إلحاق أضرار بالمباني وتعطل خطوط الكهرباء.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في مطلع الأسبوع إن أحد خطوط الكهرباء الأربعة الرئيسة في محطة "زابوريجيا" قد تم إصلاحه، وبدأ مرة أخرى في تغذية المحطة بالكهرباء من الشبكة الأوكرانية.
وقالت بريطانيا، الأحد، إن روسيا وسعت ضرباتها على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا بعد أن منيت بخسائر ميدانية الأسبوع الماضي ومن المرجح أن تواصل توسيع نطاق أهدافها.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الأوكرانية صدت هجمات شنتها القوات الروسية في مناطق بخاركيف في الشرق وخيرسون في الجنوب، إذ تشن أوكرانيا هجمات مضادة هذا الشهر، وكذلك في أنحاء من دونيتسك في جنوب شرقي البلاد.
أربع طائرات في 10 أيام
ميدانياً أيضاً، قال الجيش البريطاني إن روسيا فقدت على الأرجح أربع طائرات مقاتلة على الأقل في أوكرانيا خلال الأيام الـ 10 الأخيرة ليصل إجمالي الطائرات التي فقدتها إلى 55 منذ بدء هجومها على كييف، وقالت وزارة الدفاع في نشرتها الاستخباراتية اليومية على "تويتر" إن هناك احتمالاً واقعياً لأن تكون الزيادة الطفيفة في الخسائر من ضمن نتائج قبول القوات الجوية الروسية مخاطر أكبر بهدف توفير دعم جوي أقرب للقوات البرية تحت ضغط التقدم الأوكراني، وأضافت أن وعي الطيارين الروس بالمواقع غالباً ما يكون ضعيفاً، وتابعت "هناك احتمال واقعي أن تكون بعض الطائرات انحرفت إلى أراضي العدو ودخلت مناطق دفاع جوي أكثر كثافة مع تغير خطوط المواجهة بسرعة".
مدفعية وطائرات
ويحاول أوكرانيون عائدون إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية بشمال شرقي البلاد العثور على جثث ذويهم، بينما تواصل روسيا قصف أهداف في شرق أوكرانيا بالمدفعية والطائرات.
وذكر حكام مناطق في أوكرانيا، الأحد، أن خمسة مدنيين قتلوا في هجمات روسية على منطقة دونيتسك في اليوم السابق، كما تضررت العشرات من البنايات السكنية وخطوط أنابيب الغاز وخطوط الكهرباء في ضربات روسية في منطقة نيكوبول.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا صعدت ضرباتها الجوية للبنية التحتية المدنية، والتي أصابت أهدافاً منها شبكة كهرباء وسد، خلال الأيام السبعة الماضية.
وأضافت "في الوقت الذي تواجه فيه انتكاسات على الخطوط الأمامية من المحتمل أن تكون روسيا قد وسعت نطاق المواقع التي تستعد لضربها في محاولة لإضعاف معنويات الشعب والحكومة في أوكرانيا مباشرة".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، في خطاب مصور إن السلطات عثرت على مقبرة جماعية بها جثث 17 جندياً في إيزيوم، وقال إن بعضها يحمل آثار تعذيب.
وبحث سكان في بلدة إيزيوم عن أقاربهم القتلى في مقبرة في منطقة غابات اكتشفت الأسبوع الماضي، بينما واصلت فرق الطوارئ استخراج الجثث. ولم تحدد بعد أسباب وفاة من في المقبرة، لكن السكان يقولون إن بعضهم لقي حتفه في غارة جوية.
وقال مسؤولون أوكرانيون، الأسبوع الماضي، إنهم عثروا على 440 جثة في الغابات بالقرب من إيزيوم. وأشاروا إلى أن معظم القتلى مدنيون ولم تحدد بعد أسباب وفاتهم.
ولم يعلق الكرملين بعد على اكتشاف المقابر، لكن موسكو أنكرت مراراً ارتكاب فظائع في الحرب أو تعمد استهداف المدنيين.
وقال رئيس بلدية إيزيوم فاليري مارتشينكو، الأحد، إن العمل سيستمر أسبوعين آخرين. وأضاف للتلفزيون الحكومي "استخراج الجثث جار، ويجري حفر القبور، ونقل جميع الرفات إلى خاركيف".
"ما زلت خائفة"
عاد سكان بلدات أخرى استعادتها القوات الأوكرانية بعد احتلال روسي دام ستة أشهر إلى منازلهم بمشاعر يمتزج فيها الفرح بالخوف.
وقالت ناتاليا يليستراتوفا التي سافرت مع زوجها وابنتها لمسافة 80 كيلومتراً في قطار من خاركيف إلى مسقط رأسها بالاكليا "ما زلت أشعر بأنه في أي لحظة قد تنفجر قذيفة أو يمكن أن تحلق طائرة". وجدت شقتها سليمة لكنها تعرضت لأضرار بسيطة جراء القصف.
وأضافت بعد اكتشاف أثر شظية على الحائط "ما زلت خائفة من وجودي هنا".
ولم يرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاتهامات، لكنه قلل من أهمية الهجوم الأوكراني المضاد السريع، وحذر من أن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرضت قواتها لمزيد من الضغوط.
وأثارت مثل هذه التهديدات المتكررة مخاوف من أن يقدم بوتين في مرحلة ما على استخدام وسائل غير تقليدية مثل أسلحة نووية صغيرة أو أسلحة كيماوية.
وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" نشرت محطة "سي بي أس" مقتطفاً منها، السبت، سئل الرئيس الأميركي جو بايدن عما سيقوله لبوتين إن كان يفكر في استخدام مثل تلك الأسلحة، فرد بالقول "لا تفعل لا تفعل لا تفعل. هذا سيغير وجه الحرب بطريقة لم يكن لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية".
وحذر بعض المحللين العسكريين من أن موسكو قد تتسبب في حادثة نووية بمحطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا، والتي تخضع حالياً لسيطرة روسيا.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محيط المحطة مما أدى إلى تضرر مبان وتعطيل خطوط الكهرباء التي تبقيها مبردة وآمنة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت، إن أحد الخطوط الأربعة الرئيسة للكهرباء في المحطة تم إصلاحه وبدأ يمدها من جديد بالكهرباء من الشبكة الأوكرانية، غير أن الوكالة حذرت من أن الوضع العام للمحطة "لا يزال محفوفاً بالمخاطر".
جنرال أميركي يطالب باليقظة في صفوف قواته
حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، الأحد، من أن الكيفية التي يمكن أن ترد بها روسيا على انتكاساتها الميدانية في أوكرانيا لم تتضح بعد، وطالب خلال زيارته قاعدة عسكرية في بولندا تقدم مساعدات للمجهود الحربي الأوكراني بمزيد من اليقظة في صفوف القوات الأميركية.
وتمثل تصريحات أكبر جنرال أميركي تذكيراً بأخطار التصعيد في الوقت الذي تساعد فيه الولايات المتحدة وشركاء لها في حلف شمال الأطلسي أوكرانيا عن بعد وهي تشن هجوماً مضاداً ناجحاً حتى الآن على القوات الروسية.
وقال ميلي في وارسو بعد زيارته القاعدة "لا تسير الحرب سيراً حسناً للغاية بالنسبة إلى روسيا في الوقت الحالي. ولذلك يقع على عاتقنا جميعاً الحفاظ على أوضاع استعداد وتأهب عالية". وطلب من الصحافيين المرافقين لميلي عدم نشر اسم القاعدة أو وصف موقعها. وتضمنت زيارة ميلي استعراضاً للدفاعات الجوية في القاعدة، التي تشمل بطاريات الصواريخ "باتريوت" التي ستكون خط الدفاع الأخير عن القاعدة إذا قررت روسيا مهاجمتها، فيما يمثل مخاطرة بحرب مع حلف شمال الأطلسي.
وقال ميلي إنه لا يشير إلى أن القوات الأميركية في أوروبا تتعرض لأي تهديد متزايد، لكنه قال إن عليها أن تكون جاهزة. وتابع "خلال سير الحرب أنتم لا تعرفون بالفعل بدرجة عالية من اليقين ماذا سيحدث في المرة المقبلة".
وأدى طرد قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منطقة خاركيف الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا في الأسبوع الماضي إلى انتقاد علني غير معتاد للقيادة الروسية من جانب المعلقين العسكريين الروس.
وتجنب بوتين التعليق على الهجوم المضاد، لكنه قال، الجمعة، إن موسكو سترد بقوة أشد إذا تعرضت قواتها في أوكرانيا لمزيد من الضغوط.
وقال ميلي إن الحرب في مرحلة جديدة باتت فيها المبادرة الاستراتيجية بيد القوات الأوكرانية. وأضاف "لذلك يتعين علينا أن نراقب عن كثب ما ستكون عليه ردود فعل روسيا على ذلك".