Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البطالة تتراجع إلى أدنى معدلاتها خلال 48 سنة في بريطانيا لكن الأجور تتخلف

معدل البطالة يسجل أقل مستوياته منذ عام 1974، لكن ساعات العمل والأجور تتقلص

ارتفع عدد العاملين المأجورين بمقدار 71 ألف شخص في المدة ما بين يوليو وأغسطس (رويترز)

انخفضت البطالة في المملكة المتحدة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية إلى أدنى معدلاتها منذ عام 1974.

فقد ارتفع عدد العاملين المأجورين بمقدار 71 ألف شخص في المدة ما بين يوليو (تموز) وأغسطس (آب) ليصل إلى 29.7 مليون شخص، وفق بيانات أصدرها مكتب الإحصاءات الوطنية.

وانخفض معدل البطالة للمدة من مايو (أيار) إلى يوليو 2022 من 3.8 في المئة في الفصل السابق إلى 3.6 في المئة، وهو أدنى معدل منذ المدة من مايو إلى يوليو 1974.

ومع ذلك شهد الموظفون تخلف أجورهم عن معدل التضخم المرتفع جداً على رغم ارتفاع آخر في العوائد، بينما تضرب أزمة تكاليف المعيشة البلاد بشدة.

كذلك انخفض مجموع ساعات العمل الأسبوعية بمقدار 3.5 مليون ساعة، ولا يزال مستواه أقل من مستويات ما قبل انتشار الجائحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن الأجر العادي، باستثناء المكافآت، زاد بنسبة 5.2 في المئة على مدى الأشهر الثلاثة المنتهية في يوليو، لكن مع مراعاة معدل التضخم في مؤشر الأسعار الخاصة بالمستهلكين، انخفضت قيمة الأجر الحقيقي بنسبة 3.9 في المئة على أساس سنوي.

وتشير آخر الأرقام إلى أن الاقتصاد البريطاني سجل نمواً أبطأ من المتوقع في يوليو، إذ أثرت النواقص في العمالة والتكاليف المتصاعدة في النشاط الاقتصادي وسط تزايد خطر الركود.

وذكر مكتب الإحصاءات الوطنية أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.2 في المئة في يوليو، بعد هبوط حاد بنسبة 0.6 في المئة في يونيو (حزيران) عندما أدت العطلة الوطنية الإضافية بمناسبة اليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث الثاني على العرش إلى انخفاض النشاط الاقتصادي.

وكان خبراء في الاقتصاد يعملون في القلب التجاري للندن توقعوا تعافياً أقوى بنسبة 0.4 في المئة بعد الهبوط المسجل قبل شهر. وفي تطور عكس ضعف الاقتصاد، استقر نمو الناتج المحلي الإجمالي على مدى الأشهر الثلاثة المنتهية في يوليو، إذ عوّض نشاط أقوى في قطاعي الإنتاج الصناعي والبناء عن الركود في قطاع الخدمات ذي الدور المهيمن في اقتصاد المملكة المتحدة.

وتتنافس شركات البيع بالتجزئة على العمالة في ما بينها، وكذلك مع قطاعات منافسة مثل الضيافة، وفق ليندا إيليت، المسؤولة عن أسواق المستهلكين والبيع بالتجزئة والترفيه في المؤسسة الاستشارية "كاي بي إم جي".

وقالت السيدة إيليت: "لم يعد عمل الأشخاص في المتاجر والمخازن والخدمات اللوجستية يعتبر من الأدوار الجذابة". ومن ناحية أخرى، أضافت، يبدي تجار التجزئة "اهتماماً بالموظفين الموسميين، لا سيما حين يتولون وظائف في سلسلة الإمداد". وقبل نحو أسبوعين، أفادت سلسلة المتاجر "جون لويس" بأنها ستعين 10 آلاف موظف يحق لهم أخذ إجازات، وعرضت على العاملين تلقي وجبات مجانية في هذه المدة للمساعدة في ارتفاع تكاليف المعيشة.

 وقالت السيدة إيليت: "إذا كانت مسائل مثل الأغذية ومنتجات النظافة الشخصية متاحة، فهذا يعني أن العاملين يستطيعون أن يدخروا، وهذا يشكل وسيلة مبتكرة لجعل تشغيل العمالة أكثر جاذبية وأقل كلفة للبائع بالتجزئة من دفع مزيد من المال إلى العاملين".

ومن المقرر أن يؤدي قرار الحكومة تجميد فواتير الطاقة عند 2500 جنيه استرليني (2845 دولاراً) سنوياً إلى كبح جماح ذروة التضخم، لكن من غير المرجح أن تواكب الأجور ارتفاع التكاليف.

وأضاف مكتب الإحصاءات الوطنية أن مجموع الأجور الذي يشمل المكافآت التي رفعت بنسبة 5.5 في المئة لمدة الأشهر الثلاثة المعنية، انخفضت قيمته بنسبة 3.6 في المئة مع أخذ التضخم في الحسبان.

وتقول لورين توماس، الخبيرة في الاقتصاد البريطاني لدى مؤسسة الخدمات المهنية "غلاسدور": "ينبئنا أحدث تقرير صادر عن مكتب الإحصاءات الوطنية بأن سوق العمل الساخنة في الصيف بدأت تستشعر برد الخريف، مع انخفاض معدلات الشواغر للشهر الثاني على التوالي بعد ما يقرب من سنتين من النمو المتواصل.

 "ويتمثل أحد القطاعات الإيجابية للموظفين في قطاع الرعاية الصحية، حيث لا تزال الوظائف المتاحة مرتفعة، ويتعين على أصحاب العمل الذين يعانون على صعيد التوظيف أن يركزوا على من يتجاوزون 65 سنة، الذين تسجل معدلات توظيفهم ثاني أعلى نسبة على الإطلاق.

"ويعد الطلاب احتمالاً آخر يمكن التركيز عليه؛ لقد سببوا قدراً كبيراً من تفاقم الجمود الاقتصادي أثناء الجائحة، لكن كثراً سيعودون لسوق العمل بعد نهاية برامجهم الدراسية".

© The Independent

اقرأ المزيد