تصاعدت خلال الأيام الأخيرة موجة من الكراهية والعنصرية ضد البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد الإسباني، كانت بدايتها خلال مباراة فوز النادي الملكي على ريال مايوركا بنتيجة 4-1، الأحد 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، ضمن الجولة الخامسة في الدوري الإسباني.
وتعرض فينيسيوس (22 سنة) لتدخلات عنيفة من لاعبي مايوركا بسبب كثرة محاولاته للمراوغة، فكان أكثر لاعبي "لوس بلانكوس" مراوغة للمنافسين بـ11 محاولة نجح في ثمان منها، متفوقاً على مواطنه وزميله رودريغيو الذي حقق سبع مراوغات ناجحة من 11 محاولة، لكن ما أثار غضب لاعبي مايوركا وجهازهم الفني كان احتفال فينيسيوس بهدفه على الطريقة البرازيلية برقصة السامبا.
وذكرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية أن اللاعب البرازيلي الشاب توجه خلال المباراة نحو المكسيكي خافيير أغيري مدرب مايوركا لتوبيخه بسبب تحريض لاعبيه على ضربه من دون كرة.
وسئل أغيري (63 سنة) بعد المباراة عما دار بينه وبين فينيسيوس في ملعب المباراة، فقال "هذه الأشياء تبقى في الملعب".
ولم تقف الانتقادات التي تعرض لها فينيسيوس عند حد اتهامه بمحاولة استفزاز المنافسين بمراوغات استعراضية واحتفالات غير معتادة، بل تناولت تقارير صحافية وإعلامية صراخه عدة مرات في وجه حكم المباراة فيغويروا فاسكيز لمطالبته بحمايته من الضرب المتكرر.
ودافع الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد عن لاعبه الشاب، قائلاً "فينيسيوس لاعب خاص وبسبب طريقة لعبه يغضب المنافسين أحياناً، عليك أن تفهم أنه يحاول دائماً المراوغة بغض النظر عن كون فريقه خاسراً أم فائزاً، في بعض الأحيان يحاول أن يجعل خصمه أكثر غضباً، وهذا الأمر طبيعي في كرة القدم، وبالخبرة سيتعلم شيئاً فشيئاً".
"احترام الحكام يأتي في المقام الأول حتى لو أخطأ الحكم، من الطبيعي أن يستخدم المنافسون العنف أكثر ضد فينيسيوس، لكن ليس لديه أي شيء ليغيره في أخلاقه، لأنه يبدو لي أنه يحترم المنافسين والحكم جداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشارك عدد كبير من اللاعبين البرازيليين السابقين والحاليين في دعم فينيسيوس ومطالبته بلعب كرة القدم كما يحب، وأن يواصل الرقص كلما هز شباك المنافسين كجزء من شخصيته وهوية اللعبة في البرازيل.
وانتقلت أزمة فينيسيوس إلى مرحلة أخرى بعدما هاجم الناقد الإسباني بيدرو برافو النجم البرازيلي بتصريحات مسيئة، وقال إن احتفاله الراقص ينم عن عدم احترام للمنافسين وشبهه بسلوك القرود.
وتعرض برافو لانتقادات حادة بسبب وصفه العنصري لرقص فينيسيوس، فاستدرك في تغريدة لاحقة أنه استخدم كلماته للدلالة على أن اللاعب يتصرف بغباء.
واعتذر برافو إلى فينيسيوس، وكتب "أود توضيح أن تعبير يلعب كالقرد الذي أسأت استخدامه لوصف رقصة فينيسيوس احتفالاً بالتسجيل كان مجازياً، أنا لم أقصد الإساءة لأحد، وأعتذر من قلبي".
وقبل ساعات من مواجهة ديربي مدريد، أصدر النادي الملكي بياناً لدعم لاعبه البرازيلي، جاء فيه "يود ريال مدريد التعبير عن تأثره ودعمه لفينيسيوس جونيور، فهو لاعب يعتبر كرة القدم نهجاً للحياة من خلال الفرح والاحترام والروح الرياضية، كرة القدم أكثر رياضة عالمية ويجب أن تكون نموذجاً للقيم".
وأصدر فينيسيوس بياناً قال فيه، "طالما أن لون البشرة أهم من لمعان العيون ستكون هناك حرب، لن أتوقف عن الرقص سواء في سامبادروم أو في برنابيو، سأرقص أينما أريد".
واستقبلت جماهير إستاد ميتروبوليتانو معقل أتلتيكو مدريد اللاعب البرازيلي بتصرفات وهتافات عنصرية، إذ كان من السهل الاستماع إلى المئات من مشجعي لوس روخيبلانكوس خلال الهتاف، "أنت قرد يا فينيسيوس، أنت قرد"، في مقطع فيديو نشرته إذاعة كوبي الإسبانية قبل انطلاق القمة التي انتهت بفوز ريال 2-1 خارج ملعبه.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماهير قلدت أصوات القردة وهتفت "مت يا فينيسيوس" خلال سير المباراة.
ودانت رابطة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، خطاب الكراهية الذي أظهرته بعض جماهير نادي أتلتيكو مدريد خلال مباراة ديربي العاصمة أمام ريال مدريد، الأحد 18 سبتمبر الحالي، أثناء توجيه إساءة عنصرية لمهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور خارج ملعب متروبوليتانو وداخله.
وقال متحدث باسم رابطة الدوري في بيان "خطاب الكراهية ليس له مكان في الدوري الإسباني، ونعمل مع الأندية والسلطات لتحديد أية حالة من هذا القبيل وتقديمها إلى العدالة".
وأضاف "ندين كل ما حدث داخل الملعب وخارجه، نحن نعمل مع الأندية للحفاظ على كرة القدم ودية وممتعة".
وتابع "تبلغ رابطة الدوري الإسباني السلطات دائماً عن أية وقائع لخطاب الكراهية أو العنف وتساعد في سير التحقيقات، سنفعل الأمر ذاته بخصوص ما حدث مساء الأحد".
وعلى رغم فشل فينيسيوس في هز شباك أتلتيكو مدريد، لكن زميله رودريغو غوس الذي سجل الهدف الأول احتفل بهدفه مع فينيسيوس بأداء رقصة السامبا، ونشر بعد المباراة صورة من الاحتفال، وكتب "الرقص بالأبيض والأسود".