من الممتع حقاً رؤية جورج كلوني وجوليا روبرتس يغرم أحدهما بالآخر، والممتع أكثر هو رؤيتهما يتشاجران. في فيلم "تذكرة إلى الجنة" Ticket to Paradise يمثلان دوراً لزوجين سابقين ساخطين، يسافران معاً إلى بالي من أجل إيقاف كارثة زواج ابنتهما (الممثلة كيتلين ديفر) من مزارع أعشاب بحرية محلي (الممثل ماكسيم بوتييه)، تتوفر للثنائي مساحة واسعة لتبادل التعليقات اللاذعة. إنهما الوريثان الشرعيان لهذا الأسلوب الكوميدي الرائع. تذكروا مثلاً كلوديت كولبير، وهي تظهر بغنج جزءاً من ساقها أثناء رحلة بالسيارة من أجل إغاظة كلارك غيبل في فيلم "حدث ذلك في ليلة واحدة" It Happened One Night عام 1934، أو كاري غرانت وهو يفقد صوابه في مواجهة تصرفات كاثرين هيبورن الغريبة في "تنشئة طفل" Bringing Up Baby عام 1938.
في هذا الفيلم، عندما تجلس جورجا (روبرتس) وديفيد (كلوني) - بشكل عفوي - بجانب بعضهما بعضاً في حفل تخرج ابنتهما، كانا يتصارعان على مساند الذراعين في مقعديهما. عندما يتصادف أن مقعديهما في الطائرة - بشكل عفوي مرة ثانية - متلاصقان، تكاد أنفاسهما تنقطع في خضم المشادات العنيفة. وعندما يكتشفان أن غرفتيهما في الفندق متلاصقتان - تبدو المصادفات مريبة بعض الشيء - يبدآن على الفور في جدال حول شخير ديفيد المصم للآذان.
يذكرنا "تذكرة إلى الجنة" على الفور بالعلاقة العاطفية العاصفة التي جمعت بين روبرتس وكلوني في بطولة سلسلة أفلام "أوشنز إليفين" Ocean’s Eleven. على رغم أنهما شاركا في بطولة عدد لا بأس به من الأعمال معاً، بما في ذلك فيلم "وحش المال" Money Monster عام 2016، إلا أن هذا هو أول فيلم كوميدي رومانسي حقيقي لهما كثنائي. ينجح هذا اللقاء إلى حد كبير لأن أسلوبهما لم يتغير، بصرف النظر عن النكتة التي يحول فيها دلفين النظر إلى ما بين ساقي ديفيد (يدعي لاحقاً أنها كانت إصابة في ساقه، لكن الدليل يجعل الأمر ليس بحاجة إلى تفسير)، وقيامها بالرقص وهما في حالة سكر، لا يوجد في العمل سوى القليل جداً من الحركات المبالغ بها أو البلهاء.
إذن الرهان على فيلم من بطولة روبرتس/كلوني هو أشبه بلعبة بوكر بالكلمات التي يتبادلها شخصان يحيط بهما جو من الأمان دائماً. إنهما الراشدان المسؤولان هنا، لذلك لا يهم حقاً مدى ضراوة شجارهما - أنت تعلم أنهما عقلانيان بما يكفي كي لا يكونا شرسين بطريقة مؤذية. دائماً ستتم تسوية الأمور. والحب سيزدهر حتماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تتمثل مهمة المخرج أول باركر في تشكيل [رسم] لوحة العمل حول الإثنين بألوان مشرقة ولكن هادئة. انتقى الطاقم التمثيلي للفيلم بالتشكيلة نفسها التي اتبعها في فيلمي "فندق بيست إكزوتيك ماريغولد" he Best Exotic Marigold Hotel (2011) و"ماما ميا! ها نحن أولاء هنا من جديد" Mamma Mia! Here We Go Again (2018). يقدم الفيلم جزيرة بالي الساحرة كمنتجع خيالي يجذب العشاق المتحمسين لقضاء عطلاتهم فيه، لكن باركر لا ينسى أيضاً أن الجزيرة مكان حقيقي يعيش فيه أناس حقيقيون. يعتبر السكان المحليون عنصراً رئيساً في الحكاية - بما في ذلك شخصية "جيد" التي يلعبها بوتييه، ووالده وايان الذي يتمتع بحس فكاهي جلف، الممثل أغونغ بيندا.
نص باركر، الذي شارك في كتابته دانييل بيبسكي، عاطفي أكثر بكثير من كونه فكاهياً. إنه ينطلق من خوف الآباء من أن أبناءهم هم نماذج طبق الأصل عنهم لدرجة أنهم يتجهون نحو تكرار الأخطاء نفسها. في مرحلة ما، يعترف ديفيد بشعوره بأنه في أضعف حالاته بينما تعيش ابنته أهم اللحظات في حياتها، قائلاً، "هذا عندما تشعر بالخوف، لأنك لا تريد أن تتغير الأشياء".
هذه مساحة عاطفية مألوفة، ويبدو ديفر وبوتييه بأنهما لا يحظيان بنصيبهما الكافي من الاهتمام بشكل خاص بسبب مدى وضوح ومباشرة علاقتهما الرومانسية، على رغم أنها من المفترض القصة المحورية للفيلم. يبدو باركر مدركاً لهذا الأمر إلى حد ما، مع الأخذ في الاعتبار أنه سلك الطريق الأسهل وأقحم بيلي لورد في هذا المزيج، في دور صديقة ديفر المقربة من أيام الدراسة. إنها في الواقع تلعب الشخصية الحيوية نفسها التي تخطف المشهد والتي أدتها في فيلم "بوكسمارت" Booksmart عام 2019: مضحكة بشكل هستيري بينما تحمل في يديها دائماً كأسين في الأقل من الكوكتيلات ذات الألوان الصارخة، كما يقدم لوكاس برافو، بطل مسلسل "إميلي في باريس" Emily in Paris، ردود فعل كوميدية مناسبة تماماً في دور الطيار الفرنسي بول، صديق جورجا.
يوفر لورد وبرافو معاً نقيضاً محورياً لأسلوب روبرتس وكلوني الكوميدي المعقد. إنهما العناصر الصحيحة، ويستخدمها المخرج باركر بالمقدار المطلوب. إنه مقدار كاف (تقريباً) لتبرير حقيقة أن الفيلم ينتهي بصورة ثابتة لأبطاله وهم يقفزون.
يبدأ عرض فيلم "تذكرة إلى الجنة" في دور السينما الثلاثاء 20 سبتمبر (أيلول).
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 17 سبتمبر 2022.
© The Independent