الأرجح أن فكرة التحكم بالحمل عبر السيطرة طبياً على القدرة الإنجابية لدى الذكر ليست جديدة تماماً. ويخطر في البال أنها نوقشت كثيراً في سياق "مؤتمر بكين للسكان" في 1995 بالترافق مع مواضيع كالواقيات الذكرية. وبالرجوع إلى تلك الأيام، يظهر أيضاً أن التحكم في القدرة الإنجابية للذكور قد ارتبط بشكل واسع بوباء الإيدز الذي كان حينها، وما زال حاضراً، من أنواع العدوى غير المسيطر عليها بشكل ناجع.
ووفق مقالة نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، يعتقد علماء في الهند حاضراً أنهم صاروا قاب قوسين أو أدنى من صنع حقنة تتحكم بالقدرة الإنجابية لدى الذكر عبر صنع "جدار صد" يحرم الحيوانات المنوية للذكور من القدرة على تلقيح البويضة الأنثوية، إضافة إلى إعطاء بعض المناعة ضد مرض الإيدز. وتتأتى تلك المناعة بصورة أساسية من خفض انتقال فيروس الإيدز عبر السائل المنوي إلى الطرف الاخر في العلاقة الجنسية.
وبحسب "ذا غارديان"، تعتمد الحقنة الذكورية على تقنية تسمى "ريسوغ" Risug، اختصاراً لعبارة "المنع القابل للعكس للحيوانات المنوية الموجودة تحت السيطرة" Reversible inhibition of sperm under guidance . وبصورة مختصرة، تعمل هذه التقنية عبر وضع نوع من الهلام الدهني فوق رأس الحيوان المنوي، مما يلغي قدرته على اختراق البويضة الأنثوية. واستطراداً، فإن الحقنة تتكون من هلام بيولوجي يحقن في القناة الناقلة للحيوانات المنوية التي تعتبر ممراً إجبارياً للحيوانات المنوية. بالتالي، لا تمر تلك الحيوانات التكاثرية إلا وقد اكتست بالهلام، مما يمنعها من اختراق البويضة. واستكمالاً، تشير كلمتا "القابل للعكس" إلى أن حرمان الذكر من القدرة على تلقيح البويضة الأنثوية لا يدوم إلى الأبد، بل يزول بعد حوالى 10 سنوات، وهي الفترة التي يقدر أن الجسم يكون قد عمل أثناءها على امتصاص ذلك الهلام البيولوجي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونقلت الصحيفة ذاتها عن "المعهد الهندي للتكنولوجيا" أن التجارب على هذه الحقنة الذكرية شارفت على الانتهاء مع توقع وصولها إلى السوق خلال العام المقبل.
وكذلك بدا أن هناك تحفظات على هذه الحقنة، على الرغم من أن مفعولها يمكن وقفه ببساطة، وعبر حقنة أخرى، إضافة إلى انتهاء فاعليتها خلال 10 أعوام. وفي الحقنة المعاكسة، يحقن سائل ملحي خفيف يذيب الهلام الذي سبق حقنه في القناة الناقلة للحيوانات المنوية.
ونقلت "ذا غارديان" عن اختصاصية الصحة النفسية في "جامعة دي مونت فورت" البريطانية الدكتورة أماندا ويلسون أنها أجرت بحثاً اجتماعياً عن حقنة التحكم بالقدرة الإنجابية للذكور، فوجدت أنها أكثر قبولاً لدى النساء مما هي لدى الرجال، وهم الفئة المقصودة بتلك المقاربة الطبية أصلاً.
وكذلك أعرب طبيب بريطاني متخصص في الصحة الإنجابية عن قناعته بأن الحقنة المشار إليها آنفاً تشكل إنجازاً إيجابياً، خصوصاً مع تأخر البحوث بشأن ابتكار حبة للرجال تقوم مقام حبوب منع الحمل لدى النساء.