كشفت دراسة حديثة عن أن الآباء الذين يدخنون بالقرب من أبنائهم سيكونون مسؤولين عن زيادة مستوى مخاطر إصابة أحفادهم المستقبليين بالربو بنسبة 75 في المئة.
بالتالي يكون الأولاد الذين تعرض آباؤهم للتدخين غير المباشر (أو ما يُسمى بالتدخين السلبي) أكثر عرضة للإصابة باضطراباتٍ في التنفس عندما يكبرون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول علماء من جامعة ملبورن بأن الخطر يزداد في الحالات التي يكبر فيها الأبناء ليصبحوا مدخنين هم أنفسهم.
ويُعتقد بأن التدخين السلبي يعمل على تغيير الجينات التي تتناقلها الأجيال وتنتقل هذه المتحورات عبر الحيوانات المنوية.
وفي هذا السياق، ذكر المؤلف الرئيس للدراسة جياشينغ ليو: "وجدنا بأن خطر الربو غير التحسسي لدى الأطفال يرتفع بنسبة 59 في المئة إن كان آباؤهم قد تعرضوا للتدخين غير المباشر أثناء طفولتهم مقارنةً بالأولاد الذين لم يتعرض آباؤهم للتدخين. وكان الخطر أعلى، إذ سجل 72 في المئة، في حال تعرض الآباء للتدخين غير المباشر في صغرهم ثم كبروا ليصبحوا مدخنين بأنفسهم”.
وحلل فريق ليو بياناتٍ مستمدة من الدراسة الصحية الطويلة حول الربو (TLHS)، وهي أطول وأشمل دراسة من نوعها التي قامت برصد تنفس المشاركين فيها منذ العام 1968.
وسلطت النتائج الضوء على دور التدخين في إلحاق الضرر بالصحة ليس للمدخنين وأولادهم وحسب، بل بصحة أحفادهم أيضاً بحسب ما أعلن الفريق.
الدكتور دين بوي، المؤلف المشارك في الدراسة، أكد أن: "نتائجنا تُظهر كيف أن الضرر الذي يسببه التدخين بوسعه أن يؤثر ليس في المدخنين وحسب بل أيضاً في أولادهم وأحفادهم. بالنسبة إلى الرجال الذين تعرضوا للتدخين غير المباشر عندما كانوا أطفالاً، تقترح دراستنا أنه ما زال بإمكانهم خفض الخطر الذي ينقلونه إلى أولادهم في حال تجنبوا التدخين".
الدراسة التي شملت 1689 فتىً، قامت بالمقارنة بين أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالربو في سن السابعة.
كما نظرت الدراسة في ما إذا كان الآباء قد نشؤوا مع والدين مدخنين عندما كانوا تحت سن الـ15، أو إن كانوا مدخنين حاليين أو سابقين.
وفي سياق متصل، قال البروفسور شيامالي دارماج، رئيس الدراسة الصحية الطويلة: "ليس بمقدورنا التأكد عن الآلية التي انتقل فيها هذا الضرر عبر الأجيال، ولكننا نعتقد أن للأمر علاقة بالتغيرات الجينية الوراثية. يحدث هذا عندما تقوم عوامل ضمن بيئتنا، كالتدخين مثلاً، بالتفاعل مع جيناتنا لتعديل صياغتها. يمكن أن تتوارث هذه الصيغ المعدلة، بيد أنها قد تنعكس جزئياً مع كل جيل. من المحتمل أن يخلق التدخين تغييرات جينية في الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية عندما يكبر الفتيان. بالتالي يمكن لهذه التغييرات أن تنتقل إلى أولادهم".
في المملكة المتحدة وحدها، تم تشخيص إصابة أكثر من ثمانية ملايين شخص بالربو أو حوالى 12 في المئة من السكان.
ويُعتبر هذا الأمر الحالة الطبية الطويلة الأمد الأكثر شيوعاً لدى الأطفال مع تلقي أكثر من مليون طفل للعلاج. هذا وقد تشمل محفزات الإصابة بالمرض أيضاً عوامل بيئية أخرى كالتلوث.
وفي إطارٍ متصل، أشار البروفسور جوناثان غريغ، رئيس لجنة مكافحة التبغ التابعة للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، الذي لم يشارك في الدراسة إلى أن "الربو هو مرض رئوي شائع طويل الأمد يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء ويستوجب عادةً علاجاً مستمراً. نعرف مسبقاً بأن التدخين والتعرض للتدخين السلبي بوسعه أن يزيد من خطر الإصابة بالربو. وما تقدمه هذه الدراسة ما هو إلا دليل إضافي على الضرر الناجم عن التدخين الذي يمكن أن ينتقل إلى الأبناء وحتى إلى الأحفاد". وأضاف غريغ: "علينا حماية الأطفال من هذا الضرر بوضع إجراءات للحد من التدخين وتقديم الدعم اللازم لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين".
يُشار إلى أنه في المملكة المتحدة، لا يزال 3.7 مليون رجل (15.5 في المئة من السكان) وثلاثة ملايين امرأة يدخنون على رغم تحذير الخبراء من أن التدخين قد يؤدي إلى سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين والربو.
الجدير بالذكر أن نتائج البحث نشرت في "يوروبيان ريسبيراتوري جورنال" (المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي).