عندما افتتحت أحدث حلقة من مسلسل "بيت التنين" House of the Dragon، صُدِمت لرؤية لمحة من المساحات الخضراء. لقد أمضينا معظم الموسم الأول في مدينة "كينغز لاندينغ" المتربة، حيث كان المتنفس البصري الوحيد هو شاطئ البحر الذي تحول إلى مسرح للمعارك حول جزر "ستيبستونز" بين دايمن تارغارين وكورليس فيلاريون.
إلى الآن، يعد "بيت التنين" عملاً عن رجال شقر مهووسين بالسلطة. وتدور أحداثه في قلعتهم ذات اللون البني الداكن.
بالطبع لم يدم شعوري بالراحة طويلاً. فسرعان ما اتضح أننا في منطقة "ذا فيل" شديدة العزلة، وهي موطن زوجة دايمن المهملة ليدي ريا - أو كما سماها دايمن في الحلقة الأولى "عاهرتي البرونزية". يقوم بتحيتها بصمت من تحت عباءة مقنعة، تجعله يبدو مثل "لوك سكايووكر" من أفلام "حرب النجوم" Star Wars أثناء رحلته للعثور على نفسه أكثر من كونه البطل الذي هزم كراغاس دراهر الملقب بـ "مُطعم السلطعون". تسخر ريا الراكبة على حصانها منه: إنها لن تمارس الجنس معه، إنه يخضع لسيطرة فتاة صغيرة جداً في السن والحجم، حتى شقيقه يكرهه، وما إلى ذلك. كان تصرفها فظاً، لكن رد دايمن لم يكن متناسباً على الإطلاق. يقوم بإخافة حصان ريا، الذي يرميها أرضاً بعنف. وعندما يجد السقطة غير كافية، يتناول حجراً كان بقربه ويسحق به جمجمة زوجته حتى الموت.
ضمن مقياس الشر الذي يتراوح بين شرير نوعاً ما إلى شرير محض، كان من الصعب تحديد مكان دايمن تارغارين - رجل مختبئ خلف هالة من الشعر الأبيض الناصع، يؤدي دوره مات سميث الذي لعب شخصية الأمير فيليب في مسلسل "التاج" The Crown. يمكنكم المجادلة بأن شخصيات أخرى كانت تقوم بتصرفات أسوأ - مثل راينيرا ابنة أخ دايمن، وشقيقه الملك فيسيرس - في العمل المبالغ به الذي أنتجته شبكة "أتش بي أو" كتتمة لسلسلة "صراع العروش" Game of Thrones. لكن بعد القتل الوحشي الذي شاهدناه في حلقة الليلة الماضية، من الصعب إثبات أن دايمن رجل يمتلك ضميراً على الإطلاق.
ومع ذلك، في حلقة الأسبوع الماضي فقط، كنا على وشك الاقتناع بذلك (تقريباً)! بعد اصطحاب ابنة أخيه راينيرا لقضاء ليلة في الشرب والفجور، يرفض دايمن ممارسة الجنس معها - وهي خطوة من الممكن أن تكون في صالحه بغض النظر عن العواقب. في حال اكتشف فيسريس ذلك وأجبرهما على الزواج، فسيتمتع دايمن بالسلطة بسبب صلته بالملكة. أما إذا دمرت الأنباء عن المداعبة التي حدثت بينهما سمعة راينيرا، فسيكون الرجل على بعد خطوة واحدة من انتزاع العرش الحديدي والتربع عليه بنفسه. أدرك أنني أعطي رجلاً بالغاً يعني اسمه حرفياً "الشيطان" الكثير من الفضل في عدم ممارسته الجنس مع ابنة أخيه المراهقة، لكن هذه الحادثة تخبرنا عن ويستروس أكثر مما تعبر عني شخصياً.
انصتوا إلي، لا أحد يبدو كشخص جيد عندما يدخل في صراع العروش. ولكن طريقة قتل ريا هي التي وضعت دايمن في وضع لا يمكن استرداده. سيتم الخلط بين موتها وحادثة صيد، ولكن هناك الكثير من الطرق لجعل جريمة القتل تبدو عرضية. يريد دايمن أن تعرف ريا أنه من كان وراء الحادث، فهو يريد قوة تجعلها خائفة. حتى أنه توقف قبل مهاجمتها لفترة كافية حتى تدرك سبب وجوده في المكان - عندما ترك مجالاً في إصبعه لارتداء خاتم زواجه بابنة أخيه، قبل أن يهاجم.
إن شره ليس مفاجئاً تماماً. لقد تعرفنا على غروره المنفلت ونزقه الحاد في وقت سابق من الموسم عندما قتل رسول أحد الملوك لأن الرسالة لم ترق له. ولكن كلما كان سلوك دايمن أكثر وحشية، كلما ازدادت حيرتي من محاولة العمل تصويره على أنه شخصية مركبة إلى حد ما وتتجاوز كونه أخاً صغيراً يشعر بالغيرة.
ما هي أهمية أن تكون مشاعر سفاح المحارم التي يكنها لابنة أخيه حقيقية إذا كان هو أيضاً الرجل الذي أخذها إلى بيت دعارة وعرّضها للدمار؟ ما الذي نفهمه من موقفه الشجاع الأخير في معركة ستيبستونز، إذا كان بإمكانه قتل زوجته من دون أن ينطق بكلمة واحدة؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتخذ "بيت التنين" منحى سيئاً تسلكه عادة القصص الضحلة. إنه يثير أسئلة كبيرة لا يهتم المسلسل بالإجابة عليها. خذوا مثلاً مسألة التحيز الجنسي. لا يؤيد العمل كراهية النساء، ولكنه لا يتناولها كثيراً. يُطلب من المشاهدين الخوض في سُمّيتها لمجرد أنها تخدم الحبكة الدرامية.
وبالمثل، ما معنى أن يعتبر "بيت التنين" أن شخصاً شريراً مثل "دايمن" ليس شريراً خالصاً بنسبة 100 في المئة؟ إذا كان لا يزال قادراً على قتل إنسانة بريئة بطريقة تزيد من الخوف والمعاناة إلى أقصى الحدود، أعتقد أن ذلك لا يعني الكثير.
على الأقل، يمكننا في نهاية الحلقة الخامسة التوقف عن التساؤل حول الجانب اللطيف في شخصية دايمن - فقاتل زوجته المعتل اجتماعياً هذا الذي كان في بعض الأحيان عماً جيداً، لا يزال قاتل زوجة معتلاً اجتماعياً، لا أكثر. لكن ما هو الشيء الذي يمكن التنبؤ به لمصير العالم عندما نعرف أنه لا يزال بطريقة ما أحد أكثر الشخصيات المحبوبة في "بيت التنين"؟
نشرت في "اندبندنت" بتاريخ 19 سبتمبر 2022.
© The Independent