ضرب قصف مناطق في جنوب أوكرانيا، وقال الجيش الأوكراني، في وقت مبكر من صباح الأحد 25 سبتمبر (أيلول)، إن القوات الروسية شنت عشرات الهجمات الصاروخية والغارات الجوية على أهداف عسكرية ومدنية من بينها 35 تجمعاً سكنياً في الساعات الـ 24 الماضية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، في المقابل، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن القوات الأوكرانية قصفت صوامع للحبوب ومستودعات للأسمدة.
سلسلة نكسات
في اُلأثناء، توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت، مباشرة، إلى المواطنين الروس قائلاً لهم إن رئيسهم فلاديمير بوتين يرسل عن علم "مواطنيه إلى الموت".
وقال زيلينسكي بالروسية إن "الحكم الروسي يدرك تماماً أنه يرسل مواطنيه إلى الموت". وأضاف مخاطباً الجنود الروس بعد بضع ساعات من إصدار موسكو قانوناً يشدد العقوبات بحق من يفرون طوعاً "ستعاملون بشكل حضاري. لن يعلم أحد ظروف استسلامكم".
وجاء هذا التصريح بعد ساعات على توقيع بوتين، السبت، تعديلات تنص على عقوبة السجن حتى 10 أعوام بحق العسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة، الأمر الساري حالياً.
وقال زيلينسكي "رفض خطاب التجنيد أفضل من الموت كمجرم حرب في أرض أجنبية"، مضيفاً "الهرب من التعبئة الإجرامية أفضل من الإصابة بالشلل ثم الإدانة في محكمة على المشاركة في حرب عدوانية".
وتابع مخاطباً المواطنين الروس "من الأفضل الاستسلام للجيش الأوكراني على أن تقتلوا بضربات سلاحنا، ضربات منصفة من أوكرانيا التي تدافع عن نفسها في هذه الحرب".
واستبدلت روسيا مسؤول الامدادات اللوجيستية في جيشها، السبت، بعد سلسلة نكسات، فيما تواصل المناطق التي تسيطر عليها في شرق أوكرانيا وجنوبها التصويت لليوم الثاني على خيار ضمها إليها.
مصدوم من إسرائيل
من جهة أخرى قال الرئيس الأوكراني في مقابلة نشرت السبت، إنه "مصدوم" لعدم تزويد إسرائيل بلاده بأنظمة مضادة للصواريخ للمساعدة في مواجهة الهجمات الروسية.
وطلب زيلينسكي هذه الأسلحة منذ فترة وجيزة بعد بدء الحرب في فبراير (شباط) الماضي. وأشار إلى نظام القبة الحديدية الإسرائيلي الذي يستخدم غالباً لاعتراض الصواريخ التي تطلقها فصائل فلسطينية في غزة.
وقال "لا أعرف ما حدث لإسرائيل. أنا بصراحة أشعر بصدمة لأنني لا أفهم لماذا لم يتمكنوا من إعطائنا دفاعات جوية". وأدلى زيلينسكي بهذه التصريحات في مقابلة أجراها مع صحافيين فرنسيين، الأربعاء الماضي. وبث مكتبه تسجيلاً للمقابلة، السبت.
وجاءت تصريحات زيلينسكي أقوى من تلك التي أدلى بها في مارس (آذار) عندما انتقد إسرائيل بسبب إحجامها عن إرسال أسلحة. وقالت إسرائيل في ذلك الوقت إنها ستساعد أوكرانيا قدر استطاعتها من دون الالتزام بتقديم أي شيء.
وتشعر إسرائيل التي دانت الحرب الروسية بقلق من توتر العلاقات مع موسكو صاحبة النفوذ في سوريا المجاورة، حيث تهاجم القوات الإسرائيلية بشكل متكرر الجماعات المسلحة الموالية لإيران.
وقال زيلينسكي "أفهم أن لديهم وضعاً صعباً في ما يتعلق بالوضع مع سوريا وروسيا"، مضيفاً أنه لم يوجه اتهامات. وأضاف "أنا أذكر الحقائق. محادثاتي مع القيادة الإسرائيلية لم تفعل شيئاً لمساعدة أوكرانيا".
التلويح باستخدام النووي
في سياق متصل قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في ساعة مبكرة من صباح الأحد 25 سبتمبر إن تصريحات الكرملين في شأن احتمال استخدام للأسلحة النووية "غير مقبولة على الإطلاق"، وإن كييف لن تستسلم لها.
وقال كوليبا على "تويتر" إن "تصريحات بوتين ولافروف غير المسؤولة في شأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية غير مقبولة على الإطلاق. أوكرانيا لن تستسلم. نحن ندعو جميع القوى النووية إلى التحدث علناً الآن ونوضح لروسيا أن مثل هذه اللهجة تعرض العالم للخطر ولن يتم التغاضي عنها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحت حماية روسيا
على صعيد آخر عبرت رئيسة تحرير قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الحكومية مارغريتا سيمونيان عن غضبها، السبت، من قيام مسؤولي التجنيد بإرسال أوراق استدعاء إلى الرجال الخطأ، مع تزايد الإحباط من التعبئة العسكرية العامة. وأدى الإعلان الأربعاء الماضي، عن أول تعبئة عامة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية لدعم حربها المتعثرة في أوكرانيا إلى تدفق للمواطنين نحو الحدود واعتقال ما يزيد على ألف محتج وعدم ارتياح بين عموم السكان.
وصدرت انتقادات عن مؤيدي الكرملين الرسميين، وهو شيء لم يسمع به تقريباً في روسيا منذ بدء الحرب.
وقالت رئيسة تحرير "روسيا اليوم" عبر قناتها على "تيليغرام"، "تم الإعلان عن إمكانية تجنيد الأفراد حتى سن 35 سنة، في حين تصل استدعاءات لمن هم في عمر الـ 40 سنة". وأضافت "إنهم يثيرون حنق الناس كما لو كانوا يقصدون ذلك وكأنها نكاية. كما لو أن كييف أرسلتهم".
مساحة واسعة
وفي إشارة أخرى نادرة للاضطراب قالت وزارة الدفاع الروسية إن نائب الوزير المسؤول عن اللوجيستيات، الجنرال ديمتري بولجاكوف "انتقل إلى منصب آخر"، وحل محله مسؤول آخر، من دون ذكر تفاصيل.
ويبدو أن روسيا عازمة على ضم مساحة واسعة من الأراضي الأوكرانية الأسبوع المقبل، وفقاً لوكالات الأنباء الروسية الرئيسة. يأتي ذلك في أعقاب ما تصفها بالاستفتاءات التي بدأت، الجمعة، في أربع مناطق محتلة في أوكرانيا.
وتعتبر روسيا رسمياً ملايين المجندين السابقين جنود احتياط، وهم معظم السكان الذكور في عمر القتال. ولم يورد مرسوم الأربعاء الذي أعلن "التعبئة الجزئية" أي معايير لمن سيتم استدعاؤهم.
وظهرت تقارير عن تلقي رجال ليس لديهم خبرة عسكرية أو تجاوزوا سن التجنيد أوراق استدعاء، مما زاد من الغضب الذي أعاد إحياء التظاهرات المحظورة المناهضة للحرب.
وتم القبض على أكثر من 1300 متظاهر في 38 بلدة، الأربعاء. وقالت منظمة "أو في دي - إنفو" المستقلة لمراقبة الاحتجاجات، السبت، إن أكثر من 740 اعتقلوا في ما يزيد على 30 بلدة ومدينة من سان بطرسبورغ وصولاً إلى سيبيريا.
حل عاجل
وفي وقت سابق أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان في الكرملين فاليري فادييف أنه كتب إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو يطلب "حلاً عاجلاً" للمشكلات.
وانتقد منشوره على "تيليغرام" الطريقة التي يتم بها تطبيق الإعفاءات من التجنيد، وتحدث عن حالات تجنيد غير مناسبة، منها لممرضات وقابلات لا خبرة عسكرية لديهن.
وقال فادييف "بعض مسؤولي التجنيد يسلمون أوراق الاستدعاء في الساعة الثانية صباحاً كما لو كانوا يعتقدون أننا جميعاً متهربون من الخدمة العسكرية".
ومنذ الأربعاء الماضي اصطف الناس لساعات للعبور إلى منغوليا أو كازاخستان أو فنلندا أو جورجيا خوفاً من أن تغلق روسيا حدودها، لكن الكرملين يقول إن التقارير عن حدوث هجرة جماعية مبالغ فيها.
ورداً على سؤال للصحافيين في الأمم المتحدة، السبت، عن سبب مغادرة هذا العدد الكبير من الروس بلدهم، أشار لافروف إلى الحق في حرية التنقل.