من بين أنياب الجرافات أنقذت بلدية رام الله منزلاً مهجوراً يعود بناؤه إلى نحو 120 عاماً وحولته إلى فندق صغير "لوكاندة" ضمن مشروع لترميم المنازل القديمة التي تشتهر بها المدينة والحفاظ عليها من الهدم.
ومنذ أكثر من 10 سنوات تعمل بلدية رام الله بوسط الضفة الغربية على شراء المنازل القديمة وترميها بهدف إنفاذها من الهدم لإنشاء مبانٍ سكنية أو مجمعات تجارية.
وتسعى البلدية عبر خططها الاستراتيجية التطويرية إلى الحفاظ على المباني التاريخية من خلال شراء أو استئجار بعضها لحمايتها وترميمها وتشغيلها.
لك يا منازل
ومع أن القوانين المحلية تحمي البيوت التي بنيت قبل عام 1917 من الهدم، فإن الشكوى تزداد من وجود مخالفات هدم لمنازل بنيت قبل هذا العام، إضافة إلى وجود مطالبات متزايدة بتعديل القانون.
وقالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية رام الله رام طوطح إن البلدية تعمل مع وزارة السياحة والآثار على تعديل القوانين الحالية من أجل حماية المنازل القديمة التاريخية من الهدم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت البلدية قد تمكنت من تحويل عدد من البيوت القديمة المهجورة إلى مقار للفنانين ومراكز للزائرين وحدائق عامة، وتعتزم تحويل منزلين قديمين في البلدة القديمة لمدينة رام الله إلى متحف خاص بها على أن يفتتح خلال الأشهر المقبلة.
وتمكنت البلدية من ترميم معظم المنازل في رام الله، كما تعهدت أحد المنازل إثر صدور قرار من المحكمة العليا الفلسطينية بهدمه بعد كان مهجوراً طيلة العقود الماضية، واتفقت مع عائلة فرج صاحبة المنزل على ترميمه وتحويله إلى فندق صغير.
عبق الرواية الفلسطينية
ويجد زائر الفندق الذي تديره الشابة ياسمين عبد، عبق الماضي بين جدرانه المبنية من الحجر الفلسطيني الشهير.
وقال رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس إن مشروع ترميم منزل عائلة فرح يشكل وفاءً للتراث المعماري الفلسطيني، مشيراً إلى أن "ذلك التراث يعبر عن الهوية وجزء من الرواية الوطنية للفلسطينيين".
وأوضح قسيس أن مشروع تحويل المنزل إلى فندق يأتي ضمن سلسلة مشاريع بهدف "تأصيل الارتباط بالماضي، وتأكيد أن التوسع العمراني والحداثة لن تشطب العلاقة مع الماضي".
وقالت ياسين عبدالهادي التي تتولى إدارة "لوكاندة فرح" إن المنشأة تتكون من ثماني غرف فندقية ومطعم ومقهى تم توزيعها في البيت القديم.
وأضافت "هذه أول مرة يتحول فيها منزل قديم إلى (لوكاندة) في مدينة رام الله، وتم استغلال كل ركن في المنزل وتكييفه مع تطورات العصر".