في محاولة للحد من الاحتكاك المباشر بين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي وضعت إسرائيل "سلاحاً ذكياً" فوق حاجز عسكري على مدخل البلدة القديمة لمدينة الخليل، في خطوة حذر الفلسطينيون من خطورتها، بينما أعلنت تل أبيب أنها تهدف إلى "تحسين استعداداتها العملياتية".
وأجرى الجيش الإسرائيلي تجربة على عمل "السلاح الذكي" بعد تركيبه الأربعاء الماضي على حاجز يشهد مواجهات شبه يومية بين الجيش الإسرائيلي والشباب الفلسطيني.
ويؤدي الحاجز المسلح إلى شارع الشهداء الواصل بين شمال البلدة القديمة وجنوبها التي تحتوي على عدد من المستوطنات، ويمنع الفلسطينيون من دخوله إلا بعد إجراءات التدقيق في هوياتهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "استخدام الجهاز تحت الفحص حالياً، وسيستخدم في مرحلة تجريبية لإطلاق الرصاص المطاطي فقط". وأوضح أن تركيب السلاح الجديد يأتي "كجزء من تحسين الاستعدادات العملياتية أمام خارقي النظام بالمنطقة، وأنه يتم فحصه لمعرفة إمكانية استخدامه من أجل تفريق التظاهرات"، مشدداً على أن الجهاز "لا يتضمن استخدام الرصاص الحي، بل المطاطي فقط". يشار إلى أن جنوداً إسرائيليين يتحكمون عن بعد في السلاح بعد تحديد الهدف وقبل ضغطهم على الزناد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في السياق، حذر مسؤول الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في جنوب الضفة الغربية فريد الأطرش من تداعيات تركيب "السلاح الذكي" على حياة الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه سيشكل تهديداً لحياتهم في محاولة لزرع الرعب في قلوبهم بهدف الردع. وأشار إلى أن "السلاح الجديد سيحد من المواجهة المباشرة بين الجانبين في ظل تصاعد هجمات الفلسطينيين المسلحة أو الطعن ضد قوات الجيش الإسرائيلي".
ويرى المحلل العسكري الفلسطيني واصف عريقات أن "تركيب إسرائيل السلاح الجديد في الخليل يجعل من الفلسطينيين حقل تجارب لصناعاتها العسكرية الحديثة التي تدمج فيها الذكاء الاصطناعي". وأشار إلى أن "السلاح سيعمل على تجنيب الجيش الإسرائيلي المواجهة المباشرة مع الفلسطينيين خشية منهم، وأن هذا السلاح محرم دولياً".
وكان الجيش الإسرائيلي قبل سنوات وضع كاميرات للتعرف إلى وجوه الفلسطينيين في ظل احتفاظه بقاعدة بيانات تتضمن صوراً شخصية لهم ورقم بطاقة الهوية والسن والجنس ومكان السكن، بهدف تمكينه من تعقبهم ومراقبتهم.