وجد استطلاع جديد أن غالبية النساء البريطانيات لا يشعرن بالراحة لمناقشة أعراض الدورة الشهرية مع طبيبهن، على رغم المعاناة الكبيرة التي يواجهنها أثناءها.
وكشف الاستطلاع الذي شمل 1000 امرأة من عمر 18 وما فوق ممن لديهن دورة شهرية ولا يخضعن لأي شكل من أشكال تحديد النسل [كحبوب منع الحمل]، أو لأي نوع من العلاج بالهرمونات البديلة، عن أن أقل من خمس النساء (19 في المئة) يشعرن أن بوسعهن مناقشة أعراض دورتهن الشهرية مع طبيبهن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت نصف المستطلعات بأنهن اختبرن بعض أعراض الألم، وكشف عديد منهن عن أنهن اختبرن أكثر من عارض في كل مرة تحدث فيها الدورة الشهرية.
ووجد الاستطلاع الذي أجرته منصة الرصد البيومتري "فورث" Forth بأن غالبية الأعراض التي أبلغت عنها النساء تشمل ألماً في المعدة (35 في المئة)، وتقلب المزاج (30 في المئة)، وألماً في الثدي (27 في المئة)، والإرهاق (27 في المئة).
وقدرت دراسات أخرى بأن أربع من أصل خمس نساء يعانين من ألم الدورة الشهرية، فيما تعاني بين خمسة إلى 10 بالمئة من النساء ألماً حاداً كفيلاً بتعطيل نشاطهن اليومي خلال فترة الدورة الشهرية.
ومن بين اللاتي أفدن بمعاناتهن من أعراض الدورة الشهرية، أشار خمسهن (20 في المئة) إلى أنهن أخذن عدة أيام إجازة من العمل بسبب تلك الأعراض.
نسبة كبيرة من المستطلعات (60 في المئة) أشرن إلى أنهن تعرضن لجلسات استماع انضباطية في عملهن بسبب التغيب عنه، وزعمت أكثر من نصفهن (51 في المئة) أنهن خسرن وظائفهن بسبب أخذ "كثير من الإجازات المرضية المتعلقة بالدورة الشهرية".
بيد أن أكثر من نصف المستطلعات (52 في المئة) قلن أنهن لم يلجأن إلى طبيب أو إلى أي ممارس صحي طلباً للمساعدة، فيما كشفت ثلثهن (28 في المئة) عن أنهن يشعرن بالقلق لعدم أخذ هذا الأمر على محمل الجد.
ففي حين أفادت نصف النساء اللاتي لم يستشرن طبيبهن في شأن أعراض الدورة الشهرية بأنهن تمكن من تدبر أمورهن، اعتبرت حوالى 40 في المئة منهن "أنهن لا يردن أن يشكلن أي مصدر إزعاج".
وفي هذا السياق ومع تحول الحديث عن الدورة الشهرية لدى النساء إلى أمر بعيد جداً من المحظورات في السنوات الأخيرة، دعا عديد من الجمعيات الخيرية الشركات إلى البدء بتطبيق إجازات خاصة للاتي يعانين خلال دورتهن الشهرية.
وفي أيار (مايو) الماضي قال متحدث باسم الجمعية الخيرية المعنية بحقوق النساء أثناء فترة دورتهن الشهرية "بلودي غود بيريود" Bloody Good Period، "علينا أن نتفهم الأمور والتحديات التي تواجهها النساء اللاتي يختبرن الدورة الشهرية في مكان العمل واتخاذ الخطوات لمساندتهن".
وأتت هذه الدعوة بعد أن أصبحت إسبانيا الدولة الغربية الأولى التي تمنح النساء إجازة في فترة الدورة الشهرية في وقت سابق من العام الحالي.
وبالفعل بدأ بعض الشركات في اعتماد هذا النوع من الإجازات في إطار برنامج جمعية "بلودي غود بيريود"، ومن بين تلك المؤسسات مركز سرطان الدم في المملكة المتحدة والصليب الأحمر البريطاني وجمعية سرطان الثدي "كوبافيل" CoppaFeel ووكالة التوظيف "أن كاي دي" NKD.
ومع ذلك قالت سارة بولت الرئيسة التنفيذية لمنصة "فورث" بأن البحث الذي أجرته الشركة يظهر الحاجة إلى مزيد من الوعي في ما يتعلق بصحة النساء، وأضافت بأن الأرقام "تشجع البحث عن علاج لأعراضك بدلاً من المعاناة في صمت".
© The Independent