تجددت الاشتباكات الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان. وفيما قتل ثلاثة جنود أرمينيين، الأربعاء 28 سبتمبر (أيلول)، تعرّضت محادثات السلام بين البلدين للخطر.
وكانت الاشتباكات التي جرت في وقت سابق من سبتمبر الحالي واستمرت يومين قد أسفرت عن مقتل نحو 286 شخصاً من الجانبين قبل التوصل إلى هدنة بوساطة من الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية الأربعاء إن "القوات الأذربيجانية أطلقت قذائف هاون ونيراناً من العيار الثقيل في الاتجاه الشرقي للحدود الأرمينية - الأذربيجانية".
أضافت الوزارة، في بيان، "سقط نتيجة ذلك ثلاثة قتلى من الجانب الأرميني".
"ضرورة مطلقة"
وكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على "تويتر" أن ثلاثة من جنوده قتلوا "في هجوم ضد استقلال أرمينيا وسيادتها وديموقراطيتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع "انسحاب القوات الأذربيجانية ونشر بعثة مراقبة دولية في الأراضي الأرمينية المتضررة من الاحتلال الأذربيجاني والمناطق الحدودية ضرورة مطلقة".
وأودت معارك استمرت ستة أسابيع بين أرمينيا وأذربيجان عام 2020 حول منطقة ناغورنو قره باغ المتنازع عليها بحياة أكثر من 6500 جندي من الجانبين، قبل أن تنتهي بوقف لإطلاق النار بوساطة روسية.
وبموجب الاتفاق تنازلت أرمينيا عن مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها لعقود، ونشرت موسكو نحو ألفي جندي حفظ سلام للإشراف على الهدنة.
تراجع دور موسكو
ومع تراجع دور روسيا على المسرح الدولي بعد هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط)، لعبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دوراً أكبر في عملية التطبيع بين البلدين.
والأسبوع الماضي التقى وزيرا الخارجية الأرميني والأذربيجاني في نيويورك لإجراء محادثات بوساطة من نظيرهما الأميركي أنتوني بلينكن.
أما المفاوضات التي قادها الاتحاد الأوروبي في بروكسل في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، فقد اتفق خلالها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وباشينيان على "دفع المناقشات" بشأن معاهدة سلام في المستقبل.
وتركز المحادثات بين البلدين على ترسيم الحدود وإعادة فتح خطوط النقل، لكن برزت مسألة ضمان ربط النقل البري بين أذربيجان الناطقة بالتركية وحليفتها أنقرة عبر الأراضي الأرمينية كنقطة شائكة أساسية.
وانفصل السكان الأرمينيين في ناغورنو قره باغ عن أذربيجان مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وأعقب ذلك نزاع عسكري أودى بحياة نحو 30 ألف شخص.