أفاد موقع قناة "إيران إنترناشيونال"، الأحد الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، بأن مجموعة القراصنة بكدور (3ackd0or) قامت بتزويد الموقع بمعلومات حول هوية عناصر "دورية الأخلاق" الإيرانية التي اعتقلت الشابة الإيرانية مهسا أميني، ومن بينهم قائد الفريق عناية الله رفيعي. وأرفق الموقع الخبر بصورة لأشخاص عديدين.
وبحسب التقرير، فإن النقيب عناية الله رفيعي، مواليد 1970 من مدينة خدابنده بمحافظة زنجان، كان قائد فريق الشرطة الذي اعتقل مهسا أميني.
والرقيب أول علي خوشنام وند، المولود عام 1995 كان أيضاً في هذا الفريق الذي نقل أميني إلى عربة "دورية الأخلاق"، وولد في قرية خوشناموند في المرتفعات الجنوبية لمحافظة لورستان.
وبرستو صفري، المولودة عام 1986 في كرمانشاه، هي الشرطية التي أوقفت مهسا أميني في الشارع.
وفاطمة قربان حسيني، ولدت عام 1995 في طهران، عميلة أخرى لهذا الفريق الذي اعتقل مهسا أميني.
كسر في الجمجمة
وقبل ذلك، كانت مجموعة الهاكرز "عدالت علي" نشرت رسالة علي أمرائي، مساعد المدعي العام بالفرع الخامس للنيابة العامة 38، إلى محسن بور، رئيس مكتب هذه النيابة، وجاء فيها أنه بحسب الشهود، فقد ارتطم رأس مهسا أميني بالرصيف أثناء محاولة اعتقالها.
وبحسب هذه الرسالة، استجوب مفتشو الشرطة سائقي سيارات الأجرة وحراس متنزه طالقاني وأصحاب المحلات التجارية، وقالوا إن مهسا أميني "قاومت أثناء نقلها إلى السيارة، ونتيجة النزاع ارتطم رأسها بالرصيف". وأن هذه الضربة أدت إلى وفاتها في حجز شرطة الأخلاق بشارع وزراء.
ووفقاً لهذه الرسالة، تظهر نتائج التحقيق أيضاً أن دورية الأخلاق المتمركزة أمام محطة مترو حقاني تعامل الناس في كثير من الأحيان بشكل غير لائق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الأيام الماضية، نشرت المعلومات الخاصة بالمتورطين في قضية مهسا أميني و10 من مسؤولي وموظفي مكتب نيابة الدائرة الثامنة لجرائم الأمن الأخلاقي، بمن فيهم حامد محسن بور قاديكلاني، رئيس مكتب هذه النيابة، من قبل مجموعة قرصنة "عدالت علي".
وفي الوقت نفسه، نشرت هذه المجموعة رسالة حامد محسن بور، نائب المدعي العام، ورئيس مكتب نيابة الدائرة الثامنة لجرائم الأمن الأخلاقي، إلى رئيس قضاة محافظة طهران، والتي طالب فيها بـ"الحماية الجسدية" و"إنشاء مظلة أمن وحماية" لنفسه وتسعة مسؤولين وموظفين بمكتب المدعي العام.
وقد أظهرت الصور الحصرية للأشعة المقطعية لمهسا أميني، التي نشرتها "إيران إنترناشيونال"، كسراً في الجمجمة بالجانب الأيمن من رأسها نتيجة مضاعفات ناجمة عن ضربة مباشرة للرأس.
كما أظهرت هذه الصور وجود إفرازات ودم في رئتيها. وبحسب الأطباء، فإن تراكم السوائل في الرئتين كان نتيجة دخول مهسا أميني في غيبوبة بعد ضربة قوية في الرأس.
وأكدت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني صحة صور الأشعة المقطعية لمهسا أميني المنشورة في "إيران إنترناشيونال"، وكتبت أن متابعة مراسلها لـ"مصادر ذات صلة" تظهر أن هذه الصور تعود لمهسا.
كما أفادت "إيران إنترناشيونال" يوم 20 سبتمبر (أيلول)، نقلاً عن مصدر قضائي مطلع، أن إحدى الكاميرات المطلة على مكان احتجاز مهسا أميني، التي سجلت تعرضها للضرب بالقرب من محطة المترو، تمت إزالتها بأمر من المدعي العام في طهران وتسليمها للقضاء.
الاحتجاجات مستمرة
وما زالت الاحتجاجات الإيرانية مستمرة، حيث شهدت مدن مسيرات ليلية عدة استمرت لفجر اليوم الأحد. كما شهدت مدن أخرى حول العالم تظاهرات تضامناً مع الاحتجاجات الإيرانية، حيث ندد المحتجون بقمع النظام الإيراني.
وكان محمد باقر بختيار، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني أثناء الحرب العراقية الإيرانية، فجر مفاجأة من العيار الثقيل حول وفاة الشابة الكردية مهسا أميني التي أشعل موتها نار الاحتجاجات في البلاد.
فقد أعلن أنه وفقاً للمعلومات الواردة من نتائج فحوص الطب الشرعي، دخلت أميني في غيبوبة وتوفيت بسبب ضربات على الجمجمة.
كما أضاف، أنه تم استئصال الطحال التالف للفتاة من جسدها، بعد نقلها إلى مستشفى كسرى بسبب نزيف داخلي لتتحسن حالتها، لكنها سقطت في غيبوبة بسبب إصابات في جمجمتها، بحسب ما نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال"، الجمعة.
إلى ذلك، أكد أن تلك "المعلومات سربت من داخل النظام من قبل أصحاب الضمير الحي"، بحسب قوله.
اشتباكات على الحدود
وقتل ما لا يقل عن 92 شخصاً في إيران في حملة قمع التظاهرات الجارية منذ أكثر من أسبوعين، وفق حصيلة جديدة أعلنتها اليوم منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقراً.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم، إن "من واجب الأسرة الدولية التحقيق ومنع إيران من ارتكاب جرائم أخرى". وكانت الحصيلة الأخيرة تفيد عن سقوط 83 قتيلاً.
كما قضى خمسة أفراد من الحرس الثوري في الاشتباكات التي شهدتها، الجمعة، محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرقي البلاد، وفق حصيلة جديدة أوردها الإعلام الرسمي، الأحد.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية تحدثت سابقاً عن مقتل زهاء 20 شخصاً بينهم أربعة من قوات الأمن في اشتباكات مع "إرهابيين" في زاهدان، مركز المحافظة الحدودية مع أفغانستان وباكستان.
وأتت الاشتباكات في سيستان بلوشستان التي غالباً ما شهدت مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات متطرفة، في وقت تشهد مدن إيرانية تحركات احتجاجية إثر وفاة أميني.
وأوردت وكالة "إرنا" الرسمية أنه "بوفاة أحد عناصر قوات التعبئة مساء السبت، ارتفع عدد قتلى الحرس الثوري في الحادث الإرهابي الذي وقع في زاهدان الجمعة إلى خمسة". وأضافت، أن عدد جرحى الحرس بلغ 32.
وكان قائد شرطة المحافظة أفاد بتعرض ثلاثة من مراكزها للهجوم، وفق التلفزيون الرسمي الذي أوضح أن الاعتداءات نفذها "مسلحون" وأودت بقائد استخبارات الحرس في المحافظة.
وتقع سيستان- بلوشستان في جنوب شرقي إيران على الحدود مع أفغانستان وباكستان، وهي غالباً ما تشهد مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحة.
وفي حين يرتبط عديد من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها إلى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات جهادية متطرفة تنشط في تلك المنطقة.
وكان من أبرز الأحداث في الأعوام الأخيرة، تفجير في فبراير (شباط) 2019 أدى إلى مقتل 27 عنصراً من الحرس.
وتبنت الهجوم جماعة "جيش العدل" السنية المتطرفة، التي تقول طهران إنها تشن عمليات انطلاقاً من قواعد في باكستان المجاورة.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، السبت، أن "جيش العدل" تبنت الهجوم الأخير على مركز للشرطة، مشيرة إلى مقتل عنصرين بارزين في الجماعة هما "عبدالمجيد ريغي وياسر شه بخش على يد القوات الأمنية" في زاهدان، إضافة إلى "القناص المسؤول عن مقتل قائد استخبارات الحرس" في المحافظة.
ولم تقدم الوكالة تفاصيل إضافية.
وكان إمام الجمعة للسنة في سيستان بلوشستان مولوي عبدالحميد، حذر هذا الأسبوع من توتر في المحافظة على خلفية "قضية حديثة تتعلق بتعرض مراهقة للاغتصاب من قبل رجل شرطة".
ولم تتضح الأسباب المباشرة للتوتر الذي شهدته زاهدان الجمعة، وما إذا كان مرتبطاً بالتحركات الاحتجاجية التي تشهدها مدن إيرانية منذ وفاة مهسا أميني، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران لمخالفتها قواعد اللباس الإسلامي.
وأفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل زهاء 60 شخصاً على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من الأمن.
من جهتها، أوردت منظمات حقوقية خارج إيران مقتل أكثر من 80.
ثورة في الجامعات
وكانت جامعات عدة في مدن إيرانية شهدت، أمس السبت، تظاهرات في إطار حركة الاحتجاج الجارية بالبلاد، فيما أعلنت "رويترز" أنباء عن إضرابات في المنطقة الكردية.
وبحسب "رويترز"، أعلن حساب "تصوير 1500" على "تويتر" الذي يحظى بعدد كبير من المتابعين، أن السلطات احتجزت العشرات من طلاب جامعة طهران خلال تظاهرة. وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، إن بعض المحتجين اعتقلوا في ساحة قرب جامعة طهران.
ونشر حساب "تصوير 1500" أيضاً ما قال، إنه مقطع مصور تم التقاطه عند أبواب جامعة أصفهان، سمع خلاله إطلاق نار. ولم يتسن التحقق من تقارير مواقع التواصل الاجتماعي. وكان موقع إلكتروني حكومي قد أفاد في وقت سابق بإطلاق سراح معظم الطلاب المحتجزين، نقلاً عن متحدث باسم وزارة التعليم.
وأفادت وكالة أنباء "فارس"، السبت، بأن "طلاباً أقاموا احتجاجات في بعض الجامعات ضد تصرف الشرطة إزاء التظاهرات الأخيرة".
وذكرت أن "ساحة انقلاب" بالقرب من جامعة طهران وسط العاصمة شهدت احتجاجات أيضاً، "واشتبكت قوات الشرطة مع المتظاهرين الذين رددوا شعارات، وأوقفت عدداً منهم".
ونشر "مركز حقوق الإنسان في إيران" الذي يتخذ من نيويورك مقراً، مقاطع فيديو على حسابه على "تويتر" تظهر محتجين بجامعة خوازمي في كرج غرب طهران، يصرخون "المدينة تغرق في الدماء، لكن أساتذتنا صامتون"، وفق الترجمة التي وردت في التغريدة.
الشرطة تقمع والعالم يتضامن
وتنفي السلطات أي تورط للشرطة في وفاة الشابة مهسا أميني، وتصف المتظاهرين بأنهم "مثيرون للشغب" و"إرهابيون". وأعلنت اعتقال المئات منهم.
ودعت منظمات حقوقية ومنظمات تضم إيرانيين معارضين في الخارج إلى تظاهرات تضامن بمدن عدة حول العالم في عطلة نهاية الأسبوع.
في روما، سار نحو ألف شخص على قرع الطبول. ونقلت وكالة الصحافة الإيطالية، عن سيمونا فيولا، زعيمة حزب الوسط الصغير "أوروبا" قولها أثناء مشاركتها في المسيرة، "نطالب بالعدالة لمهسا أميني وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلاً عن حرية الاختيار لأخواتنا الإيرانيات".
وفي طوكيو، رفع المتظاهرون صورة مهسا أميني ولافتات كتب عليها "لن نتوقف"، إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن.
ووسط برلين، تجمع قرابة ألف شخص تحت شعار "نساء، حياة، حرية". ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من الإيرانيين، لافتات كتب عليها "كونوا صوتنا"، و"أزيلوا وانينكم عن جسدي".
وقال الموفد الأميركي إلى إيران روبرت مالي على "تويتر"، "حان الوقت كي يسمع الزعماء الإيرانيون هذه الدعوة العالمية ويضعوا حداً للعنف ضد شعبهم". وتدين المنظمات غير الحكومية القمع الذي تمارسه قوات الأمن وموجة الاعتقالات منذ بداية الاحتجاجات.
وأفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية بأن نحو 60 شخصاً قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما تحدثت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقراً لها، عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً.
كذلك، أفادت السلطات عن اعتقال أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 سبتمبر (أيلول)، بينما أشارت منظمات غير حكومية إلى اعتقال ناشطين ومحامين وصحافيين أيضاً.