أبدت إسرائيل موافقة أولية، الأحد الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، على مسودة اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان من شأنه أن يؤدي إلى تقاسم الأرباح المحتملة من إنتاج الغاز من منطقة محل نزاع في البحر المتوسط.
وفي مسعى لنزع فتيل أحد أسباب الصراع بين الجانبين، قدم المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الأسبوع الماضي مسودة مقترح جديد يمهد الطريق لاستكشاف الطاقة في البحر المتوسط.
وبعد سنوات من الدبلوماسية المكوكية المتقطعة، يبدو أن التوصل إلى اتفاق أصبح أقرب من أي وقت مضى. وبينما تواصل بيروت دراسة المسودة التي جاءت في عشر صفحات، ولم يعلن عن تفاصيلها بعد، وصفت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران المسودة بأنها خطوة مهمة جداً، بينما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنها "إيجابية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن الموافقة الإسرائيلية على المسودة تتوقف حالياً على المراجعة القانونية.
وأوضح في تصريحات بثها التلفزيون "لكن مثلما تمسكنا من اليوم الأول المقترح يصون كامل مصالح الأمن القومي لإسرائيل، فضلاً عن مصالحنا الاقتصادية".
وبدا أن لبيد يشير إلى ترتيب سيتم من خلاله إنتاج الغاز من جانب شركة بموجب ترخيص لبناني في منطقة قانا المتنازع عليها، مع حصول إسرائيل على حصة من الإيرادات.
وقال "لا مانع لدينا من تطوير حقل غاز لبناني إضافي، سنتلقى منه بالطبع عائدات، ومن شأن مثل هذا الحقل أن يقلل الاعتماد اللبناني على إيران ويكبح جماح حزب الله ويحقق الاستقرار في المنطقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرأس لبيد المنتمي إلى تيار الوسط حكومة لتصريف الأعمال تمهيداً للانتخابات العامة المقررة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويقول منافسه رئيس الوزراء السابق اليميني بنيامين نتنياهو إن الاتفاق قد يعود بالنفع على "حزب الله"، واتهم لبيد بالتهرب من عرض المسودة على الكنيست لمراجعتها.
ولمح نتنياهو إلى أنه قد يطيح الاتفاق إذا ما أعيد انتخابه، إذ كتب اليوم الأحد على "تويتر"، "لن نكون ملزمين بهذا الأمر الواقع".
وأقر وزير العدل في حكومة لبيد جدعون ساعر بأنه يتم بشكل عام عرض مثل هذه الاتفاقات على الكنيست.
إلا أن ساعر ذكر لـ"راديو كان" أن "هناك حالات استثنائية إذ -وهذا يتطلب موافقة وزير العدل- يتم الاستثناء من العرض الإلزامي".
وسبق أن خاض "حزب الله" حرباً مع إسرائيل عام 2006، إلا أنه ونظراً إلى الوضع المتدهور الذي يعانيه الاقتصاد اللبناني تعهد بالتزام ما توافق عليه بيروت في المحادثات غير المباشرة.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية عن المسؤول البارز في "حزب الله" محمد رعد قوله "ندعم الموقف اللبناني من أجل أن ننقذ حقنا في ترسيم حدودنا البحرية، ومن أجل أن نستثمر غازنا الذي هو ملك لأجيالنا وأبنائنا".