أعلنت الحكومة الإيطالية أن مدينة فلورنسا ستستعيد قريباً لوحة فنية هولندية مشهورة تصور طبيعة صامتة، كانت قد نهبتها القوات النازية في الحرب العالمية الثانية.
تحمل اللوحة، التي رسمها الفنان جان فان هيسوم بالزيت، اسم "إناء الزهور"، و يُعتقد أن قيمتها تبلغ ملايين الدولارات. واللافت أنها عُرضت أصلاً في فلورنسا عام 1824 وذلك بعدما اشتراها الدوق الكبير ليوبولد الثاني ليضمها إلى مجموعته.
وبعد قرن ونيف، استولت القوات النازية عام 1943 على اللوحة التي نُقلت في نهاية المطاف إلى ألمانيا، حيث ظهرت مرة أخرى بعد إعادة توحيد ألمانيا عام 1991 ضمن مجموعة أعمال تقتنيها عائلة هناك.
تأتي العودة المرتقبة للوحة إلى إيطاليا بعد نزاع طويل مع أحفاد الجندي النازي مجهول الهوية، إذ تردد أنهم طلبوا ما يصل إلى مليوني يورو مقابل العمل الفني. وذكرت صحيفة دي تسايت الألمانية أن الحكومة الألمانية دخلت على خط النزاع للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لإعادة اللوحة إلى فلورنسا، لكن لم يُعرف حتى الآن ما إذا كان أسرة الجندي النازي ستحصل على تعويض مالي لقاء ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من ناحيته، قال إيكي شميدت، وهو مدير غاليري أوفيزي في إيطاليا "وأخيراً هاهو العمل الفني إلى مكانه الأصلي بعد 75 عاماً. كانت المعركة صعبة، واليوم هو يوم انتصار كبير لإيطاليا بأكملها".
ودعا شميدت، وهو نفسه ألماني الجنسية، إلى إعادة العمل الفني إلى فلورنسا، قائلاً إن " الواجب الأخلاقي" لالمانيا يفرض عليها أن ترده.
في هذه الأثناء، ذكر بيان نشرته وزارة الخارجية الإيطالية على موقعها الإلكتروني ا أن وزيري خارجية إيطاليا وألمانيا سيسافران إلى فلورنسا لتسليم اللوحة بشكل رسمي.
يُذكر أن كل الجهود لاستعادتها عبر القنوات القانونية قد باءت بالفشل، حتى الآن، ولاسيّما ان الحكومة الألمانية أشارت سابقاً أنها لاتستطيع التدخل في هذه المسألة. ويُعتقد أن محاميْ الحكومة الألمانية جادلوا أن اللوحة لم تُنهب في عداد المقتنيات والأشياء التي صادرها النازيون بشكل منظّم، ولكن سرقها جندي لم يكن له حق في توريثها إلى أحفاده.
تجدر الإشارة إلى أن ثمة صورة بالأبيض والأسود للوحة معلقة في غاليري أوفيزي وبجانبها كلمة "مسروقة" باللغات الإنكليزية والألمانية والإيطالية.
وكانت اللوحة معلقة أصلاً في قصر بيتي بفلورنسا بين عامي 1824 و 1940، عندما نُقلت إلى قرية قريبة بعد اندلاع الحرب.
تغطية إضافية من الوكالات
© The Independent