لحسن الحظ، يبدو أن المملكة المتحدة قد نجحت في اجتياز الموجة الخامسة من إصابات "كوفيد-19"، على رغم أن عدداً من الخبراء ما زالوا يخشون من وصول موجة أخرى الخريف الحالي ما لم تتخذ التدابير الوقائية المناسبة.
بالعودة إلى الصيف، شهدت البلاد ارتفاعاً نسبته 43 في المئة في إصابات "كورونا"، تحديداً في بداية يونيو (حزيران)، ومرد ذلك على ما يبدو إلى أن الناس تجمعوا في احتفالات استمرت أربعة أيام طوال عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة "اليوبيل البلاتيني" لجلوس الملكة إليزابيث الراحلة على العرش.
مدفوعة بـ"بي أي. 4" (BA.4) و"بي أي.5" (BA.5)، المتحورتين المتفرعتين من "أوميكرون"، السلالة التي سرعان ما انتشرت في مختلف أنحاء المملكة المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2021 ويناير (كانون الثاني) 2022 قبل أن تتراجع تدريجاً- مضت الحالات قدماً في الارتفاع حتى بلغت ذروتها عند نحو 4.6 مليون حالة في منتصف يوليو (تموز) قبل أن تبدأ بالانخفاض شيئاً فشيئاً.
وبينما مر سبتمبر (أيلول) الماضي على بريطانيا وهي أفضل حالاً بأشواط في ما يتصل بعدوى "كورونا"، إذ سجلت نحو 145 ألف إصابة فقط يومياً وفق برنامج "زوي هيلث ستادي" ZOE Health Study البريطاني المتخصص بتتبع أعراض "كوفيد" والبيانات المتعلقة به، كان الارتفاع الأخير في الحالات بمثابة تذكير جاء في وقته المناسب بأن "كوفيد" لم يندحر بعد، وأنه ما زال علينا أن نتوخى الحيطة والحذر نظراً إلى أن طفرات جينية جديدة من الفيروس ما انفكت تظهر حول العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عليه، قوبلت إجازة الجرعة التحصينية الجديدة المضادة لمتحورة "أوميكرون" التي أطلقتها "موديرنا" بترحيب كبير في المملكة المتحدة، إذ من شأن الجرعة أن تؤدي في نهاية المطاف دوراً مهماً في أي حملات تطعيم أخرى تشهدها الأيام المقبلة.
من هذا المنطلق، نلقي في ما يلي نظرة إلى بعض الأعراض الأكثر شيوعاً التي يواجهها المصابون بسلسلة "أوميكرون" أو المتحورتين المتفرعتين منها حتى لو كانوا تلقوا الجرعات التحصينية اللازمة كافة، ونتطرق إلى مؤشرين تحذيريين ينبئان مبكراً بالتقاط العدوى.
الأعراض الأكثر شيوعاً لدى المصابين الذين تلقوا الجرعات المطلوبة
في النرويج، أجرى عدد من الباحثين دراسة طرحت أسئلة على 111 شخصاً من بين 117 ضيفاً كانوا حضروا إحدى الحفلات التي أقيمت في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، في خضم تفشي "أوميكرون".
وضمن هذه المجموعة التي قدمت إجابتها عن الأسئلة، كان لدى 66 شخصاً إصابة مؤكدة بـ"كوفيد-19"، في مقابل عدوى محتملة لدى 15 شخصاً.
من بين المشاركين البالغ عددهم 111 شخصاً، كان 89 في المئة قد تلقوا جرعتين من لقاح مصنوع بتقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال [اختصاراً "أم آر أن أي" mRNA في إشارة إلى نوع الحمض النووي الوراثي الذي تستند إليه]، ولكنهم لم يأخذوا أي جرعة تحصينية معززة.
في النتائج التي نشرتها "يوروسورفيلنس" Eurosurveillance، المجلة المتخصصة بالأمراض المعدية وعلم الأوبئة، تبين أن مجموعة المشاركين الذين تلقوا كامل تطعيماتهم ممن ارتادوا الحفلة ظهرت لديهم ثمانية أعراض رئيسة.
واجه هؤلاء سعالاً متواصلاً، وسيلاناً في الأنف، وتعباً، والتهاباً في الحلق، وصداعاً، إضافة إلى أوجاع في العضلات، وارتفاع حرارة الجسم، والعطس.
ووجدت الدراسة أن الأعراض الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص الملقحين اشتملت على السعال وسيلان الأنف والإرهاق، في حين كان العطس والحمى أقل شيوعاً.
كذلك يضيف خبراء في الصحة العامة الغثيان إلى قائمة الأعراض هذه لدى الملقحين الذين التقطوا عدوى متحورة "أوميكرون".
على رغم أن اللقاح يدرأ الأخطار الأكثر جدية التي يطرحها الفيروس، تبقى الإصابة بـ"كوفيد" واردة حتى لو أنك أخذت الجرعتين الأوليين المطلوبتين وجرعة تحصينية معززة أخرى.
ولكن لما كانت وطأة الأعراض المذكورة آنفاً تبقى معتدلة يكون عسيراً على الأشخاص معرفة ما إذا كانوا مصابين بالفيروس نفسه أو بنزلة برد عادية.
في هذا الصدد، يكشف البروفيسور تيم سبيكتور، المسؤول عن برنامج "زوي سمبتوم ستادي"، عن أن نحو 50 في المئة من إصابات "نزلات البرد الجديدة" السائدة حالياً هي عدوى "كوفيد" في الحقيقة.
مؤشران مبكران ينذران بعدوى "أوميكرون"
يشير عدد من خبراء الصحة إلى عارضين بارزين، هما التعب ونوبات من الدوار/ الإغماء، من شأنهما أن ينذرا بأن فحوص الكشف عن الفيروس ستحمل قريباً نتائج موجبة (تأكيد الإصابة).
وبالنسبة إلى الإرهاق، نجد أنه لا ينحصر بالشعور بالتعب فحسب، إنما يتعداه إلى مكابدة أوجاع جسدية تعزى إلى التهاب العضلات أو ضعفها، فضلاً عن الصداع، وحتى تشوش النظر وفقدان الشهية.
كان الإرهاق أحد الأعراض الرئيسة التي تسببت بها متحورة "أوميكرون" عند تفشيها في جنوب أفريقيا، على ما قالت الدكتورة أنجيليك كويتزي، علماً بأنها طبيبة في القطاع الطبي الخاص ورئيسة "الجمعية الطبية لجنوب أفريقيا".
في الواقع، تحدثت 40 في المئة من النساء عن مواجهتهن التعب نتيجة "كوفيد" في مقابل الثلث في أوساط الرجال، وذلك وفق استطلاع نهض به الموقع الإلكتروني "ويب أم دي" WebMD المتخصص بالمعلومات الصحية، الذي سأل مجموعة من المستخدمين عن عدد المرات التي شعروا فيها بالتعب في الفترة الممتدة من 23 ديسمبر إلى 4 يناير الماضيين.
أما العلامة الثانية التي تنذر بإصابتك بمتحورة "أوميكرون" فتتمثل بالدوار أو الإغماء.
وأشار تقرير ألماني صدر حديثاً إلى علاقة بين مواجهة نوبات إغماء و"أوميكرون"، وذلك بعد أن وجد أطباء في برلين أن "كورونا" تسبب في حالات إغماء متكررة لدى مريض يبلغ من العمر 35 سنة استدعت حالته دخول المستشفى.
وذكرت الصحيفة الألمانية "آرزتزيتونغ"Ärztezeitung أن الأطباء يلاحظون "صلة واضحة" بين عدوى "أوميكرون" ومعاناة نوبات من الإغماء.
© The Independent