Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حضور باهت لـ"حلوى المولد" في مصر بسبب مرارة الأسعار

الركود يسيطر لتزامن الحدث مع بدء العام الدراسي والظروف الاقتصادية

منطقة باب البحر بالقاهرة تعد معقل صناعة حلوى المولد في مصر (أ ف ب)

على مدار أكثر من ألف عام عرف المصريون حلوى المولد التي تصاحب أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وعلى مر العصور أبدع المصريون في صناعتها وطوروا في أنواعها، فإنها لا تزال تحتفظ بطابعها التقليدي على رغم كل التطورات، فالملبن بأنواعه وأقراص السمسمية والحمصية والفولية والمكسرات بقيت مسيطرة وسائدة على مدار السنوات.

والمولد النبوي في مصر يعد واحداً من أهم الاحتفالات الدينية التي تحظى بطابع شعبي كبير، وتسبقها مظاهر كثيرة، متمثلة في شوادر حلوى المولد التي تنتشر في المناطق الشعبية والمحافظات، والأنوار التي تضاء على ساحات المساجد الكبرى التي تقام فيها ليال للاحتفالات يقرأ فيها القرآن وتنشد المدائح في وصف الرسول، كما تظهر عروسة المولد والحصان، وهما بمثابة "العلامة الفولكلورية" الحصرية للمصريين.

إلا أن هذا العام وبفعل الغلاء والأزمات الاقتصادية المتعاقبة، تراجعت مظاهر المولد النبوي، وبدت أقل من المعتاد كل عام، فتكاد تكون الشوادر الخاصة ببيع الحلوى محدودة جداً ومقتصرة على الأماكن الشعبية مثل منطقة السيدة زينب ومنطقة باب البحر بالقاهرة التي تعد معقل صناعة حلوى المولد في البلاد لما تضمه من مصانع وباعة متخصصين في هذا الشأن.

حالة الركود لها أسباب متعددة، لكن السبب الرئيس هو غلاء الأسعار الذي طاول كل شيء، إضافة إلى تزامن المولد النبوي مع بدء العام الدراسي منذ أيام وإنفاق الأسر أموالاً طائلة لشراء المستلزمات الدراسية.

أسعار متفاوتة

هناك تفاوت كبير في أسعار حلوى المولد تشهده السوق المصرية، إلا أن الارتفاع في الأسعار يغلب على المعروض هذا العام، مع ضعف الإقبال على جميع المستويات، فسواء كانت متاجر فاخرة تقدم علباً قيمة باهظة الثمن من حلوى المولد، أم أخرى تقدم أسعاراً متوسطة، ومناطق شعبية توفر الحلوى بأسعار أقل، يجمع الغالبية العظمى من المشترين على تخفيض بند حلوى المولد هذا العام لأقصى حد والاكتفاء بشراء شيء رمزي مراعاة للعادة السنوية.

يصل في المتوسط سعر علبة حلوى المولد ذات الحجم المتوسط إلى تقريباً 200 جنيه (نحو 11 دولاراً أميركياً) بينما تصل الأحجام الكبيرة إلى 500 جنيه (27 دولاراً أميركياً)، ويزداد سعر العلب الفاخرة منها بحيث يمكن أن يصل إلى أضعاف السعر بحسب الطلب، ويتيح كثير من المحلات للزبائن تشكيل علبتهم بالحلوى المفضلة لديهم بحيث يختار الزبون الأنواع التي يفضلها بالكميات التي يريدها، وهذا الخيار أصبح غالباً هو المفضل لدى كثير من الناس.

حلوى بأسعار مخفضة

مواكبة لحالة ارتفاع الأسعار حرصت وزارة التموين والتجارة الداخلية على طرح حلوى المولد في منافذ المجمعات الاستهلاكية بتخفيضات تتراوح بين 20 و25 في المئة، حيث توفرت عبوات حلوى المولد بثلاث فئات، الأولى فئة كيلو بسعر 65 جنيهاً (3.5 دولار أميركي)، والثانية 2 كيلو بسعر 135 جنيهاً (سبعة دولارات أميركية)، والأخيرة وزن ثلاثة كيلو بسعر 220 جنيهاً (12 دولاراً أميركياً)، وتحتوي على عدد قطع يتراوح بين 35 حتى 55 قطعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من داخل واحد من محال الحلوى بالقاهرة يقول حسين أحد الباعة لـ"اندبندنت عربية" إن "الإقبال هذا العام أقل بكثير من المعتاد، ويرجع هذا بالطبع إلى الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار، فحركة البيع محدودة ويشتري الناس كميات قليلة على سبيل العادة وإدخال السعادة على الأطفال الذين ينتظرون هذه المناسبة سنوياً، فخلال الأيام السابقة للمولد النبوي يكون الزحام شديداً والإقبال كبيراً، أما هذا العام فحركة البيع ضعيفة ونأمل أن تزداد نسبياً في اللحظات الأخيرة".

ويضيف "حركة البيع خلال هذا الموسم لم تكن تقتصر على الأفراد والأسر فقط، وإنما كان هناك كثير من الشركات تطلب إعداد العشرات من علب حلوى المولد لتوزيعها على العاملين بهذه المناسبة، إلا أن هذا العام يكاد يكون قد انعدم هذا الأمر بسبب الظروف الاقتصادية التي يعانيها الجميع، والتي تدفع الأفراد والمؤسسات لتخفيض النفقات لأقل حد ممكن".

بينما تقول أسماء (38 عاماً)، وهي أم لطفلين "قررنا هذا العام شراء كمية محدودة من حلوى المولد على سبيل إدخال السعادة على الأطفال كعادة نحرص عليها دائماً، بسبب غلاء الأسعار وبدء الدراسة بكل ما تطلبته من مصروفات".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات