هل أثرت الألعاب الإلكترونية في متابعة الشباب لكرة القدم؟

استطاعت الألعاب الإلكترونية أن تستحوذ على اهتمام الشباب في الآونة الأخيرة، نظراً إلى التطورات المميزة التي تجريها الشركات الخاصة بإنتاج هذه الألعاب.

وظهرت ألعاب الفيديو قبل ما يقارب 30 عاماً فكانت حينها وسيلة تسلية بسيطة جداً تعتمد على الرسوم المتحركة، إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً بسبب قدرتها على الترفيه والتسلية ومع التطورات على مدى الأعوام الماضية استطاعت أن تجذب اهتمام الفئات العمرية كافة.

وتحولت أنظار الشباب صوب هذه الألعاب، نظراً إلى قدرتهم خلالها على التشارك مع غيرهم في أنحاء العالم كافة وبناء فرق خاصة بهم من لاعبيهم المفضلين من أجل تحقيق الانتصارات.

وأصبحت ألعاب الفيديو أقرب إلى العالم الحقيقي بسبب المحاكاة والتفاعل والتأثير البصري والصوتي والحركي، إضافة إلى ذلك تنوع الألعاب المطروحة التي جذبت كثيرين إليها لدرجة الإدمان، فمنها ألعاب الحروب وكرة القدم وغيرها من الأشياء التي تثير اهتمام الأطفال والشباب.

لكن هل تأثرت كرة القدم بالألعاب الإلكترونية؟

وعلى رغم وجود الألعاب الإلكترونية إلا أن لعبة كرة القدم لم تتأثر بها، بخاصة أن الجماهير في كل أنحاء العالم لديها شغف كبير بمتابعة كرة القدم التي تعد اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

وهناك دائماً اهتمام بالغ من الجماهير بمتابعة الدوريات الأوروبية الكبرى سواء السكان الأصليين للبلاد أو متابعتها من خلال شاشات التلفزيون من أجل رؤية المنافسة والمتابعة.

إدمان الألعاب الإلكترونية

وتعد الألعاب الإلكترونية أمراً ترفيهياً للشباب لكن الإكثار منها يسبب حالاً من الإدمان وهو ما يحذر منه الأطباء دائماً.

وفي هذا الصدد قال الدكتور نبيل القط، أحد الاستشاريين في الطب النفسي إن الإفراط في لعب الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة يؤثر سلباً في الصحة النفسية للأطفال والشباب سواء اجتماعياً أو شخصياً، وأشار إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت وجود أكثر من 40 في المئة من الطلاب الجامعيين وصولاً إلى درجات مختلفة من الإدمان للألعاب الإلكترونية.

وأوضح أنه ثبت علمياً بأن إدمان الألعاب الإلكترونية لها الأعراض المتعلقة بإدمان المواد المخدرة ذاتها من خلال وجود رغبة مستمرة في استكمال اللعبة مما يؤثر في دوائر المخ وهي الدوائر المتعلقة بمدمن المخدرات ذاتها، إضافة إلى وجود مشكلات جسدية ونفسية خطرة.

ولفت الطبيب إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت أربع طرق يعلم الأهالي من خلالها بمدى إدمان أبنائهم على تلك الألعاب وذلك عن طريق رصد انشغالهم المفرط باللعبة، ومحاولتهم التوقف عنها من دون قدرة على إنهاء ذلك العناء وترك حياتهم الخاصة وإهمال الأصدقاء والعائلة والدراسة.

ويكون التغلب على هذا الأمر بالاتجاه إلى مشاهدة المباريات أو الأفلام من أجل التنويع حتى لا يكون هناك إدمان على الألعاب الإلكترونية.

أما الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي فقال إنه يجب توعية الأبناء بأخطار الألعاب الإلكترونية وتوفير بدائل لهم، لا سيما في الأعمار الصغيرة، وأردف "من دون تأمين بدائل للحاجة التي تشعر الطفل بالسعادة، ستكون هناك مشكلات".