بدأ النمسويون الإدلاء بأصواتهم الأحد، التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، في انتخابات رئاسية يتوقع أن تنتهي بفوز الرئيس الحالي ألكسندر فان دير بيلين بولاية ثانية، إذ يشكل رمزاً للاستقرار في الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي في ظل أزمة الطاقة والتضخم.
ويتصدر فان دير بيلين الذي قامت حملته الانتخابية على شعار الوضوح، نتائج الاستطلاعات متقدماً بفارق كبير على جميع منافسيه الستة.
وقال أستاذ الاقتصاد البالغ (78 سنة)، في آخر تجمع انتخابي أقامه الجمعة "ستكون الأريكة أكبر منافس الأحد"، داعياً النمسويين إلى الإدلاء بأصواتهم.
وأشارت الاستطلاعات إلى أن الرئيس الليبرالي المؤيد لأوروبا سيحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، مما يعني فوزه من الجولة الأولى.
ويحق لنحو 6.4 ملايين شخص من سكان النمسا البالغ عددهم تسعة ملايين، الإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات.
وفتحت مراكز الاقتراع في فيينا ومعظم أجزاء البلاد أبوابها عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش) بينما فتحت بعضها منذ السادسة صباحاً.
وينتهي التصويت عند الساعة 17:00 (15.00 بتوقيت غرينتش)، بينما تصدر أولى التوقعات فور إغلاق مراكز الاقتراع.
وترشح زعيم الخضر سابقاً كمستقل مرة جديدة، بينما أشارت لافتات إلى أنه "الخيار الآمن في فترات الاضطرابات"، في وقت أدى الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع معدلات التضخم على مستوى أوروبا.
لكنه يحظى بالدعم الصريح والضمني من أبرز الأحزاب النمسوية باستثناء "حزب الحرية" اليميني المتشدد الذي قدم مرشحه فالتر روزينكرانز الذي يحتل المرتبة الثانية في الاستطلاعات، مع حصوله على 15 في المئة من نيات التصويت.
كما ترشح للرئاسة مغني البانك روك دومينيك فلازني (35 سنة) مؤسس "حزب البيرة".
وواجه فان دير بيلين الذي يطلق عليه أنصاره "الأستاذ"، معركة صعبة بشكل غير متوقع عام 2016، إذ لم يفز في الاقتراع إلا بعد أن واجه سياسياً من "حزب الحرية" خلال الجولة الثانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن معدلات التأييد لـ "حزب الحرية" تراجعت منذ عام 2019 بعد أن أطاحت فضيحة فساد بالحكومة التي كان الحزب مشاركاً فيها، مما أدى في نهاية المطاف إلى استقالة المستشار حينذاك سيباستيان كورتز عام 2021.
وأفاد المحلل توماس هوفر بأنه من الضروري أن يتجنب فان دير بيلين جولة ثانية، كما حصل عام 2016 عندما كانت الحملة الانتخابية "مثيرة للانقسامات إلى حد كبير وعدائية".
وقالت المحللة السياسية لدى "جامعة فيينا" جوليا بارتيمولر إن فان دير بيلين يمثل "النزاهة والاستقرار، وهو أمر يقدره الناخبون إلى حد كبير في ظل الأزمات العديدة التي تواجهها كثير من الدول الأوروبية حالياً".
وفي حال فوزه سيكون فان دير بيلين أكبر رؤساء النمسا سناً، ويعد منصب الرئاسة هناك ومدته ست سنوات، شكلياً إلى حد كبير.
وولد فان دير بيلين الملقب بـ "ساشا" نظراً إلى أصوله الروسية خلال الحرب العالمية الثانية في فيينا لأب روسي أرستقراطي وأم إستونية فرت من حكم ستالين.
وأجبر وصول الجيش الأحمر بعد عام العائلة على الفرار إلى ولاية تيرول الجنوبية، حيث قضى فان دير بيلين طفولة مثالية.
ودرس الاقتصاد في "جامعة إنسبروك"، ونال الدكتوراه عام 1970 قبل أن يصبح عميد كلية الاقتصاد في جامعة فيينا.