تسعى منظمة "مومَنتَم" (الزخم) المؤيدة لجيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني، إلى دخول التاريخ من خلال إطلاق حملة جديدة لإسقاط بوريس جونسون في الانتخابات العامة المقبلة.
ولبلوغ هذا الهدف، ستشجع المنظمة أعضاءها الذين يقدّر عددهم بـ 40 ألف شخص، على حضور نشاط كبير تقيمه في دائرة بوريس جونسون الانتخابية، التي تضم منطقتي "أوكسبريدج" و"ساوث رويسلِب"، وذلك قبيل الإعلان رسمياً عن تنصيبه زعيما جديدا لحزب المحافظين.
إلى ذلك، قال مقربون من "مومَنتَم" لصحيفة "اندبندنت" إنهم يتوقعون حضور مئات الناشطين إلى دائرة المرشح الأوفر حظاً بالفوز بزعامة حزب المحافظين، في 21 يوليو(تموز) الحالي، وهو التاريخ الذي حُدّد موعداً أولياً لانطلاق الفعالية الرامية إلى جمع الأصوات.
وستعقب هذه الفعالية "عملية استهداف منظمة عبر وسائط التواصل الاجتماعي" الغرض منها إقناع ناخبي المنطقتين بعدم التصويت لصالح محافظ لندن السابق، ممثلهما في البرلمان منذ عام 2015.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يُذكر أن المنظمة استهدفت دائرة جونسون الانتخابية سابقا من دون أن تنجح بإلحاق الهزيمة به، لكنها تؤمن حالياً بأن حظها أوفر بالتغلب عليه، وخصوصاً أن وصوله إلى رئاسة الوزراء بات وشيكاً، ولكونه أصبح "وجها مقيتا لنصف سكان البلاد".
وكانت الأغلبية التي فاز بها جونسون في انتخابات عام 2017 المبكرة، قد انخفضت بما يزيد على 50% عن أغلبيته في الانتخابات التي سبقتهها (من 10,695 إلى 5,034 صوتا) . وعُزي ذلك بالدرجة الأولى إلى زيادة حزب العمال حصته من الأصوات في تلك الدائرة الانتخابية.
في هذه الاثناء، ترى "مومنتم" أنه إذا نُصِّب جونسون زعيما لحزب المحافظين، فإنه سيكون قد فاز بأصغر أغلبية انتخابية نالها أي زعيم بريطاني آخر منذ عهد رامزي ماكدونالد عام 1924. وأكدت المنظمة أن الهدف من نشاطها هو جعل أول رئيس وزراء بريطاني يفقد مقعده البرلماني وهو في سدة السلطة.
تجدر الإشارة إلى أن "أونوارد" ، وهو مركز دراسات استراتيجية يميني التوجه ومقرّب من حزب المحافظين، كان قد أصدر دراسة أوائل العام الحالي، أشار فيها إلى أن نواباً محافظين، بينهم جونسون، مهددون بخسارة مقاعدهم في انتخابات عام 2022 بسبب فشل الحزب في اجتذاب ناخبين الشباب.
من جانبها قالت بيكي بوميلها، وهي عضو سابق في مجموعة التنسيق الوطني لمنظمة "مومنتَم" ، لصحيفة "اندبندنت" لاشكّ في "عدم أهلية جونسون لأي منصب عام، ناهيك عن رئاسة الحكومة.. في انتخابات بيتربَره الشهر الماضي، هزم حزب العمال فجأة حزب بريكست بعد أن حشدت "مومنتم" أكثر من 1000 ناشط لقرع الأبواب وإجراء الاتصالات الهاتفية بالناخبين".
وأضافت بوميلها "نحن سنُطلق حملة لضمان دخول جونسون التاريخ باعتباره أول رئيس حكومة يفقد مقعده البرلماني، وهو على رأس عمله. نجحنا في الانتخابات السابقة بخفض أغلبيته إلى النصف، والآن يقر المحافظون أنفسهم بأن مقعده معرض للخطر بسبب ارتفاع عدد الناخبين الشباب في الانتخابات القادمة".
غير أن السير جون كيرتس، الخبير في استطلاعات الرأي، قال إن حزبي العمال والمحافظين يمران في "ظروف قاسية"، وأضاف "كان إنجاز حزب العمال في الدائرة الانتخابية ممتازا في المرة السابقة، لكنه بقي متخلفا عن حزب المحافظين بـ 100 نقطة، لذلك فإنه لا زال يحتاج إلى تحول في الأصوات لصالحه بنسبة 5 %".
وأشار كيرتس إلى أنه "إذا تأملت ما حدث في انتخابات الاتحاد الأوروبي ومع أخذ الموقع الذي يحتله حزب بريكست حاليا في الإعتبار، فإني أعتقد أن بوريس سيكون قلقا بالدرجة الأولى من حزب بريكست، أكثر من حزب العمال. ولأن حزب العمال حيث هو حالياً، سيبذل حزب بريكست جهودا استثنائية للفوز بالمقعد".
من جانبه، قال علي ميلاني، مرشح حزب العمال الذي سينافس جونسون في الانتخابات العامة المقبلة على مقعد دائرة "أوكسبرج وساوث رويسلب" الانتخابية، إن "مجتمعنا المحلي يستحق نائباً أفضل، وباعتباري من سكان الدائرة، وناشط مجتمعي ونائب عمالي محتمل، من دواعي فخري أن أكون جزءا من حملة تهدف إلى انتزاع المقعد البرلماني من رئيس وزراء معيّن".
© The Independent