أشار أحد العلماء المعاصرين إلى أن عالماً واسع الاطلاع عاش في القرن الحادي عشر، كان أول شخص يدرك مدى تأثير تغير المناخ على الكوكب.
هذا العالم هو شين كو، وكان ينتمي إلى أسرة سونغ الملكية الشمالية في مقاطعة تشجيانغ شمال الصين. وقد دون كو في حينه كيف كشف انهيار أرضي عن تجويف في ضفة نهر في مقاطعة شانشي عام 1088.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ففي تلك المقاطعة لم تكن الظروف مواتية لنمو نبات الخيزران، لكن عندما زارها كو لاحظ أن تلك النباتات "قد تحولت إلى حجارة". واستنتج في حينه أن السبب يعود حتماً إلى تغير المناخ في المنطقة
سايمون كلارك وهو متحدث خبير في العلوم، عثر على مدونات شي كو، فيما كان يؤلف كتابه الذي يحمل اسم "فيرمامينت" Firmament أو "القبة الزرقاء"، ذكر في مقابلة أجرتها معه مجلة "نيو ساينتست" New Scientist (التي تعنى بتغطية العلوم والتكنولوجيا)، أن كتابات كو تعد أول وثيقة مخطوطة حول تغير المناخ في أماكن محددة على مدى فترة من الزمن.
تطورت مفاهيم علم دراسة المناخ في العصور القديمة، Paleoclimatology، في القرن السابع عشر مع روبرت هوك، الذي افترض أن أحفورات السلاحف العملاقة الموجودة في مقاطعة دورسيت جنوب غربي إنجلترا، لا يمكن تفسيرها إلا من خلال وجود مناخ أكثر حرارة حينها.
أزمة المناخ كذلك كانت موضع تركيز كبير مؤخراً بعد أن شهدت بريطانيا إحدى السنوات الأكثر جفافاً منذ عام 1976.
وفي صباح الإثنين الماضي، قام متظاهرون من مجموعة "أوقفوا استخدام النفط" Just Stop Oil (تحالف جماعات تعمل لضمان التزام الحكومة البريطانية إنهاء جميع التراخيص الجديدة للتنقيب عن الوقود الأحفوري وتطويره وإنتاجه في المملكة المتحدة) بالالتصاق بجدار مركز تجاري خارج قصر باكنغهام، للفت الانتباه إلى تسارع ارتفاع حرارة الأرض، الذي تسبب في كثير من الدمار حول العالم.
أحد أعضاء المجموعة ويدعى أليكس دو كونينغ (24 عاماً)، قال لـ"اندبندنت": "نعتزم مواصلة ما نقوم به، إلى أن يتم الإصغاء إلينا. سنبرح مكاننا حتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول). لا بد من وقفة كهذه لحض الجهات المعنية على التغيير [اتخاذ اجراءات تغير واقع الحال]، فنحن لا يمكننا تحمل ما يحدث بعد الآن. إنها الطريقة الوحيدة التي يصنع من خلالها التاريخ [نترك أثراً في التاريخ ونساهم في مساره]".
وختم بالقول إن المناخ في "وضع مزر الآن: 40 درجة مئوية في لندن، حرائق غابات في فرنسا يتم إخمادها بالسماد السائل بسبب نفاد المياه، 27 درجة مئوية في القطب الشمالي حيث تشعر بأن عليك نزع سترتك من شدة الحرارة. إنه حقاً لأمر مرعب".
© The Independent