يفيد باحثون إنّهم طوّروا طريقة تتيح لثلاثة أشخاص التواصل مع بعضهم بعضاً والتعاون من أجل حلّ المشكلات، مستعينين بأدمغتهم فحسب.
يزعم هؤلاء أن نظام "براين نت" BrainNet(ترجمتها حرفيّاً "شبكة الدماغ") الذي صممه فريق باحثين من "جامعة واشنطن" الأميركية، يمثّل أول شبكة للتواصل المباشر بين الأدمغة، ويشكّل خطوة متقدّمة نحو تحقيق التواصل بين البشر من بُعد.
للمرّة الأولى ينجح شخص في إرسال المعلومات وتلقيها باستخدام دماغه فحسب، وفي الوقت نفسه إنه أول نظام يشارك فيه أكثر من شخصين، بحسب الفريق البحثي.
وأشار راجيش راو، الأستاذ في كلية "بول جي ألين" لعلوم الكمبيوتر والهندسة بـ"جامعة واشنطن" الأميركية إلى "إن البشر كائنات اجتماعية تتواصل بعضها مع بعض بهدف التعاون وحلّ مشكلات يعجز كل منها عن فكّ عقدها بمفرده... لقد سعينا إلى معرفة إذا كانت مجموعة من الأشخاص قادرة على التعاون من أجل تذليل العقبات مستخدمة أدمغتها وحدها. هكذا توصلنا إلى فكرة "براين نت"، ومن خلالها يساعد شخصان شخصاً ثالثاً في حل مهمة ما".
شمل البحث، الذي عُرض في تقارير علمية في أبريل (نيسان) الماضي فيما لم تنشره الجامعة المذكورة إلا أخيراً، شخصين يساعدان شخصاً ثالثاً في إيجاد مخرج لمهمة ما باستخدام أغطية رأس إلكترونيّة مترابطة.
تشبه اللعبة التي تضمنتها التجارب لعبة الفيديو "تيتريس" Tetris، إذ يمكن لشخصين، يشار إليهما باسم "المُرسِلين"، متابعة مجرياتها لكنهما لا يسيطران عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك يستطيع الشخص الثالث، أو "المتلقي" بحسب الباحثين، رؤية جزء واحد من اللعبة، من ثم يضطر إلى الاعتماد على المُرسِلين من أجل بث المعلومات المتبقية عبر واجهة "براين نت" المطلوبة لاستكمال اللعبة بنجاح.
جلس كلّ من المشاركين الثلاثة في التجربة في غرفة مختلفة، وكانوا غير قادرين على رؤية أو سماع بعضهم بعضاً، أو التحادث فيما بينهم أيضاً.
في هذا السياق، ذكر المؤلف المشارك في الدراسة أندريا ستوكو إنهم "سعوا إلى إيصال الرسالة إلى المتلقي، بأن استخدموا سلكاً يرسل الإشارات عبر عصا تشبه مضرباً صغيراً وضعت خلف رأس الشخص المتلقي. يحفز هذا السلك جزء الدماغ الذي يترجم الإشارات التي ترسلها العينان".
وأضاف، "في البداية، عمدنا إلى "خداع" الخلايا العصبية الموجودة في الجزء الخلفي من الدماغ كي تبعث إلى الأجزاء الأخرى رسالة تشير إلى أنها تلقّت إشارات من العينين. عندها يتولّد لدى المشاركين إحساس بأن الأقواس أو الأشياء الساطعة تظهر إزاء أعينهم فجأة".
يأمل الباحثون أن تتطور تلك التكنولوجيا بشكل كافٍ كي تتمكّن فرق الباحثين المعنية ببحوث التواصل المباشر بين الأدمغة من العمل سويّة في سبيل إيجاد مخارج للمشكلات التي لا يقوى الفرد على حلّها وحيداً.
© The Independent