قتل خمسة أشخاص أحدهم شرطي كان خارج الخدمة برصاص مسلح أطلق النار عليهم، الخميس 13 أكتوبر (تشرين الأول) في مدينة رالي الأميركية، وألقت الشرطة القبض على مشتبه فيه، وفق ما أعلنت سلطات عاصمة ولاية كارولاينا الشمالية في جنوب شرقي الولايات المتحدة.
يوم حزين
وقالت رئيسة بلدية المدينة ماري-آن بالدوين، خلال مؤتمر صحافي إن شرطة رالي "أكدت سقوط خمسة قتلى أحدهم عنصر في شرطة رالي كان خارج الخدمة". وأكدت بالدوين أن "هذا يوم حزين ومأساوي للمدينة". وأضافت أن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة أشخاص عدة آخرين بجروح لم تحدد عددهم، أحدهم إصابته خطرة.
وبدأ إطلاق النار في درب مخصص للنزهات في هذه المدينة البالغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة وهي عاصمة الولاية. ونشرت أعداد كبيرة من القوى الأمنية للعثور على مطلق النار، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
"رجل شاب أبيض"
وأوضحت بالدوين أن الشرطة طوقت مشتبهاً به في منزل بالمنطقة، وغردت الشرطة بعيد ذلك "أوقف المشتبه فيه" وأوضح اللفتنانت جايسن برونيو أنه "رجل شاب أبيض".
وقال حاكم الولاية روي كوبر خلال مؤتمر صحافي "هذا المساء دق الرعب أبوابنا. وحل الكابوس على رالي. إنه عمل ينم عن عنف مجنون وفظيع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت رئيسة بلدية رالي التي بدا عليها التأثر "علينا بذل المزيد" للقضاء على هذه الآفة، مضيفة "يجب وضع حد لهذا العف المجاني في الولايات المتحدة. علينا التحرك حيال العنف الناجم عن الأسلحة النارية. المهمة هائلة أمامنا. وحزننا هذا المساء هائل".
إطلاق نار
وكثيراً ما تشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار وأعمال عنف أخرى مرتبطة بالأسلحة النارية التي تعتبر قوانين حيازتها وحملها من الأكثر تساهلاً في العالم. وقتل في الولايات المتحدة نحو 49 ألف شخص بالرصاص في 2021 في مقابل 45 ألفاً في 2020. وهاتان الحصيلتان هما الأعلى على الإطلاق في تاريخ البلاد.
وتعني هذه البيانات أن أكثر من 130 شخصاً يموتون في الولايات المتحدة يومياً بالرصاص، أكثر من نصفهم انتحاراً. إلا أن حوادث إطلاق النار التي تحصد كثيراً من الضحايا تطبع الأذهان وتظهر الهوة الأيديولوجية الفاصلة بين المحافظين والتقدميين حول مسألة تجنب وقوع هذه المآسي.
ويشهد تاريخ الولايات المتحدة سلسلة طويلة من حوادث إطلاق النار التي لا توفر أي مكان من الشركات إلى الكنائس والمتاجر والمراقص والمدارس والجامعات.
مجزرة
وكانت مجزرة ارتكبت في مدرسة ثانوية في فلوريدا في 14 فبراير (شباط) 2018، أدت إلى تحرك وطني واسع النطاق بقيادة الشباب خصوصاً للمطالبة بقانون أكثر صرامة لحيازة الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة.
لكن على الرغم من تجمع أكثر من مليون متظاهر لم يقر الكونغرس الأميركي قانوناً طموحا، إذ إن كثيرين من أعضائه يتأثرون بنفوذ الاتحاد الوطني للأسلحة أكبر لوبي أسلحة في البلاد. ويبقى أي تقدم على الصعيد التشريعي في الفترة الأخيرة هامشياً في بلد يعتبر فيه ملايين المواطنين حيازة سلاح حقاً دستورياً أساسياً. وفرض في الفترة الأخيرة تعميم التدقيق بالسوابق القضائية والنفسية للشخص الراغب بامتلاك سلاح.