في شارع بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة يؤدي أطفال ومراهقون في مقتبل العمر حركات رقص كان بعض السكان في القطاع يعتبرونها غير لائقة وغير أخلاقية، لكنهم أصبحوا يرون فيها الآن وسيلة تساعد على التخلص من توتر أعوام الحرب والصدامات.
هذه الحركات التي يطلق عليها "توب روك" و"داون روك" هي جزء من برنامج تدريبي يقدمه المدرب أحمد الغريز الذي يقول إنه يستخدم الرقص كعلاج لمساعدة الأطفال في التخلص من الخوف ومقاومة التوتر.
دفاعاً عن القضية
حصل الغريز البالغ من العمر 32 سنة على شهادة في دراسات ما بعد الصدمة وأمضى سبعة أعوام في أوروبا حيث كان يقدم هو وبعض أصدقائه عروض الرقص التي يقول إنها تدافع عن القضية الفلسطينية، لا سيما قضية غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في البداية كان الناس في المخيم يرفضون أسلوب رقص "الهيب هوب"، حتى أظهر الغريز كيف يمكن للرقص أن يلعب دوراً في إخراج بعض المشكلات اليومية التي يعانيها أطفالهم ويساعدهم على التصدي لها.
وقال الغريز "بعض الأطفال بييجوني بيقولوا إنهم تعبانين. بتلاقيهم زي الذبلانين، وهادا معناه إنه ما عندهم راحة كفاية أو ما بيناموا نوم عميق. فيه أطفال لقيتهم بيجرحوا حالهم (يتسببون في إصابات لأنفسهم) وفيه أطفال انطوائيين بينسحبوا من النشاطات الاجتماعية".
وأضاف "هيك رياضة وهيك حركات بتعمل نوع من الاستقرار النفسي".
ويستخدم الرقص في أنحاء العالم كممارسة علاجية جنباً إلى جنب مع الاستشارات التقليدية وجهود إعادة التأهيل الأخرى التي تهدف إلى تخفيف القلق والاكتئاب والغضب وضغوط ما بعد الصدمة.
أطفال "البريك دانس"
عام 2022 قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن ما يقرب من 500 ألف طفل في غزة بحاجة إلى رعاية نفسية ويشكل الأطفال نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت جنى الشافعي البالغة من العمر 11 سنة "بنخاف وبنظل في الدار وبنخاف من الأصوات اللي بتطلع ومن الزنانات (الطائرات المسيّرة) والحروب"، وأضافت "إحنا نفسيتنا تغيرت مع ’البريك دانس‘، وإحنا بنكيف لما بنيجي هنا وبنلعب مع صديقاتنا وبنغير نفسيتنا".
وأصبحت رقصة "البريك دانس" التي يعتقد عموماً بأنها ظهرت بين الراقصين السود واللاتينيين في نيويورك خلال السبعينيات ظاهرة عالمية مع ظهور ثقافة "الهيب هوب". وسيتم إدراج أسلوب الرقص الذي يتضمن حركات بهلوانية للمرة الأولى كرياضة في أولمبياد 2024 بباريس.