أعلنت روسيا، الأربعاء 19 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها تصدت لمحاولة هجوم نفذتها القوات الأوكرانية بهدف استعادة محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها موسكو في جنوب أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن فلاديمير روجوف وهو مسؤول عينته روسيا في المنطقة "بعد قصف المدينة، بدأت محاولة إنزال... استمرت المعركة لساعات عدة، على الأقل ثلاث إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة".
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من التقرير.
في الأثناء، دعا مسؤول عينته روسيا المدنيين لإخلاء مدينة خيرسون الخاضعة لسيطرة موسكو، في أسرع وقت ممكن لأن القوات الأوكرانية قد تبدأ هجوماً في أي لحظة.
واضطرت القوات الروسية في خيرسون للانسحاب لمسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومتراً على مدى الأسابيع الماضية، وقد يعني ذلك أنها مهددة بأن تصبح عالقة على الضفة اليمنى أو الغربية لنهر دنيبرو.
وقال كيريل ستريموسوف نائب رئيس منطقة خيرسون الذي عينته روسيا إن القوات الأوكرانية "ستبدأ قريباً هجوماً على مدينة خيرسون" التي تسيطر عليها روسيا جزئياً.
وكتب في منشور في وقت متأخر من مساء الثلاثاء على "تيليغرام" "أطلب منكم أن تأخذوا حديثي على محمل الجد وتنفذوه، أسرع إخلاء ممكن".
وفي منشور في وقت لاحق، قال إن الوضع على الجبهة حتى اليوم الأربعاء مستقر لكن لا يزال على المدنيين مغادرة المنطقة إلى الضفة اليسرى بأسرع ما يمكن.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن المدنيين في خيرسون تلقوا رسائل من الإدارة التي عينتها روسيا تبلغهم بأن عليهم مغادرة المدينة.
غروسي لا يستبعد تنفيذ روسيا التهديدات النووية
وفي وقت أقر فيه القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفكين بالضغوط التي تتعرض لها قواته جراء الهجمات الأوكرانية، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنه لا يمكن استبعاد تنفيذ التهديدات الروسية المنفصلة باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، مضيفاً أنه "ليس احتمالاً وشيكاً".
وقال غروسي "من الواضح أنه لا يمكن استبعاد أي شيء، فأنا لست ضمن آلية صنع القرار في ذلك البلد، لكنني أعتقد أنه سيكون إجراء متطرفاً".
وتوقع العودة "قريباً" إلى أوكرانيا، وسط مفاوضات لإقامة منطقة حماية أمنية حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا.
ولعب مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة دور وسيط بين موسكو وكييف في محاولة لإقامة منطقة للأمن والأمان النوويين حول المحطة، التي شهدت انقطاعات في التيار الكهربائي في الأسابيع الماضية بسبب قصف الموقع.
وفي وقت سابق، عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها الشديد إزاء احتجاز اثنين من الموظفين الأوكرانيين العاملين في المحطة، التي تقع في واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمها إليها لكنها تحتلها جزئياً فحسب.
وقال غروسي لوكالة "رويترز"، الثلاثاء 18 أكتوبر (تشرين الأول)، خلال زيارة للأرجنتين "هناك احتمال أن أعود إلى أوكرانيا وروسيا، هذا في الواقع ما اتفقنا عليه من حيث المبدأ. نواصل حالياً المشاورات الرامية إلى إنشاء منطقة الحماية".
ويُنظر إلى المحادثات على أنها ضرورية لتهدئة المخاوف التي تصاعدت منذ أغسطس (آب) من مخاطر قصف المحطة النووية الأكبر في أوروبا أو المناطق القريبة منها. وتبادلت روسيا وأوكرانيا إلقاء اللوم في القصف.
أوكرانيا تدعو خبراء دوليين لفحص مسيرات "إيرانية"
قال دبلوماسيون، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تخطط لطرح قضية نقل أسلحة إيرانية إلى روسيا خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء.
وقال الدبلوماسيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم إن الدول الثلاث التي تعتقد أيضاً أن عمليات النقل هذه تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 2231، أبلغت أعضاء المجلس أنها ستطلب من مسؤول في الأمم المتحدة إطلاع الأعضاء على هذه القضية، وفق وكالة "رويترز".
ودعت أوكرانيا خبراء من الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة إيرانية الأصل تستخدمها روسيا لمهاجمة أهداف أوكرانية في انتهاك لقرار لمجلس الأمن.
وأطلقت روسيا عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية على أوكراني، الإثنين، وأصابت البنية التحتية للطاقة في ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في العاصمة كييف.
وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد -136. وتحركت أوكرانيا، الثلاثاء، لقطع علاقاتها بإيران بسبب استخدام هذه الطائرات.
وقال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في رسالة وزعت على أعضاء مجلس الأمن، الثلاثاء، "نود دعوة خبراء من الأمم المتحدة لزيارة أوكرانيا في أقرب فرصة ممكنة لفحص الطائرات المسيرة إيرانية الأصل التي تم انتشال بعضها من أجل تسهيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".
وتقول الرسالة التي يعود تاريخها إلى 14 أكتوبر (تشرين الأول)، إنه في أواخر أغسطس (آب) شحنت إيران مجموعة طائرات من طرازي "شاهد" و"مهاجر" إلى روسيا، في ما تعتبره أوكرانيا والقوى الغربية الكبرى انتهاكاً للقرار 2231 الذي أيد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
وبموجب القرار، ظل حظر الأسلحة التقليدية على إيران مطبقاً حتى أكتوبر 2020. وعلى الرغم من الجهود الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي انسحب من الاتفاق في عام 2018، لتمديد حظر الأسلحة، رفض مجلس الأمن ذلك مما سمح لإيران باستئناف صادرات الأسلحة.
لكن أوكرانيا والولايات المتحدة تجادلان بأن القرار ما زال يتضمن قيوداً على الصواريخ والتقنيات ذات الصلة تستمر حتى أكتوبر 2023 وقد يشمل تصدير وشراء أنظمة عسكرية متطورة مثل الطائرات المسيرة. وقالت أوكرانيا في الرسالة إن "طائرات مهاجر وشاهد المسيرة تستوفي معايير" القرار 2231 "لأن مداها يمكن أن يصل إلى 300 كيلومتر أو أكثر".
إيران توافق على شحن مزيد من المسيرات لروسيا
وقال مسؤولان ودبلوماسيان إيرانيان بارزان لـ"رويترز"، إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض، إضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة.
وأبرم الاتفاق في السادس من أكتوبر عندما زار النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر واثنان من كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني ومسؤول من المجلس الأعلى للأمن القومي موسكو لإجراء محادثات مع روسيا بخصوص تسليم أسلحة.
وقال أحد الدبلوماسيين الإيرانيين المطلعين على الأمر إن "الروس طلبوا مزيداً من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية ذات الدقة المحسنة، خصوصاً عائلة صواريخ فاتح وذو الفقار".
وأكد مسؤول غربي ذلك قائلاً، إن هناك اتفاقاً بين إيران وروسيا لتقديم صواريخ باليستية قصيرة المدى أرض- أرض، من بينها صاروخ ذو الفقار.
وشجب الدبلوماسي الإيراني تأكيدات المسؤولين الغربيين بأن توريدات الأسلحة تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2015.
وقال الدبلوماسي "المكان الذي تستخدم فيه ليس قضية البائع. نحن لا ننحاز إلى أي طرف في الأزمة الأوكرانية مثل الغرب. نريد إنهاء الأزمة من خلال الوسائل الدبلوماسية".
ونفت إيران تزويد روسيا بطائرات مسيرة وأسلحة أخرى لاستخدامها في أوكرانيا. ونفى الكرملين، الثلاثاء، استخدام قواته طائرات مسيرة إيرانية في مهاجمة أوكرانيا.
ورداً على سؤال عن استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية في حملتها في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الكرملين ليس لديه أي معلومات بهذا الشأن. وأضاف "يتم استخدام معدات روسية تحمل مسميات روسية.... كل الأسئلة الأخرى يجب توجيهها إلى وزارة الدفاع".
خطوات "حازمة"
من جانبه، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ خطوات "عملية وحازمة" لتجعل من الصعب على إيران بيع طائرات مسيرة وصواريخ لروسيا، مضيفاً أن واشنطن لديها من الأدوات ما يمكنها من محاسبة كل من موسكو وطهران.
وخلال لقائه مع صحافيين في إفادة يومية، عزف باتيل عن تقديم مزيد من التفاصيل حول هذه الخطوات لكنه أشار إلى أن واشنطن فرضت بالفعل عقوبات وقيوداً على صادرات البلدين. وأضاف، أن تعزيز التحالف بين روسيا وإيران ظاهرة يجب على العالم أن ينظر إليها باعتبارها "تهديداً بالغاً".
"إفلاس" عسكري وسياسي
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن استخدام موسكو المكثف للمسيرات الإيرانية في الأيام الأخيرة لضرب بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا يعكس "الإفلاس العسكري والسياسي" للقوات الروسية.
وجاء في رسالته اليومية التي يبثها على شبكات التواصل الاجتماعي أن "طلب روسيا المساعدة من إيران يشكل اعترافاً من قبل الكرملين بإفلاسه العسكري والسياسي".
روسيا ستحتاج إلى عامين لإعادة بناء جيشها
ذكر وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال زيارة إلى واشنطن، الثلاثاء، أن روسيا ستحتاج على الأرجح لعامين على الأقل لإعادة جيشها إلى المستوى الذي كان عليه قبل بدء هجومها على أوكرانيا، داعياً إلى مواصلة الضغط على موسكو.
وإذ توقع الوزير الإستوني أن يطول أمد الحرب في أوكرانيا كثيراً، ناشد الغرب الوقوف مع الأوكرانيين إلى أن يحققوا انتصار "العالم الحر".
وفي الوقت الذي لجأت فيه روسيا إلى استهداف أوكرانيا بطائرات مسيرة مفخخة، يعتقد الغرب أنها اشترتها من إيران، قال بيفكور إن معلوماته تشير إلى أن الترسانة العسكرية الروسية تقلصت إلى الحد الذي أصبحت معه القوات الروسية تستخدم صواريخ "أس-300" المضادة للطائرات بديلاً من الصواريخ العادية.
وأضاف أن معلوماته تشير إلى أن بعض الصواريخ الروسية انفجرت قبل أن تبلغ هدفها بسبب تقادمها.
وخلال جلسة مع صحافيين في العاصمة الأميركية قال الوزير الإستوني، إن "هناك اتفاقاً في الآراء بشكل أو بآخر، على أن الأمر سيتطلب من روسيا ما بين سنتين إلى أربع سنين لاستعادة بعض القدرات أو حتى قدرات مشابهة لتلك التي كانت لديها" قبل الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفت الوزير إلى أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا إثر هجومها على أوكرانيا أثرت سلباً بشكل خاص على قدرتها على إنتاج الطائرات وصيانتها لأن هذه العقوبات حرمت موسكو من مكونات رئيسة تدخل في صناعة هذه الطائرات.
وشدد بيفكور على أنه "عندما نتمكن من إيجاد طرق جديدة للتأثير على روسيا من خلال العقوبات، فعلينا بالطبع أن نفعل ذلك".
وفي واشنطن التقى الوزير الإستوني نظيره الأميركي لويد أوستن.
وأشاد أوستن، في بيان بعد الاجتماع، "بإستونيا لدعمها أوكرانيا تتطلع إلى المستقبل".
وأعلن الوزير الأميركي أنه "اتفق مع الوزير بيفكور على ضرورة الحفاظ على دعم قوي (لكييف) في المستقبل".
وحذر بيفكور من أن روسيا لا تزال قادرة على شن هجمات، بما في ذلك ضد دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بلده إستونيا.
في المقابل، قلل الوزير الإستوني من احتمال أن تلجأ روسيا لاستخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا، وهو سيناريو لوح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أعلن ضم أربع مقاطعات أوكرانية إلى بلاده.
وقال بيفكور إن روسيا "أثارت الخوف في أوكرانيا" بالهجمات التي تشنها بأسلحتها التقليدية وبالتالي ليست هناك أي "قيمة مضافة، إيجابية لروسيا" في شن ضربة نووية.
وأكد أنه إذا استخدم الروس السلاح الذري "فسيفقدون مؤيديهم الصامتين مثل الصين أو غيرها".
وضع "متوتر"
ميدانياً، أكد الجيش الروسي، الثلاثاء، أن الوضع في أوكرانيا "متوتر" بالنسبة لقواته أمام هجوم مضاد تشنه كييف، وبخاصة في خيرسون التي يستعد لإجلاء سكانها، إثر عدة انتكاسات كبيرة لحقت به في الشرق والجنوب.
وقال الجنرال سيرغي سوروفكين الذي كُلف إدارة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ 10 أيام، لقناة "روسيا 24" التلفزيونية "يمكن وصف الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر. العدو لا يتخلى عن محاولاته لمهاجمة مواقع القوات الروسية".
وأوضح أن "النظام الأوكراني يسعى لاختراق دفاعاتنا" من خلال حشد "جميع احتياطييه" في الهجوم المضاد.
واعتبر الجنرال سوروفيكين أن الوضع "صعب للغاية" وبخاصة في خيرسون، عاصمة المنطقة التي احتلتها روسيا في الربيع وضمتها في سبتمبر (أيلول) بجنوب أوكرانيا، نظراً للضربات الأوكرانية التي استهدفت "البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية" في المدينة.
وألحقت الضربات أضراراً بمواقع عدة بينها سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء وجسر أنتونوفسكي الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبر وبقية منطقة خيرسون، بحسب المصدر نفسه. ويُخشى أن يؤدي تدمير سد محطة كاخوفكا للطاقة إلى فيضان هائل.
وأوضح الجنرال سوروفكين أن هذه الضربات أدت إلى حدوث اضطرابات بتزويد خيرسون بالكهرباء والمياه والغذاء، مستنكراً "التهديد المباشر لأرواح السكان". وأعلن أن "الجيش الروسي سيضمن قبل كل شيء الإجلاء الآمن للسكان" من خيرسون.
وأشار الجنرال الروسي إلى أن "الإجراءات اللاحقة المتعلقة بمدينة خيرسون نفسها ستعتمد على الوضع العسكري" داعياً إلى "ضرورة المحافظة على أكبر عدد من أرواح السكان المدنيين والعسكريين الروس". وأضاف "نحن لا نستبعد اتخاذ قرار بغاية الصعوبة".