حثت وكالة الطاقة الدولية أوروبا على ضرورة تخفيض استهلاكها من الغاز بأكثر من العُشر لمنع مخاطر تقنين الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع هذا الشتاء.
وقالت الوكالة، إن القارة والمملكة المتحدة بحاجة إلى خفض الطلب على الغاز طواعية بنسبة 13 في المئة من أجل البقاء "آمنة" إذا قطعت روسيا الإمدادات بالكامل. وسيساعد ذلك في ضمان أن تكون مرافق الغاز ممتلئة بنسبة الثلث على الأقل بحلول مارس (آذار) 2023 عندما يكون نظام الطاقة في أكثر حالاته ضعفاً.
وسيؤدي عدم القيام بذلك إلى ترك البلدان عرضة لتقنين الطاقة الصناعية وربما حتى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع الذي يؤثر على الشركات والمنازل في حالة موجة البرد في الشتاء مثل ضربات عام عاصفة "الوحش القادم من الشرق" في عام 2018، التي هبت على أنحاء واسعة من أوروبا وتسببت في هبوط درجات الحرارة إلى -14 درجة مئوية في اسكتلندا، وحصدت أرواح 60 شخصاً.
وتستند توقعات الوكالة إلى سيناريو أسوأ حالة حيث تقوم روسيا بإغلاق الصنابير ولا تستمر واردات الغاز الطبيعي المسال عند مستوياتها المرتفعة الحالية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير عن سوق الغاز "يواجه أمن إمدادات الغاز في أوروبا مخاطر غير مسبوقة مع تكثيف روسيا لاستخدامها إمدادات الغاز الطبيعي كسلاح سياسي".
الحفاظ على مستويات التخزين
ولا يُمكن استبعاد احتمال حدوث انقطاع كامل في توصيلات الغاز الروسي قبل موسم التدفئة- عندما يكون نظام الغاز الأوروبي في أضعف حالاته. وقالت الوكالة "يشير تحليلنا إلى أن الحفاظ على مستويات تخزين كافية حتى نهاية موسم التدفئة، عند 33 في المئة من سعة التخزين العاملة كحد أدنى، سيكون أمراً بالغ الأهمية لشتاء آمن ومأمون".
وأضافت الوكالة أن خفض الطلب على الغاز هذا الشتاء مهم أيضاً لأنه سيضمن أن تكون مرافق التخزين أقل استنزافاً قبل الصيف المقبل، عندما تواجه أوروبا تحدياً جديداً لإعادة تعبئة خزانات الوقود من دون الإمدادات الروسية.
وجاء التحذير في الوقت الذي طلب فيه الرئيس التنفيذي لشركة "ناشيونال غريد"، الشركة البريطانية متعددة الجنسيات لخدمات الكهرباء والغاز ومقرها لندن، من الأسر البريطانية الاستعداد لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي في أبرد أمسيات يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جون بيتريجرو لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن الوضع "غير المحتمل" كان ممكناً في "أعمق الأمسيات وأكثرها ظلمة" إذا فشلت المولدات في تأمين ما يكفي من الغاز من أوروبا خلال ساعات الذروة من 4 مساء إلى 7 مساء.
كما حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن موجة البرد في أواخر الشتاء تظل نقطة ضعف مميتة في نظام الطاقة في أوروبا.
3 سيناريوهات محتملة
وفحص تقرير الوكالة ثلاثة سيناريوهات محتملة- استناداً إلى توفير الطاقة بنسبة صفر و9 في المئة و13 في المئة على التوالي، وكيف ستؤثر على كمية تخزين الغاز المتاحة في حالة حدوث موجة باردة في بداية مارس 2023.
وفي أسوأ السيناريوهات لا يتم تحقيق أي وفورات في الطاقة تقريباً، وواردات الغاز الطبيعي المسال تصبح أقل من المتوقع وأن تقطع روسيا الإمدادات تماماً.
وهذا من شأنه أن يترك مستويات التخزين عند 5 في المئة فقط، مع النقص الناتج في إمدادات الغاز مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع مما يؤثر على المصانع والشركات والأسر.
وإذا ظلت واردات الغاز الطبيعي المسال عند المستويات المرتفعة الحالية، فسيتم تقليل التخزين إلى 18 في المئة، لكن هذا لا يزال منخفضاً بما يكفي لاستلزام تقنين الغاز على نطاق واسع للصناعة وانقطاع التيار المحتمل الذي يؤثر على أجزاء أخرى من المجتمع أيضاً.
ومع ذلك، إذا تم تحقيق وفورات في الطاقة بنسبة 9 في المئة أو 13 في المئة مقارنة بمتوسط الخمس سنوات السابقة، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه يمكن عندئذ تجنب تقنين الطاقة في معظم أجزاء الاقتصاد.
وفي أفضل السيناريوهات، حيث يتم تحقيق وفورات قدرها 13 في المئة ولا تنخفض إمدادات الغاز الطبيعي المسال، ستقف مستويات التخزين عند 45 في المئة عند وصول البرد المفاجئ.
كما ورد أن الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءات "الملاذ الأخير" للحد من أسعار الغاز في حالة حدوث أزمة في الإمدادات. وقالت الصحيفة، إن ذلك سيسمح لبروكسل بفرض "أقصى سعر ديناميكي" للغاز.