قال كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب اليوم الأربعاء، 19 أكتوبر (تشرين الأول)، إن مبعوث ملف الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل، حاملاً نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقعه مسؤولون لبنانيون.
ويمثل الاتفاق الذي أشادت به الأطراف الثلاثة باعتباره إنجازاً تاريخياً، نقطة تحول دبلوماسية هائلة بعد حرب وعداء على مدى عقود، كما أنه سيفتح الباب أمام التنقيب عن الطاقة قبالة سواحل البلدين بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
وأكد بو صعب أن هوكشتاين آت الأسبوع المقبل ومعه نسخة من الاتفاق، لكنه لم يذكر متى سيتم التوقيع.
ويوضح النص أن الطرفين أبلغا واشنطن بشكل مستقل بالموافقة على الاتفاق.
ومن المقرر أن ترسل الولايات المتحدة إخطاراً بعد ذلك للطرفين بأن الاتفاق دخل حيز التنفيذ، ومن ثم ترسل الدولتان إحداثيات ترسيم الحدود الجديدة للأمم المتحدة.
لكن من غير المرجح أن تقام مراسم توقيع تقليدية بحضور زعماء البلدين بالنظر إلى أن لبنان وإسرائيل لا يزالان في حال حرب من الناحية الفنية.
وقال هوكشتاين خلال منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط أمس الثلاثاء، إنه سيزور المنطقة الأسبوع المقبل من دون أن يحدد تواريخ أو وجهات.
وأضاف، "رئيس لبنان ورئيس وزراء إسرائيل سيقرران في شأن التوقيع، وتابعوا ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سيشكل اكتشاف الطاقة على رغم أنه ليس كافياً بمفرده لحل مشكلات لبنان الاقتصادية العميقة، نعمة كبيرة مع توفيره العملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها، وربما في يوم من الأيام يخفف انقطاع التيار الكهربائي.
وقال مسؤول لبناني ومصدر غربي مطلع على العملية إن اللواء عباس إبراهيم المسؤول الأمني اللبناني الكبير الذي التقى أيضاً بالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين مرات عدة أبلغ قيادة "حزب الله" بالمقترحات الأميركية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن المفاوضات أجريت مع القيادة السيادية للبنان ولم تشمل محادثات مع "حزب الله".
وتزايدت الحاجة الملحة إلى مهمة هوكشتاين في يونيو (حزيران) عندما وصل حفار غاز إسرائيلي إلى البحر للتنقيب في حقل كاريش، وهي المياه التي قال لبنان إنها تقع في منطقته الاقتصادية الخالصة.
وفي الثاني من يوليو (تموز) أرسل "حزب الله" ثلاث طائرات مسيرة غير مسلحة فوق حقل كاريش، واعترض الجيش الإسرائيلي الطائرات.
وقال مسؤول أميركي إن "حزب الله" كاد "يقضي على الاتفاق بخطاباته الاستفزازية وأفعاله التي تهدد الحرب، ولا يمكن لأي حزب ولا ينبغي أن يدعي النصر".
السلام لا يزال بعيداً
وقال السياسي جبران باسيل الذي تابع المحادثات عن كثب، إن الحل الدبلوماسي يتطلب من شركة "توتال إنرجي" الفرنسية التي من المقرر أن تقوم بالتنقيب نيابة عن لبنان، إبرام صفقة منفصلة مع إسرائيل تحصل بموجبها على جزء من العائدات متجاوزة أية مشاركة لبنانية.
وقال متحدث من شركة "توتال إنيرجيز" إنه لا تعليق لديهم.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا أسهمت بفاعلية في الاتفاق "لا سيما من خلال نقل الرسائل بين الأطراف المختلفة بالتنسيق مع الوسيط الأميركي".
وعلى رغم تضافر جميع الأطراف للتوصل إلى هذا الاتفاق، لكن السلام لا يزال بعيد المنال بين الدولتين المتنازعتين حول العديد من القضايا.
وبعد مرور أكثر من 16 عاماً على الحرب الأخيرة، يمكن للفوائد التي يتم جنيها من أي إنتاج للغاز أن تساعد في درء الحرب.