عدم النوم لساعات كافية يؤدي إلى تدهور الصحة

يشير بحث إلى أن البالغين الذين تجاوزوا الخمسين من عمرهم وينامون أقل من خمس ساعات في الليلة الواحدة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرضين مزمنين على الأقل.

وتشير الأدلة المستخلصة من البيانات التي صرح بها الأشخاص موضوع البحث بأنفسهم بأن الذين لم يناموا سوى خمس ساعات أو أقل في الليلة كانوا أكثر عرضةً بنسبة 30 في المئة للإصابة بأمراض – على غرار السرطان أو السكري أو أمراض القلب - مقارنةً مع أولئك الذين ينامون لمدة تصل إلى سبع ساعات في الليلة، وذلك على مدى 25 عاماً.

وبناءً على النتائج المنشورة في مجلة Plos Medicine، يوصي الباحثون المشاركون في الدراسة بالنوم لمدة تتراوح بين سبع وثماني ساعات كل ليلة.

وأوضحت الدكتورة سيفيرين سابيا، من معهد علم الأوبئة والصحة بيونيفرسيتي كوليدج لندن، والمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية، وجامعة باري سيتي، وهي أيضاً أحد واضعي الدراسة الرئيسين قائلة: "الاعتلال المتعدد (أي الإصابة بمرضين مزمنين أو أكثر) آخذ في الارتفاع في البلدان ذات الدخل المرتفع حيث أن أكثر من نصف كبار السن يعانون الآن من مرضين مزمنين على الأقل.

يفرض هذا الوضع تحدياً كبيراً على الصحة العامة حيث يرتبط الاعتلال المتعدد بارتفاع نسبة اللجوء إلى خدمات الرعاية الصحية والإقامة في المستشفى والإعاقة. ومع تقدم الناس في السن، تتغير عادات وطريقة نومهم."

وأضافت: غير أنه يوصى بالنوم لمدة تتراوح بين سبع وثماني ساعات في الليلة - لأن فترات النوم التي لا تحترم هذا العدد من الساعات، إن كان زيادةً أو نقصاناً، كانت مرتبطة سابقاً بالأمراض المزمنة الأحادية. وتظهر النتائج التي توصلنا إليها أن مدة النوم القصيرة مرتبطة أيضاً بالاعتلال المتعدد.

وضمن الدراسة، نظر الباحثون في بيانات مدة النوم التي سجلها حوالى 8000 شخص بالغ، تم قياسها لمن هم في سن 50 و 60 و 70.

بالنسبة إلى فئة الأشخاص البالغين 50 عاماً، وجد الفريق أن أولئك الذين ناموا خمس ساعات أو أقل لديهم خطر أعلى بنسبة 30 في المئة للإصابة بالأمراض المتعددة على مدار السنوات الـ25 من المتابعة، مقارنةً مع أولئك الذين ناموا سبع ساعات.

بالنسبة إلى فئة الأشخاص البالغين 60 عاماً، تبين أن أولئك الذين ينامون خمس ساعات أو أقل لديهم مخاطر أعلى بنسبة 30 في المئة، وتزداد المخاطر بنسبة 40 في المئة لمن هم في سن 70، مقارنة مع النوم لمدة سبع ساعات في الليلة.

ووجد الباحثون أيضاً أن مدة النوم البالغة خمس ساعات أو أقل عند من هم في سن 50 كانت مرتبطة بزيادة خطر الوفاة 25 في المئة.

وذكر العلماء أن ذلك ربما يرجع إلى أن قصر مدة النوم يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي بدورها تزيد من خطر الوفاة.

وأشارت الدكتورة سابيا: "لضمان نوم أفضل في الليل، من المهم تعزيز مستوى النظافة للتمتع بنوم هنيء، مثل التأكد من أن غرفة النوم هادئة والإضاءة مغلقة ودرجة الحرارة مريحة قبل النوم. ينصح أيضاً بإبعاد الأجهزة الإلكترونية وتجنب تناول الوجبات الدسمة قبل النوم. كما أن النشاط البدني والتعرض للضوء أثناء النهار قد يعزز أيضاً النوم الهنيء."

مُول البحث من قبل المعهد الوطني للشيخوخة، وهو تابع للمعاهد الوطنية للصحة، ومجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة، ومؤسسة القلب البريطانية، ومؤسسة Wellcome الخيرية.