تتعرض النساء للخداع منذ سن مبكرة. هل ترغبين في حلق شعر الإبط الذي ينمو مع البلوغ؟ ستحتاجين لإزالته إلى شفرة حلاقة وردية يزيد ثمنها على ثمن تلك التي يستخدمها الرجل بـ 34 في المئة. هل أنت قلقة حيال الرائحة المنبعثة من المهبل لأنها لا تشبه رائحة أفضل باقة في متجر الزهور؟ تخطي كل العوائق البيولوجية المسببة للرائحة وأزيليها باستخدام "غسول أنثوي للمناطق الحميمة" من المرجح أنه سيسبب لك حساسية. وتمارين عضلات قاع الحوض العادية تلك التي تقومين بها، إنها ليست كافية، وربما عليك إدخال "ممرّن" للعضلات يعمل بتقنية بلوتوث في جسمك مقابل مبلغ 170 جنيهاً استرلينياً لتدريب هذه العضلات المهمة حقاً.
في حين أن القضايا المتعلقة بصحة المرأة غالباً ما تعاني من تمويل متدنٍ مقارنة بالأمور التي تثير مخاوف الرجال - على سبيل المثل، يزيد عدد الدراسات حول ضعف الانتصاب عدد الأبحاث حول متلازمة ما قبل الحيض بنسبة خمسة إلى واحد - فإن أموالنا تشكل ومنذ زمن بعيد هدفاً للساعين وراء الربح الكارهين للنساء الذين يعرفون كيف يتلاعبون بنقاط ضعفنا.
خذوا شركة المنتجات الصحية التي تعرضت للانتقاد هذا الأسبوع لبيعها "قطرة خصوبة" مقابل 250 جنيهاً استرلينياً من دون أي دليل علمي على الإطلاق على أن محتويات المحلول الوريدي الذي تقدمه الشركة تعزز الخصوبة. تقوم شركة "غيت أ دريب -Get a Drip" ببيع العقار الوريدي الذي يحتوي على فيتامينات ومعادن في مركز "ويستفيلد" التجاري، مما يوفر فرصة لزيارة النساء المحلات التجارية، وشراء بعض الطعام وربما بيضة مهبلية تبيعها شركة "غوب Goop" وتزعم أنها تساعد الجسم على التخلص من السموم واستعادة الحيوية والنشاط، تمهيداً لأخذ حقنة الخصوبة.
لاحظت الخدمة الاستشارية البريطانية للحمل العقار، وطلبت من الشركة عبر موقع تويتر أن "تتفضل وتوضح الفوائد المثبتة سريرياً" للقطرة. على الرغم من أن "غيت أ دريب" كانت حريصة ألا تضع أي ادعاءات طبية مباشرة حول القطرة الوريدية - التي يتم تقديمها إلى جانب علاجات أخرى عن طريق الوريد تستهدف الإناث مثل "قطرة الجمال" التي تكلف 175 جنيهاً إسترلينياً و "القطرة المضادة للشيخوخة" مقابل 200 جنيه وقطرة "تقوي نمو الشعر" مقابل 200 جنيه - كانت هناك تلميحات واضحة من خلال رسم طفل في وضعية جنينية مرتبط بالرحم بواسطة الحبل السري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تزدهر صناعة الخصوبة من خلال استغلال عواطف النساء. أصبح تجميد البويضات شائعاً بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وتعد العيادات بعض النساء بمعدل نجاح يصل إلى 60 في المئة، على الرغم من أن هيئة الإخصاب البشري والأجنة تحدد أحدث معدلات للنجاح بعد تجميد البويضات بنسبة 18 في المئة فقط. يقوم البعض بالترويج لعلاجات التلقيح الصناعي المكلفة على أن نسبة نجاحه تبلغ 80 في المئة، في حين أن أحدث الأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحدد الاحتمال الفعلي للحمل بـ 29 في المئة فقط - وهذا الرقم ينطبق على النساء اللواتي يبدأن العلاج قبل سن الخامسة والثلاثين.
انتقد أطباء أمراض النساء مراراً الشركات التي تقدم وعوداً كاذبة للنساء عندما يتعلق الأمر بالخصوبة، وحثوا العيادات على أن تكون أكثر شفافية حول معدلات النجاح. في وقت سابق من هذا العام، حذرت هيئة الإخصاب البشري والأجنة عيادات أطفال الأنابيب من إدخال "إضافات" على عروض علاج الخصوبة التي تبيعها.
يبلغ متوسط تكلفة تجميد البويضة وتخزينها ثم تذويبها حوالى 8000 جنيه استرليني - فهل ما زال غريباً أن يتم تضخيم معدلات النجاح؟ في هذه الأثناء، يتناسى المجتمع الحديث عن الساعة البيولوجية للرجل. لا يزال ينظر إلى الخصوبة على أنها مشكلة المرأة. النساء هن اللواتي أصبحت أجسادهن عرضة لوخز الإبر، ومبايضهن مواقع للتنقيب، والدماء التي تجري في عروقهن عبارة عن خليط من الهرمونات. تتساوى أسباب العقم عند الرجال والنساء بين الأزواج الذين يكافحون من أجل الحمل، ومع ذلك، نادراً ما يُشار إلى العقم عند الذكور، ولا يزال يُعتبر إهانة للرجولة على نطاق واسع.
من المثير للاهتمام، كما أوضحت كاثرين أوبراين من الخدمة الاستشارية البريطانية للحمل، أن "قطرة الخصوبة" التي تسوقها "غيت أ دريب" تحتوي على الزنك - وهو معدن مرتبط بشكل مباشر بحركة الحيوانات المنوية. لماذا يوجد في منتج خصوبة يسوَّق كعقار للنساء؟
من الأسهل بالنسبة للمجتمع ومروجي السلع الاستهلاكية أن يصبوا التركيز المتعلق بالخصوبة على النساء. ليس هذا بالأمر الجديد. منذ وقت ليس ببعيد، قبل أن تثبت العالمة نيتي ستيفنز في عام 1905 أن الحيوانات المنوية تحمل الكروموسومات الجنسية وبالتالي تحدد جنس الطفل، عُوقبت النساء -بل وقُطعت رؤوسهن - لعدم إنجابهن وريثاً ذكراً.
ليست "قطرة الخصوبة" هذه سوى أسلوب آخر من أساليب استغلال النساء. سارع كثيرون إلى الإشارة إلى أنه يمكن الحصول على المكونات الداخلة في تركيبة القطرة من خلال نظام غذائي صحي. المكمل الغذائي الوحيد الذي توصي به هيئة الخدمات الصحية الوطنية للنساء اللواتي يحاولن أن يحملن هو حمض الفوليك، الذي لم يكن داخلاً في تركيبة القطرة.
قامت شركة "غيت أ دريب" منذ ذلك الحين بإزالة قطرة الخصوبة من العرض، واعتذرت عن أي إزعاج تسببت به. لكن هذه القضية تسلط الضوء على الطريقة التي ينقض بها المسوقون على إحساس النساء بالذنب، والشعور المستمر بأن مشكلة العقم هي غلطتهن، أو أنه أمر يمكن إصلاحه من خلال إنفاق القليل من المال.
المشكلات المعقدة على قدر تعقيد مسألة الخصوبة لا يجب أن تُصادر بصفاقة من قبل العلامات التجارية التي تحرص على تحقيق أرباح. في وقت تكسب النساء أجوراً أقل بـ 18 في المئة من الرجال، لا يمكنهن تحمل ما يجري وتكبّد مثل هذه المصاريف.
© The Independent