على رغم تواصل العملية العسكرية الروسية، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد، 23 أكتوبر (تشرين الأول)، عن اعتقاده أن هناك فرصة للسلام في أوكرانيا، حتى في الوقت الذي حذرت فيه موسكو من أن الصراع قد يتصاعد.
ماكرون قال، في مؤتمر بروما يهدف إلى البحث عن سبل لتعزيز السلام العالمي، إن "هناك احتمالاً للسلام، سيظهر في وقت ما"، وأضاف "وفي لحظة معينة، بالنظر إلى كيفية تطور الأمور، وعندما يقرر الشعب الأوكراني وقادته شروط هذا، يمكن إبرام اتفاق سلام مع الجانب الآخر".
وشددت فرنسا مراراً على أهمية إبقاء القنوات الدبلوماسية الغربية مع موسكو مفتوحة منذ أن هاجمت القوات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وأطلقت روسيا صواريخ وطائرات مسيرة على مدينة ميكولايف، الأحد، وحذرت من أن الحرب تتجه نحو "تصعيد غير منضبط".
وبحث وزير الدفاع سيرغي شويغو الوضع في أوكرانيا عبر اتصالات هاتفية منفصلة، الأحد، مع نظرائه في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا.
وقال شويغو إن أوكرانيا ربما تقدم على التصعيد باستخدام "قنبلة قذرة"، وهي متفجرات تقليدية ممزوجة بمواد مشعة، من دون تقديم أدلة.
ولا تملك أوكرانيا أسلحة نووية، بينما تقول روسيا إن بوسعها حماية الأراضي الروسية بترسانتها النووية.
تصريحات سخيفة وخطيرة
بدورها نفت أوكرانيا، الأحد، التخطيط لاستخدام "قنبلة قذرة" ضد القوات الروسية.
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن "أكاذيب روسيا حول عزم أوكرانيا على استخدام قنبلة قذرة هي سخيفة بمقدار ما هي خطيرة".
محادثات غير مسبوقة
وبحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هاتفياً، الأحد، النزاع الدائر في أوكرانيا مع نظرائه الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وهذه المحادثات، التي تمت في يوم واحد، غير مسبوقة بالنسبة إلى وزير الدفاع الروسي منذ بدء الهجوم على أوكرانيا.
وخلال محادثاته مع نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو، ندد الوزير الروسي بالأوضاع في أوكرانيا "تتجه إلى مزيد من التصعيد الخارج عن السيطرة".
ولاحقاً أجرى الوزير الروسي محادثات هاتفية مع نظيريه التركي خلوصي أكار والبريطاني بن والاس.
وخلال المحادثات الهاتفية الثلاث أعرب شويغو عن مخاوفه المتعلقة بالاستفزازات المحتملة من جانب أوكرانيا باستعمال "قنبلة قذرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، أن شويغو أعرب عن مخاوف من أن "يستعمل الأوكرانيون قنبلة قذرة على أراضيهم لإلقاء اللوم على روسيا".
وأشار سيباستيان لوكورنو إلى أن "فرنسا ترفض أي شكل من أشكال التصعيد، لا سيما النووي"، مشدداً على تصميمها على "الإسهام في حل سلمي للنزاع إلى جانب حلفائها".
من جهته، دحض وزير الدفاع البريطاني خلال المحادثات مع شويغو ما أعلنته موسكو بشأن إسهام دول غربية في تصعيد الحرب الدائرة في أوكرانيا، وفق مكتبه.
وجاء في بيان لوالاس "دحضت وزارة الدفاع البريطانية هذه التأكيدات، وحذرت من أن مزاعم كهذه يجب ألا تستخدم ذريعة لتصعيد أكبر"، مشدداً على أن المحادثات الهاتفية أجريت "بطلب" من موسكو.
والأحد أجرى شويغو محادثات هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وفق ما أعلنت الوزارة الروسية، وهذه ثاني محادثات بين الرجلين منذ يوم الجمعة، والثالثة منذ بدء النزاع.
ولم يشر البيان الروسي حول المحادثات الأخيرة إلى تلويح أوكراني باستعمال "قنبلة قذرة".
وتأتي الاتصالات في وقت تواجه روسيا هجوماً مضاداً أوكرانيا واسع النطاق وتندد بـ"زيادة كبيرة" في القصف الأوكراني على مناطق حدودية روسية عدة.
كييف في الظلام
قطعت شركة "أوكرينيرغو" الأوكرانية المشغلة لقطاع الكهرباء، الأحد 23 أكتوبر (تشرين الأول)، التغذية عن كييف من أجل "تثبيت" إمدادات الكهرباء بعد ضربات روسية متكررة استهدفت منشآت للطاقة في أوكرانيا، بحسب ما أفادت شركة خاصة.
وقالت شركة "DTEK" الخاصة الأوكرانية الموردة للكهرباء، "حصل قطع للكهرباء لتثبيت الإمدادات في كييف من أجل تجنب الحوادث".
وأشارت الشركة في بيان على موقعها إلى أن الانقطاع لن يستمر أكثر من أربع ساعات، لكنها لم تستبعد أيضاً استمراره لفترة أطول "بسبب حجم الأضرار".
ودعت مجدداً السكان إلى الاقتصاد في استخدام الكهرباء، والشركات إلى الحد من استخدام الإضاءة في المساحات الخارجية.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية السبت أن أكثر من مليون منزل في أوكرانيا انقطع عنها التيار الكهربائي بعد أن استهدفت ضربات روسية منشآت الطاقة.
ومنذ 10 أيام تقريباً، بدأت روسيا تكثف ضرباتها على شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير ما لا يقل عن ثلث قدراتها قبل فصل الشتاء.
خطا دفاع روسيان
في المقابل، أقيم خطا دفاع في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا لمواجهة هجوم محتمل للقوات الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة رومان ستاروفويت الأحد.
وكتب ستاروفويت على "تيليغرام"، "هذا الأسبوع، اكتملت أعمال بناء خطي دفاع محصنين في منطقة كورسك"، مشيراً إلى أنه سيتم بناء خط دفاع ثالث بحلول الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).
وأكد "نحن مستعدون لمواجهة أي هجوم على أراضينا".
وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، السبت، الشروع في بناء خط دفاع في منطقته.
وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف عبر "تيليغرام" "في منطقة بيلغورود، بدأنا في إقامة تحصينات دفاعية"، ونشر صوراً لكتل خرسانية عدة على شكل هرم وضعت على أطراف قرية.
وشجبت روسيا التي تشن هجوماً على أوكرانيا منذ نهاية فبراير (شباط)، في منتصف أكتوبر ما سمته "زيادة كبيرة" في القصف الأوكراني على مناطق حدودية روسية عدة منها منطقة بيلغورود وكورسك وبريانسك.
والسبت، قتل مدنيان في أعقاب قصف أوكراني استهدف منشآت مدنية في منطقة بيلغورود، وانقطع التيار الكهربائي عن نحو 15 ألف شخص لساعات عدة، بحسب السلطات المحلية.
تحطم طائرة عسكرية
قال مسؤولون إن طائرة مقاتلة روسية تحطمت فوق بناية سكنية في مدينة إركوتسك في سيبيريا، اليوم الأحد، مما أسفر عن مقتل طياريها الاثنين.
وفي منشور على "تيليغرام"، قال إيجور كوبزيف حاكم إركوتسك إن الطائرة تحطمت فوق منزل مؤلف من طابقين في المدينة. وقالت وزارة الطوارئ إن الطيارين قتلا ولا يوجد ضحايا آخرون.
والحادثة هي الثانية في غضون ستة أيام، إذ تحطمت يوم الاثنين الماضي مقاتلة من طراز "سوخوي" (سو-34) فوق بناية سكنية في مدينة ييسك بجنوب روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً.
وقالت وكالات أنباء روسية إن الطائرة التي تحطمت اليوم الأحد كانت من طراز "سوخوي" (سو-30). وقالت وزارة الطوارئ في بيان إنها تحطمت خلال اختبار طيران.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي نشوب حريق في بنايات عدة على ما يبدو وتصاعد دخان أسود كثيف منها.