Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا ينتظر قطاع النقل الجوي وسط نقص الطائرات؟

تحدي الوقود وتعثر الإنتاج الجديد يواجهان صناعة الطيران في ظل أزمة سلسلة التوريد وتراجع الرحلات

توقف إنتاج الطائرات يربك سلسلة التوريد والإمداد حول العالم   (أ ف ب)

اضطرت شركة "إيرباص"، المنافس الأوروبي لشركة "بوينغ" الأميركية وأكبر منتج للطائرات في العالم، هذا الصيف إلى إبطاء زيادة كبيرة في إنتاج عائلة طائرات "A320" الأكثر مبيعاً، مشيرة إلى اضطرابات سلسلة التوريد والخدمات اللوجيستية وإمدادات الطاقة من بين تحدياتها، كما أعاقت القيود الشديدة لسلسلة التوريد عمليات تسليم الطائرات الجديدة بخاصة للمحركات، مما أدى إلى تأخير أوقات التسليم لعديد من شركات الطيران. 

وقالت "بوينغ" إن الشركة واصلت "العمل من كثب مع الموردين لمواجهة تحديات الصناعة وتحقيق الاستقرار في الإنتاج والوفاء بالتزاماتنا تجاه العملاء". 

ويشير التحليل الذي أجرته شركة "سيريوم"، شركة استشارات الطيران، إلى أن كلاً من شركتي "إيرباص" و"بوينغ" تتخلفان عن أهداف الإنتاج المعلنة لطائرتهما النفاثة ذات الممر الواحد البالغة 45 و31 شهراً على التوالي. 

كما اضطرت شركة طيران "ساوث ويست"، أكبر شركة طيران منخفضة الكلفة في أميركا، إلى تقليل عدد الرحلات اليومية لأن الشركة ليس لديها عدد كاف من الطائرات كما أنها تفتقر إلى الطيارين لتسييرها. 

وأخبر سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد إيرلاينز"، المستثمرين أن شركتي "بوينغ" و"إيرباص" "على الأرجح على بعد سنتين إلى ثلاث سنوات" من تصنيع طائرات بمعدلات ما قبل الوباء. 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا إيرلاينز"، إد باستيان، إن الشركات المصنعة "تواجه صعوبة في التعامل مع إنتاج الطائرات، وهي أحد التحديات بين عديد من شركات الطيران التي تواجهها مع زيادة الطلب على السفر". 

وقال ديريك كير، كبير المسؤولين الماليين في شركة "أميركان إيرلاينز"، يوم الخميس، إن الشركة تتوقع الآن تسلم 19 طائرة من طراز "737 ماكس" من "بوينغ" العام المقبل بدلاً من 27. 

وكانت شركة الطيران خططت جدولها الزمني حول تسلم الطائرات وفقاً لجدول زمني جديد، وعليهم الآن الوفاء بهذه التواريخ للوصول إلى مستوى العمليات. 

وقال روب موريس، رئيس الاستشارات العالمية في "أسيندم باي سيريوم"، إن الأدلة القصصية تشير إلى حدوث تأخير في التسليم لمدة "ثلاثة أشهر أو أكثر". وأضاف يبدو أن شركة "إيرباص" لديها عدد محدود جداً من فرص التسليم لطائراتها ذات الممر الواحد "حتى عام 2027 أو 2028". 

وقال موريس إن ذهنه "تفاجأ قليلاً" بطلب من شركة السفر البريطانية "جت 2 دوت كوم" (Jet2.com) هذا الأسبوع لشراء 35 طائرة جديدة من طراز "إيرباص A320neo"، التي من المقرر تسليمها بين عامي 2028 و2031. 

وقال الكابتن كيسي موراي، رئيس رابطة الطيارين في "ساوث ويست إيرلاينز"، لـ"فايننشيال تايمز"، إن شركة الطيران "باعت عدداً من الرحلات أكثر مما تمكنت من تشغيلها، حيث انتقلت من تقديم نحو 5000 رحلة في اليوم إلى نطاق يتراوح بين 4000 و4300 بينما تنتظر شركة بوينغ لتسليم الطائرات". وأضاف "مع تقدمنا ​​وتصحيح الموظفين ستصبح هياكل الطائرات هي المشكلة". 

النقص في الطائرات الجديدة

ويمثل النقص في الطائرات الجديدة أحدث تحد يواجه صناعة الطيران العالمية، التي تصارع الطلب المتزايد على الركاب في أعقاب الوباء، بينما تواجه في الوقت نفسه نزوحاً جماعياً للموظفين وقطع الغيار. 

وبصرف النظر عن عوامل مثل توقعات التضخم غير المؤكدة، قال موريس إنه من منظور الاستدامة إذا افترضنا دورة حياة تشغيلية مدتها 25 عاماً، فسيظل آخرها في الخدمة بعد عدة سنوات من عام 2050.

وقال كيفن مايكلز، رئيس شركة الاستشارات "إيرو داينامك" الاستشارية ومقرها ميشيغان للصحيفة، إن الاختناقات في سلسلة التوريد الفضائية "مشكلة رئيسة" تسهم في نقص الطائرات. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تفاقم النقص 

وكان الموردون عززوا التصنيع خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه توقف بعد ذلك عقب إيقاف تشغيل طائرة "بوينغ 737 ماكس" ووباء "كوفيد-19"، مما أدى إلى تخفيضات كبيرة في معدلات الإنتاج. 

ولدى عديد من الموردين اليوم القليل جداً من رأس المال العامل وعدد قليل جداً من العمال لتلبية طلب عملائهم على مطروقات السبائك لمحركات الطائرات والمسبوكات المعدنية وأجزاء الآلات، مع تأثير التضخم أيضاً. 

وأشار مايكلز إلى أن "هناك الكثير من الضربات في وقت واحد، بالتالي لا يمكن التنبؤ بالطلب على الطائرات بشكل موثوق من دون فهم سلسلة التوريد للسنوات الخمس المقبلة". 

ومن المحتمل أن يتفاقم النقص أيضاً، حيث ينبغي على "بوينغ" أن تحظى بالموافقة التنظيمية بحلول نهاية العام لطرازين مختلفين من طراز "737 ماكس"، أو ستحتاج مقصورات القيادة الخاصة بهم إلى إعادة صياغة لتلبية المعايير التي تم وضعها في أعقاب الحوادث المميتة التي أدت إلى إيقاف تشغيلها، وهذا من شأنه تأخير التسليم. 

وقال سافانثي سيث، المحلل في "ريموند جيمس"، "لا أحسد فرق التخطيط في شركات الطيران للعام المقبل". وأضاف "الطلب قوي للغاية، لكن الاحتياطي الفيدرالي سيقضي عليه في مرحلة ما، ولا يبدو أن شركتي إيرباص وبوينغ تقدمان الطائرات عندما تريد منهما ذلك، لذا حظ سعيد في التخطيط لذلك". 

وسلمت "إيرباص" حتى الآن 437 طائرة هذا العام بينما سلمت "بوينغ" 328 منها 277 "ماكس"، لكن الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ"، ديفيد كالهون، خفض توقعات الطائرة العملاقة ذات الممر الواحد في يوليو (تموز)، قائلاً إنها ستكون منخفضة بحدود 400 بدلاً من تقدير سابق 500 طائرة. 

وقالت شركة "ساوث ويست" التي من المفترض أن تستقبل 114 طائرة من طراز "ماكس" هذا العام، في ملف أصدرته لجنة الأوراق المالية والبورصات خلال أغسطس (آب) إنها تتوقع الانتظار حتى عام 2023 لبعض هذه التسليمات. 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "رايان إير"، مايكل أوليري، إنه يتوقع ألا تسلم "بوينغ" أكثر من 13 طائرة من أصل 21 كان من المقرر أن تتسلمها شركة الطيران قبل عيد الميلاد. 

ومن المرتقب تسليم 30 طائرة متبقية بعد عيد الميلاد، وأن تعقد الشركة اجتماعات مع "بوينغ" هذا الشهر حيث ستثار المشكلات. 

وأضاف أوليري للصحيفة هذا الأسبوع "لسنا واثقين من أننا سنحصل على 51 طائرة في الوقت المناسب لصيف العام المقبل، فنحن ثاني أكبر زبون لهم. لسنا واثقين من أننا سنحصل على شحناتنا، هذا يؤثر حقاً في معدل النمو لدينا". وقال إن "بوينغ غير موثوق بها إلى حد كبير، فهم يبتكرون جميع أنواع الأعذار حول سلسلة التوريد الخاصة بهم. لا نعتقد أن سلسلة التوريد هي المشكلة، متسائلاً: هل هي تأخيرات في الإنتاج؟".

وقال سيث إن "رايان إير" و"ساوث ويست" تشغلان الطائرات التي تمتلكانها بكفاءة، مما يعني أنه "ليس لديهما ما يكسبانه من عدم الحصول على تلك الطائرات". وأضاف "من المرجح أن يتركوا المال على الطاولة بسبب هذا." 

وقال أنغوس كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة "غيرو كاب"، أكبر مؤجر في العالم، خلال مؤتمر صناعي هذا الشهر إنه "يعتقد أن بوينغ وإيرباص ستحصلان في أفضل الأحوال على 90 في المئة من أهدافهما الإنتاجية المعلنة". 

وقال فينود كانان، الرئيس التنفيذي لشركة "فيستارا"، ثاني أكبر شركة طيران في الهند، للصحيفة إن "الشركة واجهت تأخيرات في التسليم لمدة أشهر في شأن طلب شراء طائرات A320neo لكنها تجري محادثات مع شركة إيرباص بشأنها". 

ورداً على سؤال حول التحديات التي تواجه الصناعة، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" جيوم فوري مجدداً هدف الشركة لتسليم 700 طائرة بحلول نهاية العام، لكنه أقر بأن قاعدة الموردين لم تكن جاهزة كما كان. وشدد، مع ذلك، على أن خطة "إيرباص" لإنتاج 75 طائرة من طراز "A320" شهرياً بحلول عام 2025 "لا يزال من المحتمل حدوثها". 

اقرأ المزيد